أقطاب المدرسة الصوفية الأندلسية

   أقطاب المدرسة الصوفية الأندلسية منذ إبن مسرة إلى محيي الدين إبن عربي

نجد قبل إبن عربي خمسة أعلام كان لهم الصيت البعيد والأثر القوي في ترسيخ التصوف الإسلامي الأندلسي وإغنائه وتطويره،وهم:

1_ إسماعيل بن عبد الله الرعيني (مات في مطلع القرن الخامس الهجري): وقد كان له أثر كبير في تطوير المدرسة المسرية وإضفاء طابع سياسي عليها.

2_ أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي،المعروف ب”إبن العريف” (ت 536): يُعدّ من أكابر صوفية الأندلس،وهو معلمة أساسية في التصوف الإسلامي عامة والأندلسي خاصة..ويبدو أثره واضحاً لدى إبن عربي الحاتمي الذي يذكر إبن العريف بكل إجلال وتقدير في معرض مؤلفاته..كما يمتد أثره في الطريقة الشاذلية،وبصورة أوضح لدى “إبن عباد الرندي” (ت 791).

3_ عبد السلام بن أبي عبد الرحمن بن أبي الرجال،المعروف ب”أبي الحكم بن برجان” (ت 537): عُمدة التصوف الأندلسي في القرن السادس الهجري،وشيخ من شيوخه الكبار..اضطهد من طرف الفقهاء والسلطان المرابطي “علي بن يوسف بن تاشفين..وقد تميّز تفكير إبن برجان بميل إلى الباطن و”علم أسرار الحروف”..وكان إبن برجان يلقب ب”غزالي المغرب”.

4_ أبو القاسم أحمد بن الحسين،المعروف ب”إبن قسي” (ت 546): أعلن ثورته ضد المرابطين سنة (539)،وتزعّم ثورة المريدين،فكان نقطة تحول أساسية في التصوف الأندلسي..

5_ أبو مدين شعيب الأنصاري (ت594): شيخ عظيم وإمام كبير،أطلق عليه لقب (الغوث) لتعظيمه ومكانته..تمكن أبو مدين من لَمّ تعاليم كبار الصوفية الذين أخذ عنهم،سواء في المغرب كالشيخ “أبي الحسن علي بن حرزهم” (ت 560) الذي تلقى عنه علوم الإمام الغزالي،أو في المشرق كالشيخ “عبد القادر الجيلاني” (ت569)،أو في الأندلس حيث ترعرعت وتطورت نظريات “إبن مسرّة” الصوفية في كل من إشبيلية وقرطبة وألمرية والغرب على يد “إبن العريف” و”إبن برجان” و”إبن قسي”..وقد تأثر أبو مدين بالمدرسة الصوفية الأندلسية،وخاصة في منهجية الزهد وطريقة التقشّف،بعدما لَطّف من الجانب الباطني الإشراقي فيها.ومن تعاليمه نشأت في القرن السابع الهجري (الطريقة الشاذلية)..ويُعد أبا مدين شيخاً لإبن عربي الحاتمي،حيث قصده هذا الأخير للأخذ عنه في مدينة بجاية..

وكتب إبن عربي تزخر بالإقتباسات من أقوال وكتب إبن مسرة وإبن العريف وإبن برجان وإبن قسي وأبي مدين،كما أنه يذكرهم بالإجلال والإكبار.

هؤلاء الشيوخ الخمسة يمكن إعتبارهم أعمدة التصوف الإشراقي الأندلسي،فقد رفعوا بناءه شامخاً،ممهّدين لإرتقاء الشيخ الأكبر محيي الدين مفخرة التصوف الفلسفي الأندلسي خاصة والإسلامي عامة،بعد ما مهّد لهم السبيل الرائد الأول للتصوف الإشراقي الأندلسي “إبن مسرّة”..

رشيد موعشي

المعهد الفاطمي المحمدي

حصل المقال على : 1٬781 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد