بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
دعاء:مصدرمن دعا يدعودعوة وجمعها دَعَوات،قال تعالى:”قدأجيبت دعوتكما”،وتعني كذلك النداء ،إذا ناديت رجلاً لأمر فقد دعوته له، (دعوته لوليمة)ومنه سمي النداء للصلاة دعوة كما في الحديث: اللهم رب هذه الدعوة التامة.
الدعوى : فهي مصدر ادَّعي يدَّعي ادعاء ودعوى والجمع: دعاوى، وهو أن يدّعي المرء أمراً،حق أم باطل،وتستخدم عند المحامين والقضاة في المحاكم لرفع ظلم اولإثبات حق،و وردت في القرءان اربعة مرات وفي ايتين ارتبطت بالظلم،قال تعالى في سورة الاعراف”وَكَم مِّن قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَا فَجَاۤءَهَا بَأۡسُنَا بَیَـٰتًا أَوۡهُمۡ قَاۤىِٕلُونَ فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَاۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ فَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلَّذِینَ أُرۡسِلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِینَ” وفي سورة الانبياء”وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡیَة كَانَتۡ ظَالِمَة وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِینَ فَلَمَّاۤ أَحَسُّوا۟ بَأۡسَنَاۤ إِذَا هُم مِّنۡهَا یَرۡكُضُونَ لَاتَرۡكُضُوا۟ وَٱرۡجِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَاۤ أُتۡرِفۡتُمۡ فِیهِ وَمَسَـٰكِنِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡـَٔلُونَ قَالُوا۟ یَـٰوَیۡلَنَاۤ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَـٰهُمۡ حَصِیدًا خَـٰمِدِینَ وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا لَـٰعِبِینَ “فكان دعوايهم الظلم.ودعوى ساكني الجنة متنوعة إذ فيها الأمم السابقة وكل وشريعته وكل ونبيه،وفيها أصحاب الفترة الذين لم يأتيهم نبي ولارسول (كالقس بن ساعدة)….ولم يعرفوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا السابق ولا اللاحق”ماعرفني حقيقة غير ربي” واذا لم يعرفوا سيدنا محمد الذي هو مخلوق مثلهم فكيف لهم بمعرفة الخالق “وماقدروا الله حق قدره” لذا كتبت “دعوايهم” محذوفة لتشمل كل من قدر الله له الجنة من سيدنا ادم إلى آخر من يقول لا اله الا الله فاختلفت عبادتهم لله و معرفتهم بالله … ووردت في حقها ثلاثة قراءات.قراءة بالتفخيم هم الأنبياء ،وبعض فحول الأولياء.وقراءة بالترقيق تخص كل المومنين.وقراءة بالإمالة لمن لم يعمل خيرا في حياته ودخل الجنة بالشفاعة ،ولم يضف لكلمة التوحيد عبادة غيرها…فهناك لا شك تشبيه في دعوايهم وفي اختلافها فتبعها التنزيه*سبحانك*المحذوفة الالف لاختلاف مقاماتهم وبالتالي تنزيههم للألوهية،وحضرت الميم المحمدية مصطحبة باسم الجلالة.”اللهم”حجابا للذات الالهية،وإشارة الى وساطتها دنيا وآخرة. قال تعالى بعدها”وتحيتهم فيها سلام”ومن اسماء الحق تعالى السلام ،سلام لصاحب الخلافة الكلية،وصاحب اكبر مقام؛فالكل عرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،بعد ظهورسيادته في الاخرة؛وسلام بينهم،فكل واحد سلَّم للاخر دعوايه… “قال تعالى “فيها” لاختلاف مقاماتهم في الجنة فهذا في جنة المأوى والاخر في جنة النعيم…وهناك اختلاف حتى في درجات كل جنة،فمنهم من هو في روضات الجنات. قال تعالى” واخر دعوايهم أن الحمد لله رب العالمين”…… فالحمد مرتبط بدعوى كل واحد،إذ كل واحد وشريعته، وعبادته،ومقامه.اختلفت معرفتهم،وتنزيههم فاختلف حمدهم. و”أن” الواردة في الاية(لم يقل تعالى:اخر دعوايهم الحمدلله رب العالمين) ضمير الشأن “أن” يفيد ان صيغة الحمد اختلفت بين الحامدين فحمد الانبياء ليس كحمد الاولياء،وليس كحمد عامة الناس.كما ان الحق تعالى حمد نفسه بنفسه الله “الحمد لله رب العالمين” قبل القبل بلسان جمع الجمع حمدٌ على لسان النبوة المحمدية.فللحمد الأولية والاخرية…ورجعوا به إلى الربوبية :”أن الحمد لله رب العالمين”..لأنهم وان اختلفت دعوايهم فقد اقروا له بالربوبية في تلك الأزمنة الغابرة والتجلي الأولي الازلي*يوم* ألست بربكم..فقالوا *بلى *..انت ربنا….. فظهرت رحمة الله بعباده وان اختلفت دعوايهم إذ ألهمهم تنزيهه ،عن كل ما كان يعتري عقيدتهم وتوحيدهم من تشبيه*سبحانك اللهم*أفشوا السلام والتسليم بينهم ،واخر ما ورد على ألسنتهم حمد الله.” له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم.واليه ترجعون” وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.