شرح الصلاة 18 من خبيئة الاسرار

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
الصلاة 18:
اللَّهُـمَّ صَـلِّ وَسَلِّــمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الحَقِيقَةُ النُّورَانِيَّةُ، المُطَلْسَمَةُ بِسُرَادِقَاتِ حُجُبِ الهُوِّيَّةِ، المُلَثَّمَةُ بِنِقَابِ كَنْزِيَّةِ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ.فَظَهَرَتْ فِي المَظَاهِرِ،إِذْ الظُّهُورُهُوَ المَقْصُودُ،وَعَلَيْهِ مَبْنَى الوُجُودِ ﴿ وَمَاخَلَقتُ ٱلجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلَّالِيَعبُدُونِ﴾ فَآوِنَةً تَلْتَحِفُ بِرِدَاءِ الكِبرْيَاءِلِي وَقْتٌ لاَ يَسَعُنِي فِيهِ غَيْرُرَبِّي.إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ*وَآوِنَةً بِرِدَاءِ العَبْدِيَّةِ وَنَوْمَةِ الوَادِي﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنا بَشَرٌ مثلَكُمْ ﴾، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ .
سيدنا محمد حقيقة نورانية محتدها الصفة الاحدية طلسمت بسرادقات غيب الهوية: والسرادق هو كل ما أحاط بشيءٍ،من حائط أو مِضْرَب أوخباء،والجمع سرادقات. تحقق وتخلق صلى الله عليه وسلم بالأسماء الإلهية،ومن جملة الأسماء الهوية،فصار مجهولا عند كل العوالم لأنه الروح الكلية التي لا خُبر ولا خَبر لمخلوق بها ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ فالخلائق عاجزون عن معرفته والإحاطة بكنهه”ما عرفني حقيقة غير ربي”.قال تعالى ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾رفعنا لك ذكرك فلم يعرفك غيرنا. قال أويس القَرني: ما أدركتم من محمد إلا كالسيف في غمده. وقال ابن مشيش (فلم يدركه منا سابق ولا لاحق)فالاسماء الإلهية اكنزت النبوة المحمدية بتجلياتها التي لا حصر لها ،و النبوة طرف فعال في ظهور المقتضيات،متكثرة في عين الوحدة ،ومتأحدة في عين الكثرة، باطنة في نفس ظهورها،وظاهرة في نفس بطونها.لها وجهة حقية،ووجهة خلقية.وهذه الوجهة الحقية هي التي سماها الصوفية الكنـز المطلسم .
وما احتجبت إلا برفع حجابها**ومن عجب أن الظهور تستر
فظهرت في المظاهر (فأينما تولوا فثم وجه الله) فالظهور هو المقصود وعليه مبنى الوجود ،لأن الحق تعالى خلق الخلائق للعبادة (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون). فاتصفت بالبطون الكلي في عين الظهورالكلي.فمن شدة ظهوره خفي عن الأبصار،وظهوره كناية عن سريانه في جميع مظاهر الوجود فلا يراه الا أصحاب وحدة الشهود. فحارت العقول فيه وانقطع دونه الوصول،وأصاب الذوق الذهول ،فلا الكشف يدركه ،ولا العقل يحده ،ولا الوَهْمٌ يصفه﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ﴾ قيل له قل فقال. حتى الملائكة الكرام أقرت أن ليس لها بمعرفة بالنبوة.قال تعالى ﴿ لَوْأَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ أول العابدين.فالصفة مشهودة الأثر مفقودة في النظر.ومن مراتب غيب باطنه أذكر:الغيب الشهادي ،باطن الغيب،غيب السر،سر الغيب ،سرالسر،غيب الغيب.
فَآوِنَةً تَلْتَحِفُ بِرِدَاءِ الكِبرْيَاءِلِي وَقْتٌ لاَ يَسَعُنِي فِيهِ غَيْرُرَبِّي.إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

رداء الكبرياء هو تخلق نور النبوة بالاسماء الإلهية وظهورها بها أي وجهته الحقية المتصفة بالربوبية (من رآني فقد رآى الحق) (نحن احق بالسجود لك من الغنائم)الحديث .

يقول ابن عربي في فتوحاته: فإذا كوشف السالك على الإنسان الكامل ورأى الحق في الصورة التي كساها الإنسان الكامل يبقى في حيرة بين الصورتين لا يدري لأيتهما يسجد،فيخير في ذلك المقام بأن يتلى عليه “فأينما تولوا فثم وجه الله” ففي الإنسان وجه الله من حيث صورته وفي جانب الحق وجه الله ،من حيث عينه فلأي شيء يسجد ؟وهذا هو سر سجود الملائكة لآدم.
وَآوِنَةً بِرِدَاءِ العَبْدِيَّةِ وَنَوْمَةِ الوَادِي﴿قُلْ إِنَّمَا أَنابَشَرٌ مثلَكُمْ ﴾، وهذه هي وجهته الخلقية بشر مثلنا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ..

عن أبي هريرة قال: (عرسنا مع نبي الله فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ليأخذ كل رجلٍ برأس راحلته فإن هذا منزل حضره الشيطان، قال: أبو هريرة: ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم سجد سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة)رواه مسلم .
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة .رسول الله ،وعلى اله وصحبه .محمد بن المبارك

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد