ذكر الله رأس مال كل محصول وسبب من اسباب الوصول
اعلم أن الطرق الى الحق تعالى كثيرة حتى قيل (أن الطرق الى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ) وكلها تتخذ ذكر الله اساس سلوكها ومطية سيرها . قال تعالى” يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا” ، ” اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ” قال تعالى: “إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً” وختم هذه المراتب العشرة بجلسائه :أنا جليس من ذكرني .
قال الحق تعالى في الحديث القدسي : “أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و ان ذكرئي فى ملأ ذكرته في ملأ خير منه”. فالذاكر في معية الحق تعالى .
وقال النبي عليه الصلاة و السلام : قال الله تعالى: “يا ابن أدم إذا ذكرتني شكرتني واذا نسيتني كفرتني”.
وقال صلى الله عليه وسلم :” لكل شئ مصقلة ، ومصقلة القلوب ذكر الله “، وقال “اذكروا الله حتى يقولوا مجنون ” وقال صلى الله عليه وسلم ” لايزال لسانك رطبا من ذكرالله” وقال عليه الصلاة والسلام: (خير الأعمال ذكر الله تعالى) وقال : (لكل شىء صقال ، وصقال القلوب ذكر الله ، وقال : (إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها. قيل يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال : مجالس الذكر “. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا أنبئكم بخير أعمالكم لكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير من إعطاء الذهب والفضة وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربون أعناقكم قالوا : وماذاك يارسول الله ؟ قال ذكر الله .
قال القشيري ذكر الله هو العمدة في الطريق، وقال لا يصل أحد الى الله إلا بدوام الذكر ، وقال الذكر منشور الولاية . فمن وفق للذكر فقد أعطي المنشور، ومن سلب الذكر فقد عزل . وأصل المنشور: ما يكب وينشر لمن ولى ولاية على جهة من الجهات للدلالة على ثبوت الولاية له . وقالوا الذكر هو نعم الانيس والعقدة (ما فيه بلاغ الرجل وغايته) ونعم الجليس والعدة ونعم الانيس لساعة الوحدة . سئل العارف الواسطي عن حقيقة الذكر فقال : (الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف وشدة الحب له ،
فمدار الطريق أيها الفقير على الذكر في البداية والنهاية، ومن أشرقت بدايته بذكر الله أشرقت نهايته بمعرفة الله، فأربحُ التجارة ذكر الله تعالى. فداوم عليه تربح. ولا تترك مقتضى قوله تعالى “وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ”. يشملك . استيقظ من غفلتك، وتوضأ من جنابة غفلتك.
نهارك يامغرور سهو وغفلة=وليلك نوم والردى لك لازم
وتنصب فيما سوف تكره غبه=كذلك في الدنيا تعيش البهائم
حصل المقال على : 1٬509 مشاهدة