جبريل في ابريزسيدي عبدالعزيز

جبريل في ابريز الدباغ سيدي عبد العزيز

قال سيدي ابن مبارك المغربي في الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز الدباغ قدس الله سره : وسألته رضي الله عنه عن كلام صاحب الإحياء في كتاب التفكر حيث قال: إن سيدنا جبريل أعلم من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم. فقال لي رضي الله عنه: لو عاش سيدنا جبريل مائة ألف عام إلى مائة ألف عام إلى ما لا نهاية له ما أدرك ربعا من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من علمه بربه تعالى. وكيف يمكن أن يكون سيدنا جبريل أعلم وهو إنما خلق من نور النبي صلى الله عليه وسلم؟ فهو وجميع الملائكة بعض نوره صلى الله عليه وسلم، وجميعهم وجميع المخلوقات يستمدون المعرفة منه صلى الله عليه وسلم. وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم مع حببيه عز وجل حيث لا جبريل ولا غيره، واستمد صلى الله عليه وسلم من ربه تعالى إذ ذاك ما يليق بعطية الكريم وجلاله وعظمته مع حبيبه صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك بمدة مديدة جعل تعالى يخلق من نور الكريم جبريل وغيره من الملائكة عليهم الصلاة والسلام.                                                    قال رضي الله عنه: وجبريل وجميع الملائكة وجميع الأولياء أرباب الفتح وحتى الجن يعرفون أن سيدنا جبريل عليه السلام حصلت له مقامات في المعرفة وغيرها ببركة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لو عاش سيدنا جبريل عليه السلام طول عمره ولم يصحب سيد الوجود صلى الله عليه وسلم وسعى في تحصيلها وبذل المجهود والطاقة ما حصل له مقام واحد منها، فالنفع الذي حصل له من النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفه إلا هو ومن فتح الله عليه.                     قال رضي الله عنه: وسيدنا جبريل إنما خلق لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، وليكون من جملة حفظة ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم، وونيسه له، إذ هو صلى الله عليه وسلم سر الله من هذا الوجود، وجميع الموجودات تستمد منه، فيحتاج إلى مشاهدتها، وذاته الشريفة خلقت من تراب كذوات بني آدم فهي لا تألف إلا ما يشاكلها، فإذا شاهد ما لا يشاكله آنسه جبريل.                                                     ثم ذكر لنا رضي الله عنه أن صور الملائكة تفجع هذه الذوات وتدهشها لكونها على صورة لا تعرف مع كثرة الأيدي والأرجل والرؤوس والوجوه، وكونها على سعة عظيمة بحيث تملأ ما بين الخافقين. قال رضي الله عنه: ولا يعلم ذلك إلا من فتح عليه، فكان سيدنا جبريل ونيسه للذات الترابية الشريفة في أمثال هذه الأمور. وأما روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم فإنها لا تهاب شيئا من هذه الصور ولا من غيرها لأنها عارفة بالجميع.                                                     فقلت: ولم كانت الروح الشريفة لا تكفي في الونيسة؟ فقال رضي الله عنه: لأن الذات لا تشاهدها منفصلة عنها، والوحدانية لله تعالى وحده، لا يطيق الدوام عليها إلا ذاته تعالى ومن عداه شفع يحب الشفع ويميل إليه  قال رضي الله عنه: وسيدنا جبريل إنما كان ونيسه فيما تطيقه ذاته ويعرفه مما هو تحت سدرة المنتهى، أما ما هو فوق ذلك من الحجب السبعين والملائكة الذين فيها فإنه لم يكن ونيسه في ذلك، لأنه أي سيدنا جبريل عليه السلام لا يطيق مشاهدة ما فوق سدرة المنتهى لقوة الأنوار، ولهذا ذهب صلى الله عليه وسلم في قطع تلك الحجب وحده ولم يذهب معه جبريل عليه السلام، وطلب منه الذهاب معه فقال: لا أطيقه، وإنما تطيقه أنت الذي قواك الله عليه.    وتكلمت معه في أمر الوحي، وكيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم، وهل يتلقاه بواسطة جبريل كما هو ظاهر كثير من الأي أو لا؟ فأتى فيه بكلام لا تطيقه العقول فلا ينبغي كتبه، والله أعلم

حصل المقال على : 1٬025 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد