حقيقة المولد النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله موضوعنا حول حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف  وابدأ الموضوع بطرح سؤالين .  

الاول.هل إبليس اللعين  حي أم لا؟ الكل سيجيب بنعم ودون تردد، ابليس مازال حيا…   والسؤال الثاني.فكيف يكون هذا الشقي حيا وباقيا في الوجود الالهي الى يوم يبعثون،ونور النبوة انقطع امره ،وانتهى خبره،وأفل قمره؟مع ان وجوده كان قبل ابليس “قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين”,وبالتالي فهو اول المخلوقين ” أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر .    

   لقد استحدثت أمور كثيرة فى الدين،ولم يقل أحدعنها شيئا،فسيدنا عثمان رضي الله عنه، ابتدع آذان ثانيا يوم الجمعة،ومن قبله عمر رضي الله عنه، جمع المسلمين على إمام واحد،في قيام رمضان،بل وزاد فى عدد ركعات القيام أضعاف ما هو عليه،وأبو بكرقام بجمع القرءان،وبعض السلف الصالح قام بتشكيله ،وتنقيطه، وجمعوا الاحادبث النبوية .فهل أنكر أحد من الصحابة ذلك،ولكن في الاحتفال بالمولد النبوي أقاموا  الدنيا ولم يَقْعَدُوها ،وعلا نبيحهم ،ورفعوا عقيرتهم  كالخوارج على عليّ رضي الله عنه فى أمورسخيفة! وشتان بين علم وعقل وأدب.وبين علم بلا أدب.   

قال تعالى﴿ كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا ان الرسول حق فسيدنامحمد حق،و هو”رسول من عند الله “(كما ورد في سورة البقرة) وظرف”عند” مرتبط بالزمان وبالمكان ، هو حق ولكل حق حقيقة،قال صلى الله عليه وسلم “كنت نبيا وادم بين الروح والجسد ” وقال تعالى في سورة البينة “رسول من الله ” وحذفت الظرفية الزمانية والمكانية ،لأن هنا الكلام على حقيقته التي سبقت الزمان والمكان .هي التي علمها الرحمن القرءان قبل خلق الانسان﴿الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علمه البيان﴾وفي تلك الازمنة الغابرة كانت هذه الحقيقة غير متصفة بالصفات بالبشرية ليست كهيئتنا ،هي حقيقة موصوفة بالعبادة ” قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين” وهذه هي الوجهة الحقية التي اخذ الله تعالى لها الميثاق في عالم الشانية والتقديرات الاولية قال تعالى﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾وعند ولادته صلى الله عليه وسلم زيد عبدا نورنيا،نبيا حقانيا ،واخبرنا الله تعالى بحقيقته في كتابه قال تعالى﴿لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين﴾فهو نور.ظهر في صورة بشرية مِثلُنا ،وهذه وجهته الخلقية ، وكما تعلمون أننا خلقنا من العدم ،فكيف يكون الحق تعالى مفتقرا الى مخلوق اصله عدم،ويطلب منه ان يقوم بعبادته ومحبته على الوجه الاكمل ،وأن يخاطبه دون وساطة ،لهذا جاءت النبوة المحمدية واسطة بين حضرتين يتعذر تواصلهما اذ لا مناسبة بين الرب والمربوبين .ولا مجانسة بين القديم والمحدث،و بين الخالق والمخلوقات،و لاقدرة لهم على مكافحة حرارة التجليات الالهية،دون وساطته   قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين﴾.    

فكان صلى الله عليه وسلم نائبا عن الحق في الظهورقال تعالى﴿ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله﴾بالمضارع الذي يفيد الاستمرارية ،وفي كل التجليات، قال تعالى﴿ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى﴾ فأثبت له الرمي ونفاه عنه وأثبته للالوهية،وهذه النياية التي نتكلم عنها افصح عنها صلى الله عليه وسلم بقوله”من رأني فقد رآى الحق”ولا يقوم مقام الحق الا الحق، فأنابه الحق تعالى منابه وأقامه مقامه. فطاعة الرسول هي طاعة لله ،والاستجابة للرسول هي استجابة لله،ورضى الرسول من رضا الله،وقضاء الرسول من قضاء الله،ومبايعة الرسول هي مبايعة لله. فلايذكر الله الا ويذكر معه سيدنا محمد وبهذا النيابة اعطاه مفاتح القضاءقال تعالى ﴿فَلاَوَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَيَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾مماقضيت أنت يامحمد ويسلموا تسليما وقال تعالى ﴿وما كان لمومن ولامومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخِيَّرة﴾وقال تعالى ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾. فله وجهةالى المخلوقات (إذهو عبد مثلهم)ووجهة الى الخالق بمقتضى هذا الاستخلاف، فاتصف بصفتين ذاتيتين: نبوة تخصه،فزيد نبيا،ورسالة مشتركة،جاءت عند تمام الاربعين قال تعالى﴿ياايها النبي إنا أرسلناك﴾ولم يقل تعالى يامحمد إنا ارسلناك. الرسول انتقل الى جوار ربه  .أمانبوته فهي سراج الكون، ومدده ملازمة له كالشمس والقمر ﴿وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراًوسماه سراجا منيرا، أما الشمس فسماها تعالى سراجا وهاجا ،فهوسراج منير دائم النور لايأفل،وكما لاتصح الحياة بدون الشمس،ولاقمر، كذلك الوجود لا يصح بدون شمس حقيقته،وقمرنبوته ﴿فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون﴾ .فالنبوة حاضرة ولمن فتح الله عبن بصيرته  ظاهرة، وللكون الالهي ناظرة.قال تعالى﴿فارتقب يوم تاتي السماءبدخان مبين﴾ولايقال للغائب ارتقب،بل للشاهد﴿ياأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً﴾وحضور الشاهد ضروري والافليس بشاهد. ،فتُعرض عليه أعمالنا ويرد السلام على المصلين والمسَّلِّمين عليه،وهذه صفة الاحياء،بالحياة التي أرادها الله له. .ومن هنا كان لزاما أن يسلم المصلي على هذه النبوة على الاقل 5 مرات في اليوم في تشهده فيقول“السلام عليك أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته“بصيغة الخطاب للحاضر، خطاب حضور واتصال لاغيبة وانفصال،فتأمل كيف تسلم على هذا النبي وأنت بين يدي الله.جاء في الحديث: يارسول الله متى كنت نبيا قال:”كنت نبيا وآدم منجدل في طينته” وورد الحديث بعدة صيغ”متى بعثت”،”متى اسْتنُنْبئت” .”كانت”، ومازَالَت  فسيدنا محمد    حقيقة،لانعلم كنهها، ولكن نعلم حدوثها.” كنت أول النبئيين في الخلق وآخرهم في البعث” فأخبرناعن قدره ومقداره العظيم قبل الخلق  كما أخبرنا عن مقامه الفريد حين يستغيث به الخلائق فيقول “أنا لها“،،فهو رحمة ،فلا مبرر لوجود الرحمة الابوجود مقتضاها ،وبوجود الموصوف بها .فهي سراج الكون على الدوام،وهي التي يحتفل بها كل يوم أهل خصوصيته،المقربين من نبوته،المقرين بحقيقته،ومرة في السنة باقي المومنين المعتقدين في سيادته. فهوالشاهد والمشهود فمن عرف حقيقته،واطلع على مكنون نبوته في الايات القرءانية فكل يوم هو بالنسبة له عيد تتجلى له النبوة فيه.  

   فنحن نحتفل بالنبوة،التي هي الخليفة على الكون الالهي،ظاهرا وباطنا، أولا وآخرا.ملكا وملكوتا ألم يَأخذ له تعالى الميثاق في عالـم الذر،واستمد منه جميع الانبياء شرائعهم﴿هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي﴾ هذا: أي القرءان ذكرمن قبلي من الرسل والانبياء. وورد في الحديث ” لو كان موسى حيا ماوسعه الا أن يتبعني”. فمولانا رسول الله هوأعظم خلق الله،وأول العابدين، فإن كان تعظيم شرائع من تقوى الله ،فمابالك بصاحب الشرائع، وقال تعالى﴿هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾ بإسم الاشارة الذي يقتضي الحضور أي محمد”نذيرمن النذر الاولى”.،وأقسم بعمره ﴿لَعُمْرُكَ﴾،وهل يؤخد الميثاق على الغائب؟وهل يقسم بحياة المعدوم؟وهو الوحيد الذي ناداه الحق بصفاته تعظيما وتشريفا له،ولم يناديه باسمه (يامحمد).بل﴿ياايها الرسول﴾﴿ياايهاالنبي﴾﴿ياايها المدثر﴾ ﴿ياايهاالمزمل﴾ معرفة بالالف واللام، غيره نكرة﴿ونبيا من الصالحين﴾  ﴿ياآدم﴾﴿يانوح﴾ وبالجعل “وجعلني نبيا” … قال :الله المعطي وإنما أنا قاسم”ومن قسم لك فقد أعطاك .فهو الواسطة في كل شئفمن حاول معرفة الله دون سيدنا محمد فقد أتى البيوت من غير الابواب، ويجب رده إلى إصطبل الدواب،فتعظيمه،وتوقيره واجب على كل مومن “لايومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده و الناس أجمعين.وقال ” الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لاإله إلا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق”. فهل إماطة الاذى عن الطريق أفضل من مولد رسول الله؟وهل الاحتفال به ليس من الايمان؟ تُـزيل شَطبة عن الطريق أنت على السنة ومأجور.تحتفل بمولد سيد الآولين والآخرين،والرحمة المهداة للعالمين،وأحد رُكْنَّي التوحيد، أنت على ضلالة ومأثوم ؟ياله من تفكير خائب،وفكر سخيف.

 قال تعالى﴿النبي أولى بالمومنين من انفسهم﴾بمعنى لو عرض لك حق للنبي،وحق لنفسك،فحق النبي أولى وأسبق،فقدِّمه على أحسن وجه،وافرح به كفرحك بشفاعته ،يوم لاينفع مال ولا البنون.  

 قال تعالى﴿ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها﴾فما أنكرها عليهم،إنما أنكرعدم رعايتها.ونحن ابتدعنا ابتغاء رضوان الله عيدا نفرح فيه بحبيبه، ونبينا عليه الصلاة السلام،ورعيناه حق رعايته”من سن سنة حسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة.فأجاز لنا ابتداع ماهوحسن وجعل فيه الاجر لمن سنَّه،ولمن عمل به.فالشارع قد سمّى بدعة الهدى،سُنة،ووعد فاعلها أجرا. قال “إذا أمرتكم بأمرفائتوا منه ما استطعتم،وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه”و لم يقل وإذا تركت شيئا فاتركوه،وهذادليل على أن ماتركه النبي ولم يفعله يبقى على أصله؛وهوالإباحة.   

 ومن فضائل يوم الجمعة،ومزاياه،أنه اليوم الذي فيه خلق آدم عليه السلام، فكيف باليوم الذي وُلد فيه سيد الأنبياء وأشرف المرسلين؟وآدم ومن دونه تحث لوائه؟ وكان يعظم يوم مولده، بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله  سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال”ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ َوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ“وهذا احتفال به،لعلمه أنه شعيرة من شعائرالله﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾وإن اختلفت الصورة  فالمعنى واحد،سواء كان ذلك بصيام،أو إطعام طعام،أواجتماع على ذكر،وصلاة على النبي ، وسماع شمائلهالشريفة .أما الصحابة رضوان الله عليهم فلم يكن في عرفهم الاحتفال بعيد مولد أحد،ولا يوجد أحد من العلماء اشترط في الدليل أن يعمل به الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان والأئمة المجتهدون،بل صرحوا بأن “الدليل متى استوفى الشروط المقررة لِقَبوله وجب الأخذ به”. والصحابة كانوا يقومون بما هو أكثر من الاحتفال كانوا يتسابقون على نخامته،وعلى بقية وضوءه، ويفدونه بأرواحهم،وأموالهم. فلانقارن أنفسنا بالصحابة فهم الصحابة،ونحن الاخوان.

  والمحتفون بيوم مولده ماذايفعلون ؟ هم يصلون،ويسلمون عليه،ويذكرون سيرته العطرة،ويتصدقون على الفقراء.ويعبرون عن حبهم وعن فرحتهم وإكبارهم لهذا النبي العظيم، الذي منّ الله به عليهم.ولايجوز تعظيم نبي الله تعالى إلا بما يرضي الله تعالى،وكل الشخص أدخل مالايرضى به صاحب المولد الشريف  كغناء،أورقص، أو اختلاط،فهو مسؤول عن نفسه،لذا ينبغي التفريق بين التصوف الحقيقي، والدخلاء.فليس كل منحرف ممثلا للتصوف،كما أن المسلم بانحرافه لايمثل الإسلام،وأعظم القربات الصلاة على مولانا رسول الله،هي تسبيح لله”من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا”,وتوقيره بالابتعاد عن الطعن في خصائصه ..قال تعالى﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾وأتبعها﴿إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾ فاحذر أن تكون ممن يؤذون رسول الله . كن جاهلا مؤدبا مع رسول الله،خير من ان تكون عالما قليل الادب مع رسول الله. وهذا الا حتفال ،يمثل جانبا ضئيلا مما يجب في حقه من صادق الحب وكبير الفرحة.قال تعالى ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَخَيْرٌ مِّـَّا يَجْمَعُونَ﴾ وضمير الغائب (هو) راجع عليه ،فهوالرحمة الإلهية﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ولم يقل تعالى هـما خير مما يجمعون.هو الرحمة والفضل ، ذات واحدة متصفة بصفات الكمال.فبهذه الرحمة نفرح،وبهذا الفضل نحتفل. واعترافا له بالجميلإذ هو من عرفنا بربنا، وعلمنا كيف نعبد ربنا وهو شفيعنا .   

فانتبه أيها الأديب الأريب اللبيب، واعرف قدر نبيك ووقره،وعظمه، وأقبل بقلبك على كل مايتعلق بشخصه،واتبع سنته ظاهرا وباطنا،تحظى بشفاعته، وتندرج في سلك عباد الله الصالحين،وتنال نصيبك من سلام المصلين في صلاتهم “السلام عليك أيها النبي،السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”ولاتحرم نفسك هذا الفضل العظيم فمحبته،وتعظيمه بمثابة الصدقة الجارية.فالمصلي بين يدي الله،وفي هذه الحضرة،وساطة سيدنا محمد وحضوره،لأنك تسلم عليه بصيغة الحاضر.فادْخُل هذه الحضرة ،يصلك نصيبك من السلام وأنت في قبرك. ولا تكن من القلة القليلة التي تُبدِّع الاحتقال بالمولد النبوي، ولم تر في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  إلافقير قريش ويتيمها.أمامن رآه صلى الله عليه نورا صرفا ،حقانيا”من رآني فقد رآى الحق ” ،أقر بمشروعية الاحتفال بمولده الشريف. ولايضر السحاب نبح الكلاب   

            فالإحتفال بمولد الحبيب ،يَغْرِس فى قلوب المومنين وأبنائهم حب النبى وتعظيمه،وتوقيره،ويذكرهم بسيرته الطاهرة المباركة،وجهاده فى سبيل نشر الدين.أما الاحتفال بالرسالة فيتجلي في امتثال الشريعة،وهذا نحتفل به كل يوم خمس مرات.     

   أما الخلاف الوارد حول يوم مولده،فهذا طبيعي إذ كيف يعرف من مَحْتِّدُهُ النورالالهي، فتضاءلت في معرفته الفهوم،وحارت في حقيقته العقول، وأصاب الذوق الذهول، قال صلى الله عليه وسلم “ماعرفني حقيقة غير ربي” فمولد الحقيقة النورانية مجهول لاتُعرف له بداية، فالشريعة للجميع،والحقيقة لأصحابها،وهو في حقيقة الامر ليس مولدا،إذ النبوة لم تولد بل خلقت إذ لو ولدت لكان من ولدها سابقا لها زمنيا .                                     

   أعيا الورى فهم معناه فليس يرى**في القرب والبعد منه غير منفحم 

كالشمس تظهر للعينين من بعد**صغيرة وتكل الطرف من أمم   

  وكيف يدرك في الدنيا حقيقته**قوم نيام تسلواعنه بالحلم  

فمبلغ العلم فيه أنه بشر **وأنه خيرخلق الله كلهم

وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه

حصل المقال على : 843 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد