هو حبيب ابن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري،ولد على ما يبدو بالقيروان ، المدينة التي بناها جده المجاهد الأكبر والفاتح لشمال إفريقيا .لكن مولده بالضبط مجهول تاريخه .عاش و ترعرع في أحضان هذه المدينة مع أبناء المجاهدين الذين اختاروها دارا لهم منذ نشأتها .في كنف أسرة لها من الحرمة و الجاه ،و رصيد من التقدير لم يكن يحظى به غيرها من لدن العرب والبربر معا، تزوج بأخت موسى بن نصير .بطل المغرب والأندلس.خرج مع موسى بن نصير في جيشه الذي فتح به الأندلس ستة 93 للهجرة،وشارك في فتح برشلونة ،واربونا و قادس، عين على رأس الجند الذين كلفوا بحراسة الثغور بعدوة الأندلس ،
يقول صاحب الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى في مجلده الأول ص116 ٌكان ابنه-ابن حبيب- عبد الرحمان في جملة أصحاب بلج النازحين إلى سبتة ، فحمل معه جثة أبيه من ساحة المعركة خوفا من أن يشوهها البربر،و صار بها في طريقه إلى سبتة .فلما كان ما ذكرناه من الحصار على سبتة أمر خدامه بحمل الجثة على بغلته وقصد بها مكانا في الجبل كثيف الشجر خالي من السكان ودفنها بسفحه و ذلك بالقرب من مكان حصارهم .
و يروى أن السلطان أبا الحسن المريني لما نزل بسبتة بقصد الجهاد في الأندلس سنة 740 هـ ، رأى في منامه ذات ليلة حبيب بن أبي عبيدة فعَرَّفه بنفسه و دله على مكان رفاته .وفي صباح يومه بعث كثيبة من جيشه تبحث في المكان الذي دله عليه ،عن القبر المجهول .وتفرقت في القرى المجاورة له تستقصي خبره ،و إذا برجل مسن يصيح في الجميع أنا الذي أدلكم عليه .و قصة ذلك : أني لما كنت شابا يافعا كانت مهمتي رعي الماعز،وكنت أتجرأعلى اقتحام هذا الجبل بالرغم من كثافة غابته و كثرة الوحوش الضارية به . وبينما أنا ذات يوم اقتفي اثر ماشيتي إذا بي أقف على القبر وقد أحاطت به أشجار العليق من جميع الجهات . فأخذه جنود السلطان معهم إلى ذلك المكان . وحفروا على الجثة . ونقلوها إلى أعلى الجبل و دفنوها بقمته و بنوا عليها الضريح بالشكل الذي هو عليه الآن . ومنذ ذلك التاريخ أطلق على الجبل اسم جبل الحبيب .تعريفا بهذا الرجل سليل المجاهدين و ابن قبيلة مضر الدائعة الصيت.
ضريحه يقع بجبل الحبيب ،الجبل الذي سمي باسمه والذي يقع في شمال المملكة المغربية، على الطريق الجهوية الرابطة بين مدينتي تطوان والعرائش. يقام عليه موسم في شهر يونيو من كل سنة. هناك أغنية يرددها الفنان بوكاكس اسمها سيدي حبيب
نقلا عن الصحفي علي نصيح(انترنيت)