بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
ابوبكر بن طفيل الاندلسي فلسوف وعالم وطبيب عربي مسلم
( ت 581 هـ ) وهو صاحب رواية “حي بن يقظان”رواية فلسفية يحكي فيهاعن شخص اسمه حي وكنيته ابن بقظان، ويقظان يعني به العقل، ترعرع في ربوع جزيرةٍ وحيداً بعيداً عن أي عنصر بشري بعد ان تخلت عنه والدته خوفاً من شقيقها الملك ووضعته في تابوت وتركته يصارع أمواج البحر حتى وصل آمناً مستقراً إلى شواطئ جزيرة الواق واق لتتبناه ظَبية بعد أن سمعت صوت بكائه.
هذا الشخص حسب القصة عندما وصل سن 35 سنة حصل على معرفة الله ،معرفة أساسها ومصدرها التفكروالنظر في أدلة الوجود، وصل الى المعرفة من غير المرور بالشريعة واقتفاء اثر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفلسفة ابن طفيل الواردة في هذه الرواية تبناها تلميذه ابن رشد وهو محور سوأله ،وجواب ابن عربي ب نعم لا ..
ابن رشد هو أبوالوليد محمد بن أحمد بن رشد ولد في قرطبة فيلسوف،وطبيب، وفقيه،وفلكي،وفيزيائي ,مسلم. كان قاضيا لإشبيلية بين سنة 565 و567 ثم انتقل الى قرطبة ..يُعَد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. يسمِّيه الإفرنج Averroès هو صاحب كتاب تهافت التهافت.الذي رد فيه على كتاب الغزالي المسمى تهافت الفلاسفة وهو صاحب كتاب “بداية المجتهد ونهاية المقتصد كتاب فقهي يعتبرمن أفضل الكتب التي اشتملت على بيان أسباب الاختلاف بين العلماء في كل مسألة.
يقول ابن عربي في فتوحاته :ولقد دخلت يوما بقرطبة على قاضيها أبي الوليد بن رشد، وكان يرغب في لقائي لِمَا سَمِع،وبلغه ما فتح الله به علي في خلوتي، فكان يُظهر التعجب مما يسمع، فبعثني والدي إليه في حاجة، قصدا منه حتى يجتمع بي، فإنه كان من أصدقائه،وأنا صبي ما بَقَلَ وجهي، ولا طَرَّ شاربي. فعندما دخلت عليه قام من مكانه إلي محبة وإعظاما، فعانقني وقال لي: نعم. قلت له : نعم. فزاد فرحه بي ،لفهمي عنه. ثم إني استشعرت بما أفرحه من ذلك، فقلت: لا. فانقبض وتغير لونه، وشك فيما عنده، وقال : كيف وجدتم الأمر في الكشف والفيض الإلهي؟ هل هو ما أعطاه لنا النظر؟ قلت له : نعم لا، وبين «نعم » و «لا» تطير الأرواح من موادِّها، والأعناق من أجسادها. فاصفر وجهه وأخذه الأفكل، وقعد يُحَوقل، وعرف ما أشرت به إليه … وطلب بعد ذلك الاجتماع بنا ليعرض ما عنده علينا هل هو يوافق أو يخالف، فإنه كان من أرباب الفكر والنظر العقلي … ثم أراد ابن عربي الاجتماع به مرة ثانية. ولكن راى رؤيا تحبذ عذم الاحتماع به .
ابن طفيل هو الذي قدم ابن رشد الى يعقوب ابو يوسف الخليفة الثالث في الدولة الموحدية بمراكش فكان طبيبه الخاص الى حين وفاته. ويذكر ابن عربي في فتوحاته انه ذهب الى مراكش سنة 595 هــ للتعرف على ابي العباس السبتي الذي داع صيته فوجد أهل ابن رشد ينقلون جثمانه من مراكش إلى قرطبة فَجُعل نعش ابن رشد على دابة وكتبه جعلت تعادله من الجانب الاخر للدابة فعادل جثمانه مؤلفاته:. فقال بيتا شعريا في ذلك :
هذا الإمــام وهـذه أعمــاله
يــا ليث شعري هـل أتت آماله؟
وواضح في هذا البيت السخرية بالتفكير الفلسفي، واشارة الى ضياع عمر ابن رشد وجهده في محاولته التوفيق بين الدين والعقل..
وابن رشد كان يهدف من سؤاله: … هل وجدتم الأمر في الكشف والفيض هوما أعطاه النظر؟
أن يأخذ اعترافًا من صوفي كبير وصاحب كشف، بأن الغاية التي تصل إليها الفليسوف، هي بعينها القمة التي ينشدها الصوفي صاحب المجاهدات والخلوة ،أي التوفيق بين الدين والفلسفة وأن العقل يلتقي بالروح في خاتمة المطاف. قال ابن عربي في البداية: نعم، ففرح ابن رشد، ثم استدرك محيي الدين، فقال: لا، فحزن ابن رشد،
نعم؛ لأن العقل قد يهدي إلى الله، ويدرك ويلمس أسرار الكون، قال تعالى ” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ” ولكن العقل من العقال فكما يمنع صاحبه من المهالك يمنعه كذلك من الخير فيمكن ان ينزلق ويضل في المتاهات ،ولا يأمن من مكايد الشيطان .. ولذلك قال ابن عربي: وبين نعم ولا، تطير الأرواح.
.يقول ابن عربي في الفتوحات الجزء1 …. : وكم من عاقل ممن يدّعي العقل الرصين من العلماء النظّار يقول أنه حَصل على معرفة الذات من حيث النّظر الفكري وهو غالط في ذلك،وذلك لأنه مُتردّد بفكره بين السّلب والإثبات.( اي بين لا ونعم ) فالإثبات راجع إليه،فإنه ما أثبت للحق الناظر إلا ما هو الناظر عليه من كونه عالماً قادراً مُريداً إلى جميع الأسماء. والسّلب راجع إلى العدم والنّفي، والنّفي لا يكون صفة ذاتية،لأن الصفات الذاتية للموجودات إنما هي ثُبوتية. فما حَصل لهذا المفكّر المُتردّد بين الإثبات والسّلب من العلم بالله شيء.. انتهى..].. يقول الشيخ احمد سُكيرج في معرض شرحه لاسئلة الحكيم الترمذي ان احد الصالحين راى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فساله عن ابن رشد فقال صلى الله عليه وسلم ذالك رجل اراد أن يصل الى الله بغير وساطتنا فقَطَعْناه
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد نبي الله وعلى الزهراء بنت رسول الله
===