أمهات المَطالب العلمية

أمّهات المَطالب أربعاً،وهي: [(هل) و(ما) و(كيف) و(لِمَ)]. و(هَلْ ولِمَ) :مَطلبان روحانيان بسيطان،يَصحبهُما (ما هُوَ). ف(هَلْ ولِمَ) هما الأصلان الصحيحان للبسائط،لأن في (ما هُو) ضَرباً من التركيب خاصة. وليس في هذه المطالب الأربعة مَطلب ينبغي أن يُسأل به الله تعالى،من جهة ما تُعطيه الحقيقة،إذ لا يصح أن يُعرف من علم التوحيد إلا نَفي ما يوجد فيما سواه سبحانه،ولهذا قال تعالى (ليس كمثله شيء) و(سبحان ربك رب العزة عما يصفون). فالعلم بالسّلْب هو العلم بالله سبحانه..فلا يُعلَم الحق بهذه المَطالب أبداً.. __ إن شئت أن تُحقّق شيئاً من هذا الفصل،فانظُر إلى مفعول هذا الفعل،على حسب أصناف المفعولات،مثل: المفعول الصناعي كالقميص والكرسي (مَثلاً)،فوجدناه لا يَعرف صانعه ،إلا أنه يَدُلّ بنفسه على وجود صانعه،وعلىعلمه بصَنعته . وكذلك المفعول التكويني الذي هو الفَلك والكواكب،فهؤلاء لا يعرفون مُكوّنهم ولا المُركِّب لهم،وهو النفس الكلية المُحيطة بهم. وكذلك المفعول الطبيعي كالمواليد من المعادن والنبات والحيوان،الذين يفعلون طبيعةً من المفعول التكويني،ليس لهم وقوف على الفاعل لهم،الذي هو الفلك والكواكب.. وكذلك المفعول الإنبعاثي الذي هو النفس الكلية،المُنبعثة من العقل إنبعاث الصورة الدّحييّة من الحقيقة الجبريلية. فالنفس الكلية لا تَعرف الذي إنبعثت عنه أصلاً،لأنها تحت حيطَته وهو المُحيط بها،لأنها خاطر من خواطره.. وكذلك المفعول الإبداعي الذي هو الحقيقة المحمدية عندنا،والعقل الأولعند غيرنا. وهو القلم الأعلى الذي أبدَعه الله تعالى من غير شيء. وهو أعجز وأمنع عن إدراك فاعله من كلّ مفعول تَقدّم ذكره. إذ بين كل مفعول وفاعل،ممّا تَقدّم ذكره،ضرب من ضروب المناسبة والمشاكلة،فلا بد أن يعلم منه قدر ما بينهما من المناسبة،إما من جهة الجوهرية أو غير ذلك. ولا مناسبة بين المُبْدَع الأول والحق تعالى. فهو أعْجَز عن معرفته بفاعله من غيره،من مفعولي الأسباب. إذن قد ثَبتعَجْز المَفعول ،الذي يُشبه سَببه الفاعل له من وجوه،عن إدراكه والعلم به. فافهم هذا وتَحقّقه،فإنه نافع جداً في باب التوحيد،(العجز عن تعلّق العلم المُحدَث بالله تعالى.

حصل المقال على : 443 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد