بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
يا فقير إن كنت من الصوفية فاتقي الله في السر والعلانية. اتبع السنة قولا وفعلا وبحسن النية ،وكن راضيا بالقليل وبالكثير،فالنعم كلها نسبية الا نعمة الاسلام ،وكن دائم الرجوع إلى الله في السراء والضراء . و لا ترج شيئاً خالصاً نفعه فالغيث لا يخلو من العيث.
قم بحقوق الصحبة فأحب أخاك في الله وانصحه ونبهه إلى أخطائه. قال عمررضي الله عنه :رحم الله رجلا اهدى الي اخطائي .
ولكن في الطريق الى الله اكتم عليه سيرك وأحوالك فلا يخلو أحد من الحسد ، والمنافسة شديدة في الطريق الحق ، فهارون أخو موسى ووزيره عليهما السلام ،لما أراد موسى الذهاب لمناجاة ربه انفرد بالحقيقة وقال لأخية “اخلفني في قومي” .ولما كان الذهاب الى فرعون استصحبه قال ” اشركه في امري”.
فالامور العادية بح بها، وسيرك الباطني اكتمه الا على شيخك.
افرغ قلبك من السوى وتعمم ب “كل شئ هالك الا وجهه ” و إاتزر ب” كل من عليها فان “شمرعلى ساعدي الاحتهاد والمجاهدة ولا تأخذ برخصة التسويف فإنها سيف صارم وسم قاتل ،وجدد التوبة وأكثر من الذكر. إذا أردت الدخول حضرة الأولياء فاجلس على بساط الذل والفقر قال أبو يزيد البزطامي طلبت الله فقيل لي إذا اردتنا فأتنا بما ليس فينا الفقر والذل.
هذا هو نظام الطريق إن أردت أن تكون من أهل التحقيق ،الحق في غاية الجلاء لمن كُحِّل طرفه بالتصديق والتدقيق ،لا تولي له ظهرك وتقول أريد وصالك ، وتغمض عيناك وتقول أريد أن أراك “ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله” المفتاح بيدك والباب أمامك . لا تطمع في الوصول و ليس معك محصول.