قال تعالى،:
“هوالاول والأخر،والظاهر والباطن “.
اسماء متضادة بينها .وكذلك من جملة الاسماء الإلهية الحسني الضار والنافع..والمعطي والمانع…..فالالوهية جمعت بين الاضداد…
سئل ابو سعيد الخراز بم عرفت الله قال بجمعه بين الاضداد، يقصد أنه عرفه بأسمائه المتجلية في الوجود فكما تنتج مقتضياتها جمالا في الكون الالهي هي كذلك متصفة بالجلال،
لذا كانت الواو فاصلة بين “الاول والاخر . وبين الظاهر والباطن “والتي تفيد المغايرة.
ولكي يكون الكمال في الكون الالهي يجب ان يكون فيه الجمال والجلال.
فأولية الحق تعالى هي عين أخريته،وظهوره تعالى هو عين بطونه .من حيثية واحدة انه واحد..
فالاسماء الإلهية لكي تكتسب هاته الصفات مرت من حضرة سحق ومحق في الاحدية…وتساوت مقتضياتها في الواحدية…وتميزت في دائرة الألوهية وظهرت في دائرة الرحمانية،فالوجود كله منوط بها. اولا واخرا، ظاهرا وباطنا ملكا وملكوتا.
ولولا تشاجرها ،وتضادها لتعطلت الكثير من الدوائر الكونية والتعطيل محال لان ربنا (كل يوم هو في شأن)
ولا تكرار في الوجود وان ظهر في الشهود.
فلو لم يكن المذنب،لتعطل مقتضى اسمه تعالى التواب والغفار…ولتعطل مقتضى قوله تعالى (ان الله يحب التوابين)….ولو لم يكن هناك اهل الكبائر لما قال صلى الله عليه وسلم (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي).
فجميع مافي الكون هو اثار الاسماء الإلهية ولا فاعل في الوجود غير الله.لهذا عندما قالت الملائكة (اتجعل فيها من يفسد فيها)رد عليهم تعالى ( اني اعلم مالا تعلمون )وكانت حجتهم ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).. حجة داحضة اذ لم يكونوا على علم ان الكون كله يسبح لله ويصلي ويسجد لله…
( وان من شيء الا يسبح بحمده)
والشيء انكر النكرات.
(كل قد علم صلاته وتسببحه).
(ولله يسجد من في السموات والارض)..
فلا شيء في الوجود لا يعرف خالقه .
ولا شيء في الوجود لا يعبد خالقه .
ولا شيء في الوجود خارج عن مراقبة خالقه وقيوميته.
(وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين)….
هذه ورقة بسيطة لا قيمة لها،عندما تسقط تكون في علم الله لأنها لاتسقط من تلقاء نفسها. لا بد لها من تجل يسقطها.
فسلطان التجليات هو الحاكم.
وخلاصة القول :حتى ولو كنت على درجة كبيرة من المعرفة ،ودرجة كبيرة من التقوى فتواضع ولا تستصغر احدا .لأن الإنسان تحت سلطان التجلي التابع لارادة الله .
فإذا تغير عليك التجلي تغير حالك من حينه..فناصيتك بيد الله…قال تعالى
(ما من دابة إلا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم).
واذا كان الرب على صراط مستقيم وناصية الدابة بيده أفلا تكون الدابة كذلك حقيقة على صراط مستقيم؟؟؟.
أ تعرف القوس. ؟! ….هو مقوس وموعج
لو أقمته لما قام بمهمته،وما رمي السهم
فاعوجاجه هو عين استقامته…
فلا تحشر نفسك بين الخلائق وربهم.
هو الذي خلقهم ورزقهم ,وأحياهم،وأماتهم. والجنة جنته ،والنار ناره..
فالزم الصمت .
(ما من دابة إلا وهو اخذ بناصيتها)هذا ماقاله سيدنا هود.
(ان هي الا فتنتك).هذا ما قاله سيدنا موسى
وقال سيدنا وسيد الخلائق اجمعين:
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.