اية تحت المجهر

اية تحت المجهر
‏قال تعالی :{یا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يُذهبكم ويأتِ بخَلقٍ جديدٍ وما ذلك على الله بعزیز } .
ليس المراد بالفقر هنا.الخصاصة والحاجة،وقلة ذات اليد .انما المُرادَ بالفقر هنا فقر اضطراري الناس كلهم على قدم سواء .
افتقار الممكن الوجود ،إلى الواجب الوجود
فالاية شاملة( يا ايها الناس انتم)كلكم
بدون استثناء…فكل مايفتقر اليه ويطلبه الشخص يصب في مقتضى اسم من الاسماء الالهية.
فانت تفتقر إلى سمعك وبصرك.و عقلك.والى جميع اعضائك.فلو فقد منك ابهام اليد اليمنى، لصعبت عليك الكتابة
ففي الجسم أجهزة تقوم بمظاهر الحياة المختلفة، كالجهاز التنفسي،والجهاز الهضمي،والجهاز العصبي .
أجهزة تتعاون مع بعضها البعض وتعمل بانتظام كل يوم, ليبقى جسم الإنسان حيًا.
وعملها تابع لارادة الله والى (وخلق كل شيء فقدره تقديرا)…
ثم قال :{ إن يشأ يذهبكم ويات بخلق جديد } ،
وهذا الخلق الجديد لن يخرجوا عن كونهم عباد لله ،وتحت مقتضيات الاسماء الإلهية.
وهذا ماتقوم به الاسماء الإلهية وعلى رأسها المحيي والمميت. فكل يوم يذهب الله تعالى بخلائق ويأتي بآخرين..
انتم الفقراء الى الله. فالاسم الجامع (الله)هو رئيس باقي الاسماء الإلهية،ويرجع اليه كل اسم في الظهور .
فمن كان مريضا،فهو مفتقر الى اسمه تعالى الشافي.والمذنب مفتقر الى اسمه تعالى الغفار. والفقير مفتقر الى اسمه تعالى الغني،
ومن ليس له اولاد مفتقر الى اسمه تعالى الوهاب.والشخص الضال مفتقر الى اسمه تعالى الهادي..
وقس على هذا باقي الاسماء الإلهية…
ولا تعطيل لدائرة من دوائر الاسماء الإلهية التعطيل محال.
قال رسول صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
افتقار ذاتي للخلائق من شعر به،شكر الله عليه..ولا تجد اكثرهم شاكرين
فليكن عندك ورد من الحمد والشكر ،تشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة.
قال تعالى (ولئن شكرتم لازيدنكم)..ولم يقل لنا الحق تعالى من ماذا هذه الزيادة…بقيت مستورة..وربما البعض من هذه الزيادة تجده محصيا لك يوم القيام…فلنشكر الله تعالى لانه خالقنا ويستحق الشكر…على كل ما يعمل بنا
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
والله اعلم

حصل المقال على : 288 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد