بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله موضوعناعن القطب الشهير والعارف الكبير سيدي عبد العزيز الدباغ .
هو شريف حسني ،ولد قدس الله سره كما ذكر تلميذه الشيخ محمد المرابطي في كتابه “تيسير المواهب في ذكر ما للشيخ ابي فارس من المناقب “عشية يوم السبت 11صفر سنة 1095 هبمدينة فاس،والده اسمه مولاي مسعود، وامه اسمها فارحة ،خالها هوالولي الكبير سيدي العربي الفشتالي ،وهذا الاخير كان قد اخبر،والديه قبل حمل امه به،وقال لهما: سيزيد عندكما عبد العزيز،فأعطوه هذه الأمانة، وكانت هذه الأمانة هي شاشيةٌ وحذاء، فحفظوهماعندهما .. نشأ في حجر أبويه وكان في صغره قد دخل الكتاب وتعلّم وحفظ بعض سور حزب سبح، ولم يُــــقَدَّرُ له استمرار في القراءة ،ولا جلس بين يدي عالم قط. لأمر أراده الله عز وجل بهذا الولي العظيم على عاميته وأميته، وبُعده عن مجالس العلم، حفه الله عز وجل بعنايته.
وعندما بلغ سن الرشد،أعطته أمه الأمانة التي أوصى بها مولاي العربي، يقول سيدي عبد العزيز الدباغ : منذ لبست الأمانة التي أوصى لي بھا سيدي العربي الفشتالي ، ألقى الله في قلبي التشوف إلى العبودية الخالصة فجعلت أبحث عنھا غاية البحث،فما سمعت بأحد يُشَيخه الناس ويشيرون إليه بالولاية إلا ذھبت إليه وشيخته، فإذا شيخته ودمت على أوراده مدة يضيق صدري ولا أرى زيادة ،فأتركه ثم أذھب إلى غيره، فأشيخه فيقع لي معه مثل ما وقع من ألأول، فأتركه ثم أذھب إلى غيره فيقع لي مثل ذلك فبقيت متحيرا في أمري ،
وكنت أبيت كل ليلة جمعة في ضريح الولي الصالح سيدي علي بن حِرْزِھِم،وكنت أقرأ البردة مع من يبيت به حتى نختمھا كل ليلة جمعة، فلما كان ذات ليلة خرجت من الروضة فوجدت رجلا جالسا تحت السدرة التي بقرب باب الروضة، فجعل يكلمني ويكاشفني بأمور في باطني فعلمت أنه من الأولياء العارفين بالله عز وجل ،فأعطاني الورد بطلب مني ولقنني الذكر،والورد هو ان اذكر كل يوم سبعة آلاف: “اللھم يا رب بجاه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم اجمع بيني وبين سيدنا محمد بن عبد الله في الدنيا قبل الآخرة”وعرفت فيما بعد من سيدي محمد الهواري ان هذا الشيخ : ھو سيدنا الخضر عليه السلام.
وصاحب 10 من الشيوخ العارفين وورث أسرارهم .
وفتح عليه كما يقول صاحب سلوة الانفاس الفتح الاكبر سنة 1125هـ أي على عمر يناهز الثلاثين سنة وكان قبل الفتح تظهر على يديه كرامات وكشوفات …يقول عنه صاحب الإبريز”:كان له كرامات ومكاشفات كثيرة لا يمكن حصرها. كان يُعرِّف بأحوال الناس ويخبر بأحداث مستقبلية تقع لهم، كحالات الحمل ونوع الجنين في رحم أمه، ومسميات المولودين وما يقع بينهم في دورهم،وأنه كان يزور ويجالس من يحبهم من أصدقائه روحيا دون أن يعلموا بحضوره وكراماته قدس الله سره لا تنحصر،
وكان يقول كما ذكره صاحب “تيسير المواهب” رأيت الحبيب بْيعني= وشفيت من النظرا فداتو
من لا يراه خذوا عني=يتعرى وهو فحياتو
توفي سنة 1131هـ على سن تناهز 36 سنة ودفن بفاس وبنيت عليه قبة ودفن بجواره تلميذه صاحب كناب “الذهب الابريز في مناقب الشيخ سيدي عبد العزيز “الذي توفي سنة 1155هــ .
ومن اقواله رضي الله عنه كما ورد في كتاب الابريز:أن اسرار الأنبياء والأولياء وغيرهم كلها مأخودة من سره صلى الله عليه وسلم فإن له سرين احدهما في المشاهدة وهو الموهوب والاخر يحصل من هذا السر وهو المكسوب. وفي مشاهدته الشريفة تباينت الأسماء الحسنى وظهرت فيها أسرارها وأنوارها فيكون في ذاته الشريفة، نور البصر، ونور الرحمة، ونور الحلم ونور العلم …أما غيره من الملائكة والأنبياء والأولياء فنجدهم قد تفرق فيهم بعض ما في الذات الشريفة مع كون السَقْيِّ وصل إليهم من الذات الشريفة، فالأسرار الموجودة في ذواتهم إنشقت منه كما قال العارف إبن مشيش رضي الله عنه اللهم صل على من منه إنشقت الأسرار وانفلقت الأنوار أي أن أول ما خلق الله تعالى نور سيدنا محمد .انتهى
يقول صاحب الإبريز: وسألته رضي الله عنه عن كلام صاحب الإحياء في كتاب التفكر حيث قال: إن سيدنا جبريل أعلم من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.فقال لي رضي الله عنه: لوعاش سيدنا جبريل مائة ألف عام إلى مائة ألف عام إلى ما لا نهاية له ما أدرك ربعا من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من علمه بربه تعالى. وكيف يمكن أن يكون سيدنا جبريل أعلم ،وهو إنما خلق من نور النبي صلى الله عليه وسلم؟ فهو وجميع الملائكة بعض نوره صلى الله عليه وسلم، وجميعهم وجميع المخلوقات يستمدون المعرفة منه صلى الله عليه وسلم.
وأضاف رضي الله عنه: وسيدنا جبريل إنما خلق لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ونيس الذات الترابية الشريفة. فيما هو تحت سدرة المنتهى، أما ما هو فوق ذلك، فجبريل لا يطيق مشاهدته لقوة الأنوار.
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.