اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.هَيُولَى سَائِرِ البَسَائِط وَالْمُرَكَّبَاتِ. الْمُسْتَوِي بِقَدَمِ الأَحَدِيَّةِ عَلَى عَرْشِ الصِّفَاتِ.الْوَسِيطِ فِي كُلِّ التَّجَلِّيَّاتِ. وَالحَاجِزِ بَيْنَ جَلاَلِ صَدَمَاتِهَا وَالْكَائِنَاتِ.النَّاشِرِ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ كُلَّ الْعَطاءَاتِ،مِنْ يَوْمِ لاَيَومٍ،إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ أَرْضَ الْمُمْكِنَاتِ. المَجْلَى لِاِنْفِعَالِ الأَسْمَاءِ وَظُهورِالْمُقْتَضَيَاتِ.الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ السَّارِي فِي جَمِيعِ التَّعَيُّنَاتِ.وَجْهُ اللَّهِ الظَّاهِرِ،وَإِنْ تَسَتَّرَ بِالْعَنَاصِرِ كُلِّيَّاتٍ وَجُزْئِيَّاتٍ.وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برق نوره من الاحدية الصرفة، فخول له هذا المحتد النوراني المجهول ،هرم مراتب الوجود، وعرش الصفات والاسماء الالهية .خول له ان يتحلى بحلل الاسماء الالهية، وان يتربع على عرش الخلافة الكونية ،وعلى كرسي النيابة القولية والفعلية “انه لقول سول كريم” “ومااتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” “وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى” “ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله” فكل ما يظهر في الكون الالهي،الناتج عن تجل لإسم إلهي ،تكون حضرة محمدية، مصاحبة له ،لكي يظهر مقتضاه. فالكائنات تخرج من وجود علمي الى وجود عيني حسب الارادة الالهية “إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” ، ووفق الإبان الزمني والمكاني المقدر له “كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” . فحقيقته صلى الله عليه وسلم سارية في ذرات الوجود، سريان الماء في الاشجلر ،وباطنة بطون الواحد في الاعداد.فالنبوة المحمدية وساطة في ظهور كل المقتضيات،وهي على معرفة بكل الهويات،بسائط ومركبات، جزئيات وكليات هي وجه الله الظاهر وان تستر بالعناصر.النبوة المحمدية برزخ ،لاهوتي ،نوراني، حقاني، رحمة للمخلوقات ،وملطفا لجلال التجليات،وهذا من يوم لا يوم، أي قبل ان تعطى الانطلاقة الى عالم الظهور ،وستبقى الى بعد دخول اهل الجنة ،الجنة، ودخول اهل النار النار
ويقول الشّيخ أحمد التّجاني قدس الله سرّه :
الحقيقة المحمّدية: هي محل الاستواء الإلهي بالإسم الأعظم .
الحقيقة المحمّدية: هي البرزخ بين الحضرة الإلهية ، وبين الأرواح الواصلة إليها بكمال المعرفة وصفاء اليقين .
الحقيقة المحمّدية: هي أول موجود أنشأه الله من العماء الرّباني ، وأوجدها سبحانه مشتملة على جميع ذوات الوجود من الأزل إلى الأبد ، والوجود كلّه متنسل منها » .
الحقيقة المحمّدية: هي الأب الأوّل للوجود كلّه،فما في الوجود ذرّة موجودة من الأزل إلى الأبد خارجة عنها .
الحقيقة المحمّدية: هي عين الذّات العليّة : يعني أنّ الحقّ سبحانه وتعالى،تجلى بكمال ذاته الذاتيّة في الحقيقة المحمّدية ،فهي لها أي ـ للذّات العليّة ـ كالمرآة تتراءى فيها،فبهذه الحيثية كانت الحقيقة المحمّدية كأنّها عين الذّات ، ولم يكن هذا التّجلي في الوجود لأحد من خلقه إلّا له،فبهذه النسبة كان عين الذّات لا أنّه حقيقتها » .
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.