مقامات الاحسان
أدنى مقامات الإحسان المجاهدة ،وأعلاها المشاهدة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ،عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ،وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ: «مَا أَنْتَ يَا حَارِثُ بْنَ مَالِكٍ؟» ، قَالَ: مُؤْمِنٌ يَارَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مُؤْمِنٌ حَقًّا؟» قَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا، قَالَ: «فَإِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ؟» قَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي مِنَ الدُّنْيَا،وَأَسْهَرْتُ لِيَلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي حِينَ يُجَاءُ بِهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُؤْمِنٌ نُوِّرَ قَلْبُهُ»
سيدنا موسى عندما فاق من الصعقة أقر بأنه أول المؤمنين، مما رآه في تلك الصعقة ،لأن الايمان لا يتصور إلا بالرؤية ليصبح ايقانا . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لحارثة ”ما حقيقة إيمانك “قال ” كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا” فأثبت الرؤية الملازمة للإيمان الحقيقي ، وأقر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعرفة .وما عدا هذا فهو الإيمان المجازي فالإيمان بالغيب الحقيقي يلزمه اللحوق بالمشاهدة .وأعلى مقامات الإحسان المشاهدة.