تائية سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس الله سره
تائيةة سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس الله سره
ببسم إله العرش أهتف داخلا ** منيع حماه لابساً درع عزتي
تحصنت بالأسما من الدهر لائذا ** بأنوار كرس ثم عرش المشيئتي
تدرعت إذ تبدو النوائب باس *مه العظيم الكبير الوتر عرش الإرادتي
وأحمده الحمد الذي هو أهله ** بأسمائه الحسنى العوالي القديمتي
بكل ثناء داخل الكون عنعنت ** ـهُ ألسنة الأكوان من عين منتي
وألسنه الآملاك والرسل والعالمي*نَ والعرش والكرسي ولوح الأحاطتي
وأشكره شكر المزيد وأتلون ** كما لاته في كل محراب وصلتي
علمنا مراد الحق منا ببعثه ** لنا الرحمة المهداة أكمل نشأتي
وكمله إذ كان قلبا لملكه ال ** عظيم ومغناطيس كل رقيقتي
وأسكنه فضلا حظائر قدسه ** فكان حجاباً عنه في الفردية
وأخرج منه للوجود أشعة ** تجسم منها هيكل البشريتي
فقام بأمر الله هاد عقولنا ** وناصر دين الله بالحجة التي
وأسس دين الله بالحكمة التي ** لها سجدت أفكار أهل البسيطتي
ودانت له بالفتح والنصر خضرا *ءُ السماء وغبر الأرض والجاهليتي
لقد كنت نور النور بالغيب لامعا ** ببحبوحة التقديس في عمائيتي
وقد كنت نورا سادجا عند مطلق *وكوشفت بالإطراق في غير مادتي
وقوبلت بالأسما فخضت بحارها *** ليست كساها سابحا كل لجتي
ليست كساها حيث كنت مبايعا ** لربك بالتوحيد قبل الخليقتي
فبايعته من حيث لا حيث والوجو ** د منعدم بالذات في أزليتي
وشاهدته صرفا وكنت له أه ** لا وما شاركتك الكائنات ببيعتي
وكنت بأمر الله أول قادم ** على الحق والأكوان في عدميتي
ولم يك لوح لا ولا قلم ولا ** رقائق جبريل ولا نوع كثرتي
وجدتك حرفا عاليا فيك مقتضى ال *حروف وما ناسبت حرفا بشكلتي
لأن شكلك الكلي أول صادر من ** من عرش الذات عرش الإرادتي
تجلى لك الرب العظيم بما له ** من العظموت في سوابق وجهتي
لذا أعظمتك الكائنات فكنت لا ** تشاكلها في كل نعت ووجهتي
وأعجزت كل العالمين ببعض ما **أوليت من الإكبار من دون غايتي
وكوشفت من سر المقادير ما به **رعفت على الأكوان حين الشبيبتي
رأيت ارتباط الكونيات بأمواج الت *تقادير في مجرى انفعال المشيئتي
وما ظهر التكوين حتى عرفت أص *ل منشئه المكتوم في طي حكمتي
فأوتيت مفتاح الكنوز وما بدت ** كوائن هذا الكون بين البريتي
فعلمت في درس الإله ولم يكن ** هنالك غير في اقتناص الحقيقتي
وأدخلت محراب العلوم وما بها ** سواك سفير في جلاء السفارتي
فعلمت منه من لدنه لا من حرو *فِ أشكال رسم الكون لوح صحيفتي
ألا من قواميس البحار كرعت يو **م لا يوم من قبل احتكام الطبيعتي
وأفردت عن كل الوجود بما حبا ** ك ربك من أسراره يوم خلوتي
خلوت به في حضرة لم يكن بها ** كليم ولا روح ولا سر خلتي
ولم يكن جبريل هناك ولا أخو ** ه ميكائل يبدو ولا سر ضمتي
فأقرأه الرحمن في غيب غيبه ** إليه به منه على حين قربتي
وما جاءت الأكوان حتى تغلغلت ** حقائقك القصوى ببحر الحقيقتي
لأنك دولاب الأوائل تستفي ** ض من أسك العالي أواخر ملتي
فإنك فوق الكل بالله يا ياسيـ ** نُ من فوقك الله العظيم بحرمتي
وإنك نور الله في الكون يستضي ** ء منك الوجود مقتضى المدنيتي
وما تم غواص سواك على الفيو ** ض اللدنيات من قاب عزتي
وإنك مشكاة الحقائق تستفا ** ض عن بحرك الطامي علوم الخليقتي
لأنك قد خصصت بالله والورى ** وراءك خضعانا لعزة نعمتي
ولما اجتليت الحق في خلوة البها *تداعت لك الأسرار في أصل نشأتي
وعلمت مرمى الحق منك فلم تفت ** ك مسألة إذ كنت برزخ قدوتي
ورقيت مرقى أول النشء فانجلت ** لديك علوم فطرة دون مادتي
وألبست أثواب النبوة فاتحا ** مغالق سر الله للآدميتي
على فطرة الرحمن فوجئت باقتضا *النبوات لم تعرف ذواق الجهالتي
قد انصبغت منك الحقائق بالذي ** اقتضته عنايات السما بالرسالتي
وما ذقت طعما للجهالات أول ال * بدايات فضلا عن مواقيت بعثتي
لأنك أقرئت العلوم بمكتب ال *** إله غيوبا ما دفعت لضنتي
وما انبعث العلم المقيد بالظنو ** نِ حتى علمت العلم علم حقيقتي
وهذا وأشتات الكوائن لم تزل ** على بسط الأعدام في عدميتي
وهذا وأصل الآدميين لم يزل ** ببينونة من دون تخليص جملتي
ولا أرأس الأملاك جبريل ميكال ** ولا لوح محفوظ الشؤون العليتي
ولا فلك الأدوار مما به قضى ** إله السما والأرض سنة حكمتي
ولا قلم العلم الذي عنه أصدرت ** شؤون البرايا في قضاء المشيئتي
ولم يك إلا الله جل جلاله ** له العزة الأحمى ونعت الإحاطتي
تفرد في ديمومة القدس واحدا ** قديما علام الغيب في أزليتي
له وحدة ذاتا صفاتا وأفعالا ** شؤونا وأحكاما وأمواج قدرتي
وقد كان كنزاً في عما ليس فوقه ** هواء ولا تحت ولا ظل كثرتي
إلى أن قضت أسماؤه بظهور ما ** اقتضته من التكوين لا عن عليتي
فحجت إلى الاسم الذي هو جامع ** تراوده عما اقتضته المحبتي
فحاولت الأسما بروز كوائن ال ** عوالم الاستعبادها بالشريعتي
فصادفت التعريف حان وقد ** بدت طواعية الأسما لإبراز حكمتي
فألحمت الأقدار حب تعرف ** بمنفعل التكوين إصدار كثرتي
عدا أن تقدير المقادير قد قضى **بإصدار مجلى الحق في كل وجهتي
له وجهتا الإطلاق والقيد عاكفا ** بمحراب ذات ملقيا للخليقتي
ولا يحتجب بالممكنات عن الذي ** يكونها بل شاهد سر وحدتي
وأوتي من علم المفاتحي ما اقتضت ** خلافته في الكائنات المريعتي
ولم تتوفر مقتضى هذه الشرو ** ط إلا لسر الله عرش السعادتي
أبو القاسم الفرد الذي قد توحدت ** محاسنه ما إن له من شريكتي
أحمد يس حامد ومحمد ** رؤوف رحيم شافع يوم حسرتي
فحمل أعباء الخلافة حيث لا ** شريك له فيها وقام بقدرتي
وفتق رتق الكون إذ كان فاتحا ** لأبواب توحيد بنعت العبودتي
فلو وزنته الكائنات تضاءلت ** وضعضع منها الركن من سر منعتي
لأنه في قوى الوجود وما الوجو ** د في قواه العظمى لوسع الحقيقتي
وكان إماما يوم لا يوم قبله ** وكان رسولا في معالم جلوتي
وكان نبي الأنبياء بتقدم ** عليهم وكانوا آخذين بحجزتي
وأول روح كلم الله في مدا ال ** مضامر إذ كان البدي ببيعتي
فقال بلى قبل الجواهر مطلقا ** وقفت على آثاره كل ذرتي
فقد أخذ الميثاق من كل جوهر الن *نبيئين والأرسال في شأن نصرتي
وبعد استيفاء البيعة الألى بالت **توحيد شفعها المولى بقرن الرسالتي
فقررهم واستنطق الكل معلنا ** برتبة هذا المستفيض الممدتي
وعنونت الأحوال أنه مرسل *** بعالم أرواح لكل الخليقتي
وأفهمت الأنبياء أنه مطلق الن ** نبوة فرد في كمال الخلافتي
تفوق مذ كانت حقائقه لها الت ** تقدم في الأزمان باد بنشأتي
بعثت لهم في عالم الذر فاستجا ** بوا حين ظهرت فوق عرش لبيعتي
فمنك استمد المرسلون ببعثة ** بعالم ذر في الفلات الفسيحتي
فبويعت في بدء الزمان ولم يكن ** هناك دليل إلا أنوار رتبتي
فطافت ولبت نحو روحك أروا ** ح الملائك والأرسال دون روية
كذلك أرواح العوالم عششت ** بروحك مذ كانت بباب منيختي
فجندك يا روح الوجود ملائك ** ورسل وأقطاب لصون يتيمتي
وأنت لملك الله قلب لذاك قد *** أطافت بك الأكوان دون سعاية
وإنك جند الله وحدك والورى *** جنودك في نصر الشرائع عمدتي
وإنك بيت الله لا تظهر الورى ** بمشهده القدسي في عين وحدتي
فيا بخت قلبا كنت ساكنه ووجـ ** ـه ذاتك محرابا لشمس الهدايتي
فوجهك محرابي وروحك مشهدي ** وعقلك مرآتي وسرك قبلتي
ونفسك طب القلب من علل به ** تداعت إلى إخلاده أرض شهوتي
وإنك بيت الله والخلق مظهر ** لأسرارك العظمى وأوجه منتي
وإنك كرسي الوجود وواعظ ال ** مماليك والممنوح مطلق بعثتي
وأنت لسان الحق بالحق نائبا ** عن الله في إصلاح حال الخليقتي
وألبست من ثوب الجلالة ما إذا ** رئيت رئي الله في مرآتيتي
فإنك قد أجلست في الكون مر ** آة يشاهد فيها الله في برزخيتي
وإنك عرش الله مستوى أمره ** هنالك ما انشقت أفانين كلمتي
وفي حضرة الكرسي تنوع أمره ** إلى خمسة الأحكام عن كرميتي
فوطأ للعبدان ترتيب حالهم ** وأسس للأكوان أحكام شرعتي
شهدتك قبل القبل أنك آدم ** لآدم والنور العظيم ومادتي
شهدتك نورا عند ربك قائما ** تشاهد ما عنه العوالم ضلتي
وقد كنت عند الله خاتم رسله ** وآدم ممزوج بطين المئيتي
تبنى لك التخصيص أبناء عا ** لم فكنت أبا الأكوان أصلا لكثرتي
شهدتك بعد البعد أنك خاتم ** بفاتحة الإمداد باب رسالتي
وفاتح مغلاق المغاليق للذي ** كذو ساقة الجيش المحمدي دولتي
شهدتك بين البين أنك دولاب ال ** إفاضات شيخ المرسلين بمادتي
شهدتك في كل الكوائن ساريا ** ممدا لها في كل آن وطرفتي
فيحشر رسل الله تحت لواك يا ** إماما له الآملاك تعنو بوطأتي
ويغبط سكان السماوات جِبري *** لا لأن كان مفتاحا لقفل الشريعتي
فلما رأوا هذا التقدم أيقنوا ** بنسخته العظمى وقدر مكانة
وأنه باب الله قاسم أمداد الـ ** خزائن للمألوه عام الهدايتي
مفيض على الأرسال والأشياء وال **ملائك والأكوان عام الحكومتي
به ارتبطوا في العلم إذ كان برزخ ال*قواميس والخلجان مظهر كلمتي
له خلوة بالحق ليست لغيره *** قبيل وجود الكائنات اللطيفتي
فمن نوره كان الوجود أصالة *** على أن منه الكائنات استمدتي
على أنك المفتاح للمخلوقات في *** ميادين أبطال الوجود الضريتي
وكل الذي كان النبيئون قد جلو*ه في مضمرالتخصيص من محض سؤرة
ودونت الدنيا علومك ثم لم ** تزل تكتب الكتاب في كل جملتي
وما عالم إلا وأنت إمامه ** يمد على مقداره وغريزتي
وقد ضاق عمران الخليقة في اكتشا **فِ أسرار علم الله فيك وحكمتي
وقد سبحت كل العقول بأبحر ال ** معارف تستجدي هوادي حكمتي
وما وصلت أفكارها لمقاصد ** لديك ريت في التربيات لملتي
لأنك تلقي العلم بالله راعيا ** قوابل كل الخلق في حال دعوتي
وتشهد فعل الله في كل حادث ** فلا تنحجب بالأمر عن أصل نشأة
وأجزم أن العلم لم يعثرن على ** المعاني التي أبلغتها بالحقيقتي
عن الله تنطق تدعون تشرحن*أصول مقصد سر الشرع لا عن مظنتي
عن الله تأخذ علم ما تدعوه له ** وتلقيه في أثواب طرز البلاغتي
لعمرك ما تدعو بتقليد جبريل ** ولا ميكال بل عن مراصد عزتي
فإنك أعلى منه علما وحيطة ** وأدرى بشأن الله في غيب قدرتي
فقد كنت نورا عند ربك والوجو *دُ ما انشق عن كون ولا عن مكانتي
ولم يبد جبريل ولا زمان ولا ** معالمه لا ولا لوح دولتي
وعلمك الرحمن من علمه هنا ** ك دون وساطات ولا برزخيتي
وكنت نبيا دون كل عوالم ** وكنت رسولا في مشارع منتي
ولم تبرز الأكوان حتى علمت ** ما علمت وكنت البحر في أزليتي
ولم تزل الأشياء تقتنص العلو ** م مما أتى من عندكم بالروايتي
ولم تبلغ المعشار من عشر لها ** وتاهت على متن البحور الطميتي
ولم يقع الإحصا لعلمك في الوجو ** دعلوا وسفلا بل ولا في القيامتي
فمن صاعد فيها لأقصى مدارك ال ** مفاهيم إذ تبدو على متن لجتي
ويأخذ منها ما يشاء لما يشا ** لوسع مجال الوحي في كل آيتي
ومن نازل فيها إلى حضيض الر *رسوم ما له أيد في البحار العميقتي
وينأى عن المقصود من حيث إنه ** يظن الدنو الحالي من حرميتي
يظنون حصر الوحي في فهوم لهم *ولا تحصر الأكوان مقدور قدرتي
تشعبهم فيما أتى الوحي قد أضر ** ملتنا المثلى وأودى بضيعتي
لقدأبعدوا في السيرنجعتهم ولم *يحوموا حمى المقصود روح القضيتي
وسعت رسول الله علما أحا ** ط بالكوائن والأشيا وأخفى خفيتي
وسعت علوم الله غيبا شهادة ** فقهت مسمى كل شيء بحيطتي
ولمااجتباك الحق في خلوة الرضى*تزويت من علم الإحاطات فطرتي
وما زال شأن القرب يهدى هوا ** دي التصرف مالا يكتنه برياضتي
وكنت لعلم الله أم كتابه ** وكنت لوحي الله لوح إحاطتي
وكانت مواد الازدلاف لها مدى الت *تَسلسل في أخذ العلوم القديمتي
وعلمت قبل الكون ما قصر ال **وجود عن حمله بعد انتشار لكثرتي
لأنك نور الله منه به نشا ** ت عن أمره دون الوسائط جملتي
وبعد انتشار الكائنات ترحشت ** معالم علم العلم في لوح قدوتي
ونودي بالأكوان هيا ليرتسم ** بألواحكم لوح المقادير جمتي
وقابل دور الكون مرآتك الأولى *ولم يختلس منها سوى كل شرعتي
فما استثبتت منه به انتظم ال ** وجود مع أنه بحر العظائم جلتي
وما استوعبت من علمه بعض علمه *وقد عجزت أن تجتذت كل صورتي
لأنه مرآة به صور الكما ** لِ مخشوشة في ذاته دون مريتي
فيا جبل الرحمن ربيت بالتجل ** لى في عالم التسطير بالواحديتي
ظهرت بأجبال وكنت لهاالسفي *رفي عصرها الجزئي بألواح شرعتي
يقلبك الرحمن من ساجد إلى ** حنيف إلى داع بحكم الصحابتي
ولم يمض عصر إلا تقفوه أعصر ** مشعشعة بالنور منك وبعثتي
فلم يخل عصر من أشعة بعثة ** لكم لعقول المرسلين العليتي
وقد مد أمر الله منك سرادقا ** لدى العرش ثم الفرش محكم صنعتي
وأودعه العلم الكفيل بتدبير ال ** مماليك والأكوان والرساليتي
وأعلن في الأكوان أن محمدا ** هو المرآة الكبرى وبرزخ رحمتي
وأنه مبعوث بعالم أرواح ** ممدا مفيض العلم عن رحمانيتي
فعنه استفيضوا واستمدوا وسل *سلوا مسلسله في كل عصر ودولتي
فهو حجاب الذات رحمته ** الذي له سبحات الوجه أهدت وأهدتي
فهو الذي أبداه في الكون نائبا ** ففيه اشهدوا سر الجلايا الذاتيني
فأحكم منك الشرع أول دولة ** الوجود ولم ينسخ بأدوار بعثتي
فكان له في الكون منك ابتعا *ثات بأطوار أحكام الظروف الشريفتي
فلم يتجلى النسخ إلا بأشكا ** ل الدفاتر والألواح والقابليتي
ففي كل عصر تبدو فيه طوا ** ئف من الحكم والتشريعيات الجليلتي
إليه وإلا لا تشد الرحائل ** وعنه وإلا فالحديث مضلتي
لواه وإلا لا قرار يطيب لي ** عليه وإلا لا تفيض عبرتي
رضاه وإلا فالغرام مضيع ** سناه وإلا الحالكات المضلتي
حماه وإلا الدهر عاث بحكمه ** غناه وإلا لا دواء لفاقتي
أراه وإلا ليس في الكون لذة ** ثراه وإلا لا جلاء لعلتي
ليعلم أهل العلم أن خزائن ال ** محامد لم يفضض سواه بكارتي
جميع كمالات النبي محمد ** تعالت عن التشريك في كل خطوتي
أكل له التشريف ي مضمر الغيو ** ب حتى بدا في صورة خاتميتي
ولم يفضض الارسال ما ادخرت ** له المقادير في أحكامها الأوليتي
ولم تظهرن في بعثة الرسل ما اقتضى*التحدي سوى ظل الكمالات خلعتي
إلى أن قضت أحكامه باستدارة الز **مان فطم الوادي في كل غبرتي
وجاء بأمواج الحقائق تيار الت ** تعاليم كشاف الآيات المبينتي
يموج بحر الحق عند ظهوره ** فأظهر من أسراره كل خبأتي
فنفس عن روح المعارف أزمة ** وكان لها الكشاف من بعد حجبتي
فأقرغها في قالب الشرع وانجلى *عن الحق ذاك الغين غين الطبيعتي
وكان له التفريد في كل موقف ** ولم يشترك في كسوة مع إخوتي
بل انفردت عنهم حقائقة بما اق *** تضاه اعتدال النشأة البشريتي
وليس امتيازات كامتيازات الن ** نبيئين إذ ما مثله في الخليقتي
لذا لم تشابه معجزات له آيا ** ت إعجاز رسل الله حين تحديتي
لقد خص من بين النبيئين إذ ** كانت نهاياته مدموجة في البدايتي
تبدى له التخصيص إذ كان أو *ول الكوائن عن نقش المبادي العليتي
وكان له السبق المديد فشرفت ** حقيقته بالخلوة الأوليتي
وكان له في كل رسم مراتع ** بها أهلت أتباعه للسفارتي
وأول عبد بايع الله في مدى ** مضامر توحيد العهود القديمتي
وبث هناك الحب ما قصر الوجو *د عن شرحه باللسن من كل ملتي
ولم تزل الأقلام تكتب ما جرى ** هنالك من سر بكل كتابتي
ولا تزل الأعصار تكتب ما اهـ ** تدت إليه وما أخفاه عنها تولتي
وأول من لبى ألست بربكم ** فقال بلى أنت المربي لفرطتي
وقف على آثاره كل جوهر ** عبودية مستحليا أمر دعوتي
فكان جميع الكون في صحف له ** بتسنينه توحيد فطرة سنة
فلولاه ما كان الوجود ولا ابتنت ** دعائمه إذ هو روح العنايتي
وأنه أصل الكائنات فآدم ** فمن دونه منه انتشا بأدلتي
فيا عجبا ابن أبوه ابنه له ** عليه ولادات وحكم رعيتي
وقد حاز تشريفا بأن كان أول ال *مصادر عن تمويج أطوار رحمتي
لتشريف خير الرسل صورت الورى *على شكله العالي على كل صورتي
ومن أجل هذا رحمة الحق تسبق ان ** تقاما له من أجل روح النبوتي
لقد قرن الجبار اسمه باسمه ** على عرشه دون النبيئين جملتي
ولم يزل التخصيص يبدي شواهدا ** على أنه المقصود من آدميتي
فضم إله العرش اسمه لاسمه ** وقارن إرسالا له بالألوهتي
كتابته بالعرش مؤذنة بفض ** ل مزج على صرف لسر السكينتي
قد اضطرب العرش العظيم إذ اس*توى عليه ولم يسكن بحكم الحرارتي
تجلى عليه بالصرافة أولا ** فلم تحتكم منه قوائم عزتي
بوادي التجلي الصرفي أضعفت ال *علا وفزع منهم عن قلوب عليتي
ولم تزل الأكوان راهبة من ال ** عواقب واستدراجها بالأعنتي
وما قر منها الجأش من عظم الت ** تجلي والرهبوت العام من حجُبيتي
إلى أن تبدى للوجود محمد ** فصار به في جنة أبديتي
تطامن منه الجأش وارتاح روعه *ولم يخش هول العاقبات الوخيمتي
وأمن عرش الله باسمه لما أن ** عراه اندهاش من تجلي الألوهتي
لذاك يقول الأحمدي بأفضل ال ** مزاج على صرف مخافة خيفتي
مزاج التجلي أن تشاهد ذاته ** وأسماءه بالمقلة الأحمديتي
شهود التجلي المزجي أن لا تغيـ ** ب عن مشاهدة الأمداد من برزخيتي
هوالمرآة الكبرى هو البرزخ الـ ** بسيط من وجهه يبدو جمالالحقيقتي
على أن حكم الصرف ممتنع فما ** ترى الذات إلا في جلا مظهريتي
وذاك هو المعنى بالمزج عندنا ** فكنه وفارق حالة مستحيلتي
أدرها لنا مزجا ودع عنا صرفها ** لنشهد بالعينين محراب كعبتي
وأيضا فإن المزج مزج شرائع ** بأسرارها الحقانيات البديعتي
فلولا مراعاة الحقائق كانت الشـ ** شرائع وصفا للرسوم البسيطتي
ولكن علوم الشرع حاطت بما يكو *نُ أو كان في سرِّ الغيوب العميقتي
عليك بها مزجا لنشهد مشهديـ ** ن للحضرتين بالدروع الحصينتي
وزج بنا في مقعد الصدق واحمنا ** من اللبس والتلبيس في قاب سدرتي
فتوحيد هذا الدين شطران والرسو ** ل شرط لذاك الشطر روح الدلالتي
فلولاه لم تعرف مسالك توحي ** دٍ ولا عرف المقصود بالألوهية
فهو دليل الخلق للحق حيث كا ** نَ في الغيب والإشهاد محراب قبلتي
فأرشد للتوحيد إذ طمت الآفا ** ق بالجهل والإشراك مرمى الشقاوتي
وقام خطيبا في الوغى لابسا درو ** ع حصن زورد الواقيات المنيعتي
وأعلن بالإرشاد للجن والأملا ** ك والإنس والأكوان من بعد بيعتي
له أول التكوين إذ أخذت له ** مواثيق رسل الله عقد الإمامتي
دعاهم دعاء مطلقا إذ له النفو ** د في الكون عن سر لحمل الأمانتي
ولم يثنه أن لم يكن كفو له ** ولا ناصر من جنسه في الرسالتي
أقام على عرش الرسالة معلنا ** بدعوته أهل السما والبسيطتي
أطاعه جن الأرض والإنس والش ** شياطين والأملاك بالألمعيتي
تقاسيم هذا الكون تعطي بأنه ** على صورة الجيش الخميس بهيئتي
وقد جعل الرحمن أرؤس ملكه ** مقدم هذا الجيش جيش نبوتي
فآدم منه اوالخليل وموسى همو ** وعيسهم قاموا له بالنيابتي
فمن دورنهم كانوا المبشرين أنهم ** طوالع قلب الجيش طه اليتيمتي
وكان جناحاه الملائك تحمين ** مسالك سبل الحق من كل شبهتي
وساقه في التعضيد أصحابه الكرا ** م ثم إلى المهدي خاتم ملتي
وقد أخذت منهم مواثيق أنهم ** رعاياه في تعضيد حكم الشريعتي
وكان لهذا الجيش قلبا وسلطانا ** مدير إدارات الوجود بنعمتي
ولا زال أمر الكون بالله دائرا ** بأحكامه في الغيب أو في الشهادتي
فما قائم بالكون عن أمره سوى ** محمد المبعوث للخلق قدوتي
فمذ أخذ الله العهود وإع ** لان البشائر يدني وقته بالبشارتي
لتأخذ أعصار الرسالات حظها ** من الطرب الممدود من عين منتي
ولم تزل الأنباء تعلن كلما ** تجددت الأجيال بالخاتميتي
ولم يمض جيل إلا بشر قومه ** بك الأنبيا والمرسلون وأبقت
ولم تزل الأشباح تنتظر اللحو ** ق بالبعثة الأخرى لتشريف صحبتي
إلى أن تمنى المرسلون لأن يكو ** نوا أمتك المختارة المصطفيتي
وفي ذلك سر ليس يعلمه سوى ** محمدي مستبحر في الحقيقتي
وكوشف بالعلم الأخير وكنهه ** وبالعلوم الأولى وأسرار نشأتي
فيعلم حظ المرسلين من العلو ** م والكشف واستنتاجها للزادتي
ويعلم أسرار الوجود حقيقة ** ويعلم حق العلم عن كل وجهة
إذا اتسع الجاه العريض تطاولت ** بأعناقها الأشيا لنيل المزيتي
إذا كان نور الحق أودع سرّه ** بمظهره العرشي أجمع دورتي
وكان مدا الغايات أول نشأة ** وكان شعاعا في ذرى أزليتي
وكانت رسوم الكون أصداف جو ** هر له اكتنفته في مخادع غيرتي
فلا تعلم الأكوان ما نال أصداف الت ** رائب والأصلاب من حمل رحمتي
ولم يكتنه كنه لتقديسهم ولا ** لتنزيههم في الخالدات القصيتي
تود عروش الله تحمله كذا ** ك رسيه لا بل معاني الحقيقتي
كذلك لا سما والصفات وسا ** حات الوقار وأفياح الحضائر لحظتي
ومذ كان مجلى الحق والحق عا ** صم لجوهره حشو البطون المريعتي
وقد كان نورا عند ربه وهو في الص ** صيانات مرفوع الجناب وقيمتي
ينقل من عرش لعرش ويمتطي الت ** تنزه عن حصر بساحات عرصتي
ولكن بأمر الله صار له النفوذ ** في العالم الأسنى وروض العنايتي
يفيض سجالا من رغائب آما ** ل الكوائن في بعث المبادي العليتي
فيا ليت شعري من هو القصد ** والذي عليه مدار الكائنات الذريعتي
ومن سعد الدهر العريض بمقدم ** له ببساط الكون يجبر خلتي
ومن أتى للأزمان يجبر صدعها ** فأثنت عيه ألسن الملكيتي
فما الحال ممن هم حوامل نوره ** مظاهر سر الله عرش النبتي
فما زايلتهم لحظة الحق من لدن ** مجاورة استطعامهم باب عزتي
قد ارتضعوا ثدي المحامد أول الت ** تدابير في تجنيد جند الخليقتي
ولم يزل التخصيص يحملهم على ** كواهل تعريب بعين رعايتي
وما زالت الأسماء تطمح نحوهم ** بأبصارها إذ هم محال الأمانتي
ولم يزل الإعلان بالأرض والسما ** بأن استدارات الزمان بداءتي
لإبراز قلب الجيش جيش جنودنا ** لقد ظلكم إبرازه بالمشيئتي
فكيف لواء العز يمتد نحوه ** بآلاف حول ثم آلاف دورتي
ولا يكتسب منه حوال نوره ** حظايا وقسطا بل حظوظا منيعتي
فكل الذي منه عليه ولادة ** ترقى بأمر الله عن كل حظوتي
فما القطب ما الأغواث ما الجرس عندهم ** وما الفرد ما العالون عقهم توختي
وقد كانت الأسما قديما تدرعت ** بجوهره حتى جلا كل صبغتي
ولما اجتلاه الكون منها تدرعت ** بجوهره أصلاب قدس وسنتي
فهم في جنود الله في رتب الأسما ** وفي رتب الحامين من فوق سدرتي
بهم وبهم ربي وركني وملجئي ** تول أموري لا تكلني لقوتي
بهم وبهم سلسل علينا غوادقا ** من الجود تغنيني عن الكون جملتي
بهم وبهم عجل بكبت عدونا ** وإخماده بالواقعات الشنيعتي
بهم أحتمي يا غارة الله إنني ** كظيم شجي فانتصر بمعونتي
بسلسلة الأنوار والشرف المديـ ** د والذهب الأصفى بخير أرومتي
أتح يا سعادات تحيط بأفلاك ** العنايات والألطاف من دون غصتي
وتمنحني الجاه العريض بحضرة ال ** حضائر عند الله يوم الندامتي
ونكفى بهم هم الهموم ومادة الش ** شرور وأوحال الحياة الكريهتي
وتشملنا الألطاف أنى توجهت ** ركائبنا ي كل ربع وربوتي
بأجداده الروحانيين كراسي ** النبوة عينا بل عروش الرسالتي
أنلنا مفاتيح الغيوب وسدرة ال ** علوم وأرياح الوجود العزيزتي
بآبائه الرحمانيين ضراغم الت ** تقدم في صف الصدور السريتي
أنلني غنى الدارين في كل موقف ** زمانا مكانا حالة أبديتي
ويا مجيب الشكوى ويا سبع الندا ** ويا رافع البلوى بحسن رعايتي
أغثنا أغثنا يا مغيث بما أغث ** ت خلاصك الفانين عن كل شهوتي
وكنت لهم قبل البروز وبعده ** ولم يسلموا للحادثات وخيفتي
أقم دينك العالي على الدين كله ** وحطه فقد حاطت به كل أزمتي
وقد عبثت أيدي العدا بمعالم ** له ووهت أعلامه بمكيدتي
وقد نصبت ظلما فخوخ مصايد الد ** دواهي وقد خانت وأعمت وأوهتي
وقد حفرت للمسلمين أخاديد ال ** مكايد بل دست لها سم ساعتي
ولم تقتنع بالمكر والكيد بل تري ** د أن تبتلع آثار وحي وسنتي
تدارك منار الدين وانصر لواءه ** وكن حصنه الواقي المنيع بروعتي
تدارك تدارك روح دينك واحمين ** مواقعه الحقانيات دليلتي
حنانيك يا رباه دافع غوائلا ** تداعت لها الأهوال كل كتيبتي
حنانيك عجل بالفتوح ونفسن ** عن الحق ما أوهى قوى يد قوتي
وسلم فروع الشرع أن تعبثن بها ** يد العاديات الفاتكات ببطشتي
وصن بيضة الإسلام كثر سواده ** أدم نوره في الخافقين بصولتي
فليس لنا ملجا لغير إلهنا ** وغير رسول الله أوثق عروتي
مقرين بالذنب العظيم الحقير في ** جناب عظيم غافر شؤم حوبتي
عفو صفوح يغفر الذنب إن يشا ** كريم شكور مانح حكم حثيتي
لعمرك ما ذنب الخلائق جرأة ** عليك ولكن سابقات الإرادتي
تسوق جميع الخلق كلا لما أرد ** ت منا فما عصيانهم بالكراهتي
ولا أذنبوا من غير علمك منهمو ** فهم تحت حكم القهر قهر المشيئتي
يذادون بالأسواط أن يتسارعوا ** إلى ما قضاه الحق قبل جريرتي
فهم بين ذم حكمة وأمادح ** شريعة جزء الكسب وهو عقيدتي
وإلا فحكم الله لا شيء غيره ** له النفوذ الإطلاق في كل ذرتي
جميعهمو تحت النفوذ مسير ** بحكم الشؤون الفاعلات الوحيدتي
فهم بين أمواج القضاء تريدهم ** كما شاء حكم الله أحكام موجتي
إذا طلعت شمس المعاني تناسخت ** ظلال أباطيل بقوى أشعتي
إذا طلعت شمس الوجود تلألأ الظ ** ظلام وصار الغرب شرق حظيرتي
تنفس صبح الحق واعتضدت قوا ** ه واحتكمت أركانه بالأدلتي
قد اعصوصبت منه الدعائم وابتنت ** رحاه على أفلاك قطب العنايتي
أقيم عمود الدين في عصره الجدي ** د بالحق من روح جديد تولتي
تولت على كل النفوس فأخضعت ** عقول الورى طوعا لحكم الشريعتي
وغير نظم الكون واستتر الظلا ** م وانقشعت حجب بإشراق وجهتي
ورتق فتق الجهل وانجاب حكمه ** وسلسلت الأنوار فوق البسيطتي
وزلزل عرش الملك من طرب به ** ورجرج كرسي الفخار بليلتي
وحالت مياه البحر واختلفت وحو ** ش شرق وغرب بالبشارات أبدتي
وهز لواء العز وازدهت العلا ** وأمن جند الحق من كل خيفتي
ونكست الأصنام من سريانه ** بروح جديد ناسخا كل نحلتي
وفاض تيار الحق من أفق الهدى ** وطم به الوادي على كل ملتي
وطوفان علم البعث عم ممالك ال ** كيان وأرواحا فعنه تربتي
تحمل أقوات العوالم وانتهت ** إليه وكان الكنز بدءا وعودتي
جلى ظلم الأجيال بعد احتكامها ** وأسس شرعا قائما للقيامتي
فليس صلاح الكون إلا بشرعه ** أصولا فروعا عاديات صحيحة
وأشرق نور الله في الكون وانجلت ** جهالات آراء وأحكام بدعتي
وأخبر جهرا عبد مطلب رأى ** ثلاثة أيام سجودا لكعبة
فقد لاح للعينين كيفية النفود في ** العالم الأسنى وأرض الطبيعتي
فمن غيرة الرحمن جل جلاله ** على حبه أن لم يكله لشدتي
فكان مصونا بالوقار ولم يزل ** مصونا بأنوار التدلي العزيزتي
تطهّر في ماء الغيوب قبيل قب ** ل وجود النشأة الآدميتي
فأرواه من علم الشهود ولم يكن ** مكان ولا أزمان نور وظلمتي
وكونه قبل الزمان ليعرف ال ** معارف دون الكون والعنصريتي
وكونه قبل الزمان وأولاه العلو ** م وعلاه بأحكام قدرتي
على الصبغة الأولى انتشا ثم لم تزل ** به صبغة الجبار دون شائبتي
وعلمه التوحيد منه فلم يكن ** بحكم تقاييد العقول الظميتي
فنزه منه العقل عن قذر ولو ** ث لوث شكوك قائمات مريبتي
وإذ كان من نور الإله فلم يشب ** به بالكونيات الغيريات الكليلتي
فأبقاه صفوا من صفاء ولم يكن ** لجثمانه ظل رعاية حرمتي
هو الفاتح الفتاح أقفال توحيد ** بأول نشأة وأول دولتي
فكان هو المفتاح للقفل ثم من ** قفوه تلوه في مفاتيح دعوتي
فلا عجب أن كان أول ناطق ** بمدلول توحيد بعالم حكمتي
فمذ سجدت قواه في الغيب لم تزل ** مصاحبة للحالة الأوليتي
فإن علوم العالم الثاني نسخة ** من العالم المعقول في كل حالتي
ومن علم التطبيق علم حكمة ال ** حكيم وكان كيمياء السعادتي
فما لاح في الكون الأخير سوى الذي ** تلبس بالتصوير في لبس نشأتي
أبانت رسوم العلم أن حقائق الن ** نبوات أربت عن قوى البشريتي
وإن شاكلتها ظاهرا باينتها في ال ** حقايق والتقديس من عين منتي
وإني لأقضي بالتفاوت في ذات الن ** نبوة إذ قامت عليه أدلتي
وما شاع في كتب العقائد أنها ** مماثلة جهل بحكم النبوتي
وكيف وأحكام الشرائع لم تزل ** مجددة في كل دور رسالتي
على حسب الأعصار والنشا والمزا ** ج والقابل الوقتي وحكم الغريزتي
وذلك عنوان التفاوت في الأنبا ** ء والوحي والتشريع والقابليتي
وهذا عموم في النبيئين خصصوا ** بإفرادهم بالحق في سر جلوتي
لهم وجهة للحق والخلق عاينوا ** مقادير حكم الله في كل صورت
يولا سيما زين النبيئين فخرهم ** ممدهم في الغيب بل والشهادتي
نهاية علم المرسلين بداية ** له في ميادين الشهادة قرتي
ولم يطلع كون على بدء أمره ** بعالم أرواح وأول برزتي
نهاية أمر الأولياء بداية الص ** صحابة في كشف العلوم الجليلتي
نهاية أمر الصحب بالقرب مبدأ الص ** صديقية الكبرى طريق الخلافني
نهايته بدء النبوة في مدى ** معالم أعلام الكشوف الحقيقتي
نهايتهم بدء الرسالة غابت ال ** حقائق في درك علوم الرسالتي
نهايتهم مبدا أولي العزم في العرو ** ج للمنزه الأجلى قضاء معيتي
وإذ كان شأن المصطفى هكذا له ال ** مكان العلى فوق كل مكانتي
فلم تشهد الكائنات ولم تحم ** حمى ذروة العرفان منه ولجتي
ولم تدر منه غير أنه آية ** من الله أبداها بإعجاز آيت
يولم تدر منه غير أنه معجز ** أبان رسوم الجهل عن كل عادتي
ولم تدر منه غير أنه كرسي الش ** ريعة هاد الخلق حتى تزكتي
ولم تدر منه غير أنه مرشد ال ** وجود عموما بانتشار الديانتي
ولم تدر منه غير أنه قدوة ** لكل فريق في مجال الإمامتي
ولم تدر منه غير أنه فائض ** من الله فياض على كل ذرتي
ولم تدر منه غير أنه ناسخ ** بمعلومه علم القرون المضايتي
ولم تدر منه غير أنه فت ** تاح بإرشاده أقفال كل خفيتي
ولم تدر منه غير أنه خاتم ** غني بدا كنا به خير أمتي
ولم تدر منه غير أحكام رسمه ** ومن ثم تاهت في مسالك علتي
ولم تدر أسرارا تضمنها صري ** ح ألفاظه المثلى بتلوين دعوتي
ولم تدر أسرارا التفاوت في علا ** دلالاته الغرا طباق البلاغتي
ولم تدر أن الإذن يتبع شاكل ال ** قوابل في استنهاضها للعبودتي
ولم تدر أنواع التخاطب في القرا ** ن مرسى إشارات وأنواع طرفتي
ولم تدر منه غير أنه معصوم ** من الخاطر الشيطان في كل رحلتي
فمن أين للعرفان يفقه أسرار الت ** تخاطب في إرشاده بالحقيقتي
وليس له غير الرسوم تعيره ** أشعتها دون الوصول لصهوتي
لذا احتاجت الألفاظ في فهمها إلى ** بحوث أصول الفقه سر الشريعتي
فبين أوضاع النصوص وما اقتضت ** ه أنفاس وقع الشرع في كل حالتي
ومن أين للمقصوص أجنحة بها ** يطير لأوج العلويات اللطيفتي
ومن أين للعرجى الوصول إلى ال ** واد المقدس عن أغيار وجه الكثافتي
ومن أين للهيام في واد شهوة ** وثوب لكوات المعاني الدقيقتي
ومن أين للمحجوب أن يعثرن على = موارد تنزيل وفقه الرسالتي
ومن أين للمعثار في ذيل جهله = وصول لذاك الحي بل أو وليجتي
فمن أين يدري سر شق لصدره = وتعداد تربيع لإخراج مضغتي
لقد حار فكر العلم واعتاص دركه = لمعضلة الشق الجدير بحيرتي
وكل مقال لم يراع بكنهه = جلال رسول الله يرفض بالتي
وكل مقام تقتضيه جلاله الر = رسالة يرعى فيه حق الرسالتي
ومن لم يراع حقه وجلاله = وما يقتضيه الحق في كل قصتي
فيعمل أقوالا له وإشارا = ت ونومن بالنص الكريم بحكمة
لأن مقام الرسل دق عن الإدرا = ك ليس لكل الخلق ذوق الرسالتي
وكل علوم العلم من وراء الورى = وأسرار رسل الله فوق الحقيقتي
وكل علوم الرسل من وراء الورى = قدرا وعلم رسول الله فوق الخليقتي
تطاول ربي جل شأنه إذ هدى = بإبراز نور النور منه لنعمتي
فأرشد كل العلمين ووطدن = دعائم هذا الكون منه بنظرتي
وعرف ربي كل خلقه شانه = وأبرزه في صورة بشريتي
وأوصل للأكوان عنوانه وما = تحمله للخلق من قسم رحمتي
ولم يكل الرحمن ترجمة له = لإفصاح أقلام ولا لعريضتي
ولكن تولى جل أمره وصفه = بنفسه في الذكر الحكيم أديرتي
فنزههم في ذاته ومعاني = ه وأوصافه القدسية العظيميتي
وجلاه ربي جل سلطانه خلا = ل محكمه في الذكر في كل سورة
يشاهد في كل العصور بذاته = وأطواره فارقبه في كل قطعتي
يشاهده الأملاك عند تلاوة ال = آيات وتنزيل بأسباب وقعتي
فإن كتاب الله أول سامع = له حضرة الأملاك من لوح حرمتي
فهم أول الأكوان شاهد ذاته = وأوصافه في الدورة الأوليتي
فمجموع قرآن محمدنا الذي = علينا تلى آياته كل ساعتي
فمن عاين القرآن أبصر أحمدا = جليا بدا في صورة عنصريتي
تجلى بأشكال الملابس والنعو = ت في الملأ الأعلى وفي أرض حكمة
إذا ارتحلت نفس عن الكون واعتلت = تجد خلفا بالله أول رحلتي
وتعلم علم الروح ليس به من الش = شوائب إلا الشوب بالصمديتي
وتنشق أرواح النسائم من لدن = محاضرة الأسماء فيكل طرفتي
وتكرع في عين الحياة وتجتلي = معاني الصفات السبع أشرف لذتي
هناك تنيخ الركب تستطعم العلا = لذاذات أنس واجتلاء معيتي
فتسكن بحبوح الشهود على بسا = ط نور وتنزيه وتقريب سجدتي
أحاديث من ذكرها تغني عن اللذي = ذ والزاد والمشروب بل خير حجتي
بصحبة أرواح مع الحق عادلت = به كل حج في الوجود وعمرتي
وموقفي الذاتي به كل ليلة الد = هور ليالي القدر أو كل وقفة
وأي مكان جر هذب جلاله = عليه فسمت الكعبة الحقيقيتي
وأي بلاد حلها حرم كذا = ك كل مكان ضمه دار طيبتي
وما استوطنته فهو بيت مقدس = وما جنها المأوى به بيت عزتي
وإن عزت اللذات في الكون وجهها = لذاذا تر المقصود وردي وجنتي
وإن ضاقت الدنيا على الغير إنني = غني بعين الذات عن كل لذتي
بجنات عشاق هي الوصل لو بدا = بنار جحيم عاد سدرة قربتي
وحيث بدا منه الخيال فإنني = بمسجدها الأقصى غدوا وروحتي
وإشراقها للكون صير تربة ال = راضي لنا طيبا وطهر جنايتي
لموقع نور المصطفى وإحاط = له بمفاتيح العلوم الكريمتي
أحاط بأنواع الظلام فلم يدع = لها منفدا في الكنو إلا بقيتي
وقوّم معوجّ البسيطة بالنفو = د في العالم السفلي مركز ظلمتي
إلى أن بدا منه النفود بأفياح الس = سموات والأفلاك روم حراستي
أحاط بأصقاع الوجود سرادق= من النور منه حافظ للشريعتي
فقد عم منك المن يا أكرم الورى = لحفظك حصن الملة الحنيفيتي
ولم يزل التبشير بالختم واقعا = إلى أن بدا في صورة البشريتي
وقد أصبح الماحي يعشقه الوجو = د كرها وطوعا باختلاج ملاحتي
إلى أن تمنى الكون يخدمه على ات = تساع له علوا وسفلا لحرمتي
ولم يزل التشريف يترى ربوعه = إلى أن دعي للحضرة الصمديتي
تمتع بنا واسمع شهي خطابنا = وعاين وشاهد حضرة أحديتي
وجاء براق مسرجا ملجما له = مواطئ أقدار وموطئ حكمتي
وخالجه فخر بحمله جوهر ال = وجود وقد أربي على كل دابتي
وهذا وطبل المجد يعلن في العلا = ألا إنه آن انشقاق الخبيئتي
تحمل روح الحق سر عوالم = وكان لها الكنز الحقيق بترتبي
يقول لسان الحال إن حقائق ال = وجود تجلت نحوه مشرئبتي
لتأخذ منه حصة المدد الذي = أعدت لها في العلم من قابليتي
فما مر في الإسرا على حصة لها = مراتب للرحمن إلا استمدتي
وما لسان في الكون إلا يقول إن = نَ إسراءه من أجل أجل دلالتي