سوق المعرفة(4)

قال تعالى﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ﴾ :

[للقرءان ظاهر وباطن ، ولباطنه سبعة أبطن]، قال أبو الدرداء: [لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً كثيرة  ، فظاهر القرءان حُكْمٌ، وباطنه حِكْمة وأسرارٌ، والحٌكْم هو للتشريع، وهوصلى الله عليه وسلم ،مأمور بتبليغه كيف ما كان نوعه ، أما الحكمة فهو مأمور بكتمانها ، والاحتفاظ بها حتى يأتي إبان التجليات التي تظهرها ، ويأتي ومان العارف  الذي من نصيبه ، فالحُكم للسابقين ، والحكمة للاحقين ، ومتسلسة مدى الدهر ؛ لذا كانت ﴿يُوحَىٰٓ﴾بالمضارع، وجاءت كلمة ﴿وَضَآئِقُۢ﴾ثابتة الألف ، ولو وردت محذوفة لكانت الحكمة متقطعة ، ولكان في عهد الصحابة من يعرف أسرار الأحدية ، أو أسرار الرسم القرءاني، فأسرار الرسم القرءاني بقيت 14 قرناً من الزمن ،ولم يطلع عليها أحد حتى جاء إبان التجليات الإلهية التي تظهرها، وجاء دور من هو مؤهل لها عرفانياً وحضر زمانها ؛ لأن كل شيء خلقه الله مرتب وفق الزمان ، قال تعالى (وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ ) وصدر الشيء مقدمته، ومقدمة الوجود نبوة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المشار اليها  بالصدر.

فالنبوة متعلقة بالتجليات الإلهية ؛والتجليات الالهية متعلقة بها ، لأنها طرف فاعل في ظهور المقتضيات ، فيظهر ما هو مخبوءوراء الحِكم القرءانية، ووراء الرسم القرءاني، ولن تقوم الساعة حتى تظهر جميع المقتضيات﴿مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ﴾ ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد .

حصل المقال على : 940 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد