بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين …………
صلاة سيدي احمد البدوي : اللهم صل على سيدنا محمد نور الأنوار ،و سر الأسرار، وترياق الأغيار ، ومفتاح باب اليسار ،سيدنا محمد المختار ،و آله الأطهار ، وأصحابه الأخيار ،عدد نعم الله و افضاله .
كل الانوار انشقت من نوره ، صلى الله عليه وسلم : أنوار الملائكة،وأنوار الانبياء والرسل، وأنوار الاولياء ،وأنوارالمومنين ونور الايمان ونور العلم ، … … فهو النور الذي اضاء الوجود ،وأخرجه من ليل العدم،ونقله من الرتق الى الفتق ،من وجود علمي الى وجود عيني. قال تعالى “لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين” فهذا النور المذكورهو نورالنبوة والكتاب هو القرءان الكريم وهذا النورله الاولية في الخلق “اول ما خلق الله نور نبيك ياجابر” وبالتالي في العبادة ”قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين”.
وهو حقيقة ربانية، ولكل حقيقة سر،ولكل سر غيب السر. ،لذا وردة كلمة غيوب في القرءان بالجمع ”علام الغيوب” فهو صلى الله عليه وسلم سرالأسرار لأن وجوده سبق الأسرار ومن له السبقية فله لا شك الأفضلية، والأصالة ،ولغيره الفرعية.فهو اصل ،وكل سر عنه فرع.
والترياق هو الدواء ،أما الأغيار فيقصد بها كل ما سوى الله، سواء كانت أمورا حسية كالمال ،ومتاع الدنيا ،أو معنوية ،كالجاه ،أوعلوما دنيوية أودينية، كل ما يشغل ويصرف عن الله فهو من الأغيار..وهذا الترياق دواء من الأغيار ،ومن الشرك الخفي ومن أوحال التوحيد. أي حبه صلى الله عليه وسلم وكثرة الصلاة عليه واتباع سنته والفناء في حقيقته تبعدك عن السوى،وعن غير الله ،فلا ترى فاعلا سوى الله ولا موجودا حقا سوى الله، الكون عدم،ممكن الوجود ،يستمد وجوده من الحي الذي لايموت،الواجب الوجود .
ومفتاح باب اليسار (أي اليسر)بل هو خزائن اليسر لأن المفتاح اذا فتحت به ماذا تفعل به ؟ تتركه في موضع ما، وتنساه ،والشيخ البدوي يقصد بباب اليسار الصلاة عليه،هي مفتاح باب اليسار، أماسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،فهو المفتاح والفتاَّح وكنز الفلاح ،و كَعْبَةَ الأَرواحِ،وَرَيْحَانَ الأَفْراحِ،وَرَاحَةَ كُلِّ مرتَاحٍ، هو البركة بعينها، واليسر ،وخزائنه بيده، فقد تحلى بجميع الأسماء الالهية.فهو حاضر في الوجود ،مراقب للوجود،هو ماء الوجود ،ونفس الوجود. هو خزائن رحمة الله ،وخزائن لطف الله،وخزائن نعم الله “وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله” ولم يقل تعالى من فضلهما ،والوجود كله يستمد منها ويتزود منها’ كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ” . ثم قال القطب البدوي : سيدنا محمد المختار” : انتخبته الارادة إلهية ليكون خليفة الله في الكون الالهي فهو صلى الله عليه وسلم قبضة النور الاولية ” اخذ الله تعالى قبضة من نوره فقال لها كوني محمدا” أي من نور الصفة الأحدية بدون اختيار، اذ هذه الصفة سحقية محقية لا تقبل الغير.” فلا اختيار في بساطها ،لا يوجد في بساطها الا نور النبوة وكلام الله. فالحقيقة لا تقبل الا غيرهذا. فسيدنا محمد مختار، بدون اختيار ،اذ لم يكن معه غيره حتى يُختار من بينهم، فالإرادة لا تختار، الارادة ازلية متعلقة بالعلم ،وعلم الله لا يتجدد بمعلوم ، أماالمشيئة الإلهية فتتبع الارادة الازلية،والمشيئة فيها الاختيار”يخلق الله مايشاء ويختار . جعل الله سيدنا موسى نبيا واختاره من بين الأنبياء ليكون كليمه ‘”وانا اخترتك فاستمع لما يوحى”.
ثم قال شيخنا : وعلى ءاله الطاهرين : قال تعالى “انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا” فهم مطهرين بالنص القرءاني “يريد الله”وارادة الله نافذة فهم مطهرون .
وصحابته الاخيار: فهم صحابته، والمجالسة مجانسة، جالسوه فجانسوه، كل على قدر استعداده واجتهاده ،وقربه. قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقهم ” اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم “, وشبههم بالنجوم ،والنجوم في السماء ، لها العلو وكل من علا عليك فهو سماؤك .
فالصحابة رضوان الله عليهم، هم سماء من سواهم. قال صلى الله عليه وسلم “مثلك يا بابا بكر كمثل ابراهيم ومثل يا عمر كمثل نوح” الحديث وقال صلى الله عليه وسلم ” لوكان بعدي نبي لكان عمر” وقال ” انا مدينة العلم وعلي بابها”
فحاز الصحابة على علو المكان بالقرب منه صلى الله عليه وسلم وعلى علو المكانة .
ثم قال القطب البدوي عدد إنعام الله وإفضاله ،ولا حد لإنعام الله وإفضاله ،فالحق تعالى مطلق ،ولا يصدر عن المطلق ،إلا المطلق ،ولا نقيده إلا فيما قيد فيه نفسه ،وبالتنزيه الذي يليق بجلاله. ولم يقيد الحق تعالى النعم بعدد ما، بل اطلقها، اطلاقا مطلقا ” وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها” . فالبدوي رضي الله عنه يريد أن تكون الصلاة على سيدنا محمد بلا حد يحصرها ولا عدد يقيدها. و أن يعم إنعام الله وفضله قارئها الى اعلا درجات المنفعة والفضل .
وخلاصة القول هي صلاة نعتية رقيقة راقية تتغزل في المحمدية بالاحمدية فهو صلى الله عليه نور الله وهو سر من اسرار الله قال صلى الله عليه وسلم “ماعرفتي حقيقة غير ربي” وهو صلى الله عليه ترياق من الشرك الخفي والجلي قال تعالى “وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون” وجمع لهم بين الشرك والايمان. ، وهو الفتاح لكل الخيرات ومقسمها على البريات”الله معطي وأنا قاسم”، وهو المختار ،بلا اختيار اذ كان قبل الاختيار”كنت نبيا وادم منجل في طينته ، صلى الله عليه وعلى أصحابه الأخيار ،عدد نعم الله و افضاله.صلاة لا يقيدها العدد، صلاة منها كل العطاءات والمدد.عذذ من صلى وسجد وكبر الله وحمد.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد نبي الله وعلى الزهراء بضعة رسول الله