بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”.
قال صلى الله عليه وسلم :”من قال لااله الا الله دخل الجنة “
قولك” لا إله” هو نفي ،و اخراج لكل ما سوى الله من القلب،نفي وجود أي إله حسي كان، كالاصنام و الانواء والطواغيت وعلماء السوء و الحكام والهوى” أرأيت من اتخذ الهه هواه” .
أو معنوي كالقوانين الوضعية والعادات والطقوس،والبدع الظلمانية.
حتى إذا صار القلب خليا من كل ما سوى الله ، دخل حضرة الاثبات ” إلا الله” .
لااله =5 حروف، وكسرا تساوي 67 . الا الله = 7 حروف وكسرا تساوي
98 . وهذا العدد يشير الى الاسماء الحسنى التي تحت رئاسة اسم الجلالة الله ،فالاثبات يظهرها،فيشرق توحيد الموحد الحق إشراقا ويعلم أن الرزاق هو الله،والمعطي هو الله،والمانع هو الله …فلا يرى فاعلا حقيقة الا الله ،ولا موجودا حقا الا الله . لذى قال تعالى لنبيه ” فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”.ولم يقل :ءامن .
ألا كل ما خلا الله باطل ==وكل نعيم لا محالة زائل
وتأمل حال سيدنا يعقوب عليه السلام لما ركن الى حفظ اخوة يوسف له وملأ قلبه حبه،عوقب بما خاف منه،ولله في خفايا ألطافه اسرار لايعلمها الا أهل الاستبصار. وانظر لما ترك التدبير والاختيار لله وقال”فالله خير حافظا ” رد اليه الجميع ورُفع على العرش ،وحَالُ سيدنا يعقوب ليس عن قلة توكلٍ،لا، فقد قال تعالى في حقه ” وانه لذو علم لما علمناه” ولكن ” ليقضي الله أمرا كان مفعولا”. فليغلب عليك شهود قيومية الحق سبحانه وأنه هو الرازق والمغني والمانع وهذا ليس أمرا بترك الأسباب إنما المقصود إفراغ قلبك من هَمِّ الرزق وخوف الخلق،وإنما يتوكل على الله من لايرى فاعلا سواه.
اما قول فرعون” لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل ” فإنما أحال العلم بحقيقة هذه الكلمة على بني اسرائيل ولم يذكرها عبودية،و إنما لخلاص نفسه فأجابه الحق ” الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين” .
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه.
حصل المقال على : 1٬209 مشاهدة