تأملات قراءنية

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ” كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ”. فكانت الصديقة مريم تُرزق بغير سبب.
قال تعالى :”قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً” .
أنى يكون لي غلام :؟ تسأل عن الأسباب فهي ليست متزوجة و ليست باغية.
ولمَّا سألت عن الأسباب ،ردت الى الأسباب فقيل لها “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً.” لم يعد الرزق يأتيها بدون سبب. وهل تستطيع هز جدع النخلة ؟

قال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً”
جاءها الرسول وقال لها أن مهمته أن يهب لها غلاما زكيا… وبمجرد مجيئ الرسول حملت “و الفاء تفيد الترتيب والتعقيب”.. “فأرسلنا” فتثمل لها” ” فحملته” ” فانتبذت”.”فأجاءها” ولم يقل تعالى فجاءها ، إشارة الى سرعة مجيئه اي: جاءها وألجاها إلى جدع النخلة،وولدت عيسى ” فنادها”.
فالحمل والولادة مرا في ساعة زمنية قليلة لأن ولادته معجزة . فهو حمل غيرعادي ،ولو كانت المدة الزمنية طويلة لقال تعالى : ثم حملته…. ثم انتبذت به …ثم جاءها…
قال تعالى “والَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء : 91 وفي سورة التحريم 12 قال تعالى “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ .
ربما هما نفختان :الأولى “فنفخنا فيها” للخلق والثانية “فنفخنا فيه” للتصوير” ولقد خلقناكم ثم صورناكم” .لأن الحق تعالى يقول “ِإنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ”. وربما كان بين “فنفخنا فيها ” و” فنفخنا فيه” مدة زمنية لا تقل عن 9 أشهر .
آية الانبياء التي ورد فيها ” فنفخنا فيها” لم يذكر اسم مريم إشارة لطيفة إلى ان هذه النفخة لم تشعر بها مريم عليها السلام. قال تعالى : وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ. نفختان واصطفاءان : الإصطفاء الاول أنها المراة الوحيدة المذكورة في القرءان بالاسم ، وأنها من الصديقين والاصطفاء الثاني ولادتها عيسى بدون أب .
فآدم خلق بدون أم ولا أب.
وحواء خلقت من ذكر بدون أم.
وعيسى خلق من أم دون اب.
وصلى الله على سيدنا محمد

حصل المقال على : 938 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد