حدثني قلبي عن ربي

 بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى “وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراىء حجاب “( الشورى) قال تعالى ” لبشر “وعمم ولم يقل ما كان لنبي،حتى سيدنا موسى كُلِّم من وراىء حجاب  قال تعالى ” فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” فكان التجلي لموسى في عين طلبه وفي عين افتقاره”إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى”

يقول الامير عبد القادر الجزائري : أن الحقيقة المحمدية هي هيولى العالم وحقيقة الحقائق وهو الإنسان الأزلي وهو الأول والآخر والظاهر والباطن …..وهي المشهودة لأهل الشهود وهي المكنى عنها بالخمر والشرب والكأس والنار والنور  …وهي نهاية سير السائرين وغاية مطلوب العارفين،يقول الأمير ثم نمت فقيل لي في المنام زد : وهي نار موسى وعصا موسى، ونفس عيسى،الذي كان يحي به الموتى، ويبرئ به الأكمه والأبرص. انتهى

كنار موسى رآها عين حاجته= وهو الرب ولكن ليس يدريه

وهوالتجلي وليس يدريه،تجلي الربوبية وبعد لقائه بالخضر،عرف حقيقة الوجود ،وعرف ان كل الحقائق لها ظاهر وباطن،وأن الحكم لساطان التجلي وهو الباطن،ومن هنا قال “إن هي الا فتنتك” الفتنة التي تنتجها تشاجر الاسماء الالهية .
فآية سورة الشورى تنص على أن كلام الله هوعام للخلائق كلها ،وليس من خصائص مقام النبوة, فأوحى تعالى الى النحل ،وأوحى الى أم موسى ،وأوحى الى الحواريين.فكل من توفرت فيه الشروط كلمه الحق تعالى من وراىء حجاب ،و الكلام  يكون على شكل إلهام ،أو كشوفات ربانية ،أو علوم لدنية.أو نزول الملك.        قال تعالى “إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت : 30]”إن الذين قالوا ربنا الله” أي الذين  لم يروا ربا سواه ،ولافاعلا غيره،فوحدوا أفعاله وصفاته  ،نواصيهم بيده، يفعل بهم مايشاء.  ومن هذا الميزاب استمد الخضرعلومه” علمناه من لدنا علما” بدون وساطة الملك.

 وانتبه الى كلمة ( وراىء)  كيف رسمت بألف مقصورة وبعدها همزة “وراىء” بخلاف التي في سورة الاحزاب ” وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب( الأحزاب: 53). ” وراء ” فحجاب سورة الشورى معنوي وحجاب سورة الاحزاب مادي.

قال صلى الله عليه وسلم : لولا تزييد في حديثكم وتمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع ( الطبري)

قال رجل  لابي يزيد البزطامي:إن هذا الذي تقوله ليس في العلم. قال أبو يزيد: أو بلغك كل العلم ؟ قال: لا .قال :هذا في النصف الذي لم يبلغك.

فعلوم أهل الله علوم ربانية  ومن هذا الباب قال احدهم : حدثني قلبي عن ربي.

قال النفري : أوقفني  الحق بين يديه ، أي أيقظ قابليتي لتلقي التجلي …فلا يجب أن ينصرف ذهننا إلى دعوى نبوة،وإنما هي لغة صوفية،تعبر عما يلقى في قلوبهم من الحقائق، في لحظات الصفاء الكامل اهــ (شرح مواقف النفري لعفيف الدين التلمساني).  

تكلم الصوفية عن معان شاهدوها حين انفتحت عيون قلوبهم، وانطبقت عيون رؤسهم (كما تقول عبارة النفري) فينبغي للعاقل المنصف أن يُسَلم لهؤلاء القوم ما يخبرون به، ما لم يخالف الكتاب والسنة فإن خالفهما، فالتشبت بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أحق و أولى

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد

حصل المقال على : 1٬177 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد