بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعلى”ومنهم من عاهد الله لئن ءاتنا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين “وهو قول ثعلبة بن حاطب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وما أخبر الله تعالى عنه أنه قال إن شاء الله فلو قال إن شاء الله لفعل قال تعالى في حقه :” فلما ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون”.
قالَ موسى عليه السلام ” سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرا “والصبر لا يكون الا على ما يشق عليه .ولم يصبر .فلو قدم الصبر على المشيئة كما هو دأب الامة المحمدية ربما صبر و لم يعترض قال تعالى ” وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدا إلا أن يشاء الله” فأخر الاستثناء، وموسى قدم الاستثناءً او ربما لم يدخل نفسه مع زمرة الصابرين فالله مع الصابرين في القران و ليس مع الصابر و السر في الثبات في البلاء بوجود المعية و لا ينجو الانسان بقوة إيمانه و في القران الكريم لا تجد الصابرين إلا و معيتهم مع الله : { واصبروا ان الله مع الصابرين} { والله مع الصابرين} {والله يحب الصابرين} من أجل ذلك ثبت سيدنا إسماعيل عند الابتلاء وطلب معية الصابرين{ قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين} فأثنى عليه الحق تعالى{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا}
قال تعالى حكيا عن سيدنا موسى”ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا ” باسم الفاعل “صابرا” ، واسم الفاعل يقتضي الخصوصية فالمسألة تخصه
و(الصابرين) كثيرون ومتفاوتون في الصبر هذا اكبر من هذا وهذا اقل ….لذا كتبت الصابرين بالالف المحدوفة
وهذه الصيغة : اسم الفاعل لم ترد الا مرتين. مرة في حق سيدنا موسى والثانية في حق سيدنا ايوب : إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ وما يدلك على الخصوصية قوله تعالى إنا وجدناه صابرا …ثم مدحه : نــــعــم العبد
وما يدلك كذلك على الخصوصية : اللقاء مع الخضر لم يحصل الا لسيدنا موسى
وما جرى لسيدنا ايوب من مرضه وقتل بناته لم يحصل الا له
فاقتضى الامر التعبير باسم الفاعل
والله اعلم
ابن المبارك