بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله.موضوعنا حول الجني الصحابي شمهروش
قال تعالى “واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قال انصتوا ” وقال تعالى إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا .وأنزل الله عز وجل على نبيه: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ “فهذه الايات تدل على استماع الجن للقرآن وتعجبهم منه. ثم انطلاقهم إلى قومهم منذرين،وهذا يبين على ان الجن كذلك مكلفون بما كلف به الإنس وكل من راى سيدنا محمد رسول الله من المسلمين منهم ثبتت له الصحبة المحمدية.
شمهروش هو: أبو محمد عبد الرحمن المعروف بـ ( شمهروش عند المغاربة و عند المشارقة) وهوملك من ملوك الجن وقاضي قضاتها،وهو صحابي جليل من النفرالذين سَمِعوا القرآن من النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو من رواة الحديث ،ومن أصحاب مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري…روى عنه: عَلَم الدّين سُلَيْمَان مؤدب الْجِنّ،وعلي بن عمر المنيني،وعبد الْغنى بن اسماعيل النابلسى،والحَلَبي صاحب السيرة،والشيخ سلطان المَزَاحي،والتاودي بن سودة، وغيرهم .
ولابن عبد السلام الفاسي تأليف في إثبات صحبة شمهروش الجني في أربع ورقات،وأيضا للشيخ عبد الحي الكتاني تأليفان،وهما:”مواهب الرحمن في صحبة القاضي أبي محمد عبد الرحمن، يعني شمهروش” و” المحاسن الفاشية عن الآثار الشمهروشية” و ذكره الشيخ عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس (جزء 1 – صفحة 233 ).
وأشار اليه الشيخ الاكبر في الفتوحات الجزء 3 الصفحة 49 : “قال……ولقد روينا حديثا غريبا عن واحد من هذه الجماعة من الجن ،حدثني به الضرير إبراهيم بن سليمان، بمنزلي بحلب، عن رجل حطاب ثقة ، كان قد قتل حية فاختطفته الجن ،فأحضرته بين يدي شيخ كبيرمنهم هو زعيم القوم.
فقالوا له هذا قتل ابن عمنا ،قال الحطاب ما أدري ما تقولون، وإنما أنا رجل حطاب تعرضت لي حية فقتلتها ،فقالت الجماعة هو كان ابن عمنا، فقال الشيخ رضي الله عنه ،خلوا سبيل الرجل وردوه إلى مكانه، فلا سبيل لكم عليه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه ، وهو يقول لنا ،من تصور في غير صورته فقُتِل فلا عَقَلَ فيه ولا قُودْ، وابن عمكم تصور في صورة حية ،وهي من أعداء الإنس.. قال الحطاب فقلت له ،يا هذا أراك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أدركته، قال نعم، أنا واحد من جنِّ نصيبين الذين قدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فسمعنا منه ،وما بقي من تلك الجماعة غيري، فأنا أحكم في أصحابي بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.’انتهى توفي شمهروش –رضي الله عنه – عام تسع وعشرين ومائة وألف هـجرية وأخبر بوفاته الشيخ الصوفي عبد الغني النابلسي، وورد هذا التاريخ كذلك في سلك الدرر للمُرادي في ترجمة أحمد بن علي المنيني، والشيخ التاودي الفاسي أخبر أيضا بموت شمهروش، ونادى بذلك و خرج بالناس للمصلى، وصلوا عليه صلاة الغائب . مقام“شمهروش”يوجد بقرية امليل التي تبعد عن مدينة مراكش بقرابة 60كلم . وهو مقام يزوره الاشخاص الذين بهم مس من الجن، يقول أحد القيمين على المقام: “بمجرد دخول الشخص المصاب بمس من الجن إلى هنا، مشيرا إلى مقام شمهروش، يصاب بالصَّرَع ،ويسقط أرضا ،ويصبح الجني الذي “يسكنه” هو من يتكلم بلسانه”. وتقول بعض الروايات ،الواردة على لسان علماء خواص الحروف والاسماء ،ان بضريحه توجد محكمة الجن،وحسب سكان المنطقة ،فكلما جرت أطوار محاكمة جن تسلط على انسان، فإن المحاكمة تصحبها طقوس وأجواء استثنائية، ويكون يومها رعد وبرق ،حتى وإن كانت درجة الحرارة تتجاوز 45 درجة .فخلاصة القول شمهروش صحابي من الجن ومن ملوك الجن و يوم حكمه هو كل اربعاء من ايام الاسبوع ،وبعد موته خلفه ابنه ابو الوليد شمهروش ..
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.