مولاي عيسى ابن إدريس دفين آيت عتاب

أ- نسب مولاي عيسى ابن إدريس:
هو مولاي عيسى ابن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أي أنه أحد أبناء إدريس الثاني دفين فاس والمؤسس الحقيقي للدولة الإدريسية ، علما أن إدريس الثاني هذا قد خلف 12 ولدا هم كما رتبهم أبو عبيد البكري : محمد وأحمد وعبيد الله وعيسى وإدريس وجعفر وحمزة ويحي وعبد الله والقاسم وداود وعمر. وهي نفس الأسماء التي ذكرها ابن عدارى المراكشي وابن حزم وإن كان ابن حزم قد أضاف إليها ولدين آخرين هما الحسن والحسين ، في حين أن علي بن أبي زرع الفاسي وخالد الناصري ذكرا اسم علي عوض عبيد الله . وهناك من النسابة من أضاف اسمي عمران وإبراهيم إلى قائمة أسماء أبناء إدريس الثاني، وبعبارة أخرى فإن هناك إجماع المؤرخين الدين تناولوا الدولة الإدريسية على أن عيسى هو أحد أبناء إدريس الثاني

ب – حياة مولاي عيسى ابن إدريس:
ولد مولاي عيسى ابن إدريس في مدينة فاس عاصمة ملك والده ،وبها نشأ وترعرع وتعلم ، غير أن المصادر التاريخية التي تم الوقوف عليها لم تشر إلى تاريخ ولادته، ومع ذلك فإنه يرجح أنه من مواليد أواخر القرن الثاني الهجري، لأن والده إدريس الثاني ازداد سنة 177هجرية وتوفي سنة 213 هجرية. وعند وفاته كان عيسى ابن إدريس من بين إخوته الذين عينهم أخوهم الأكبر محمد بن إدريس الذي خلف والده ، بإشارة من جدته كنزة على أقاليم البلاد ، أي أنه كان عند وفاة والده في سن تسمح له بتقلد المسؤولية.أكثر من ذلك أنه ثار ضد أخيه بعد سنتين أو ثلاث سنوات على تعيينه،ولو كان صغير السن لبقي بدوره كباقي إخوته الصغار تحت كفالة أخيه محمد بفاس.

وكما هو الشأن بالنسبة لتاريخ الولاة فإن معظم المصادر التاريخية التي اهتمت بالدولة الإدريسية لم تشر إلى تاريخ وفاة مولاي عيسى ابن إدريس.ويحدد دانييل أوسطا ش اعتمادا دائما على المسكوكات المتبقية في عهد الأدارسة، تاريخ تلك الوفاة في عام 233 هجرية . وعن هذا الجانب أشارت جمعية تاريخ المغرب في إشارتها في نشرتها إلى أن عيسى ابن إدريس مات في سنة 233 هجرية ودفن بتادلة في آيت عتاب، فخلفه ابنه أحمد ،وقبره مشهور بآيت عتاب بالمكان المعروف بالسدات .

السلطان أبا الحسن المريني المعروف بالسلطان الأكحل هو الذي بنى على الولي الصالح مولاي عيسى ابن إدريس قبة فاخرة في نطاق العناية التي كانت توليها هذه الدولة للشرفاء. وعلى هذا الأساس يكون مولاي عيسى ابن إدريس عاش من بعد والده المتوفى عام 213 هجرية 20 سنة ، في حين تأخر عن أخيه محمد حوالي إثنى عشر سنة.

والجدير بالملاحظة أنه توجد إلى جوار قبر مولاي عيسى بن إدريس إلى يومنا هذا مجموعة من الأسر من حفدته يحمل عدد منهم اسم”الأزهري” نسبة إلى جدهم الأعلى مولاي إدريس الأزهر، وفي حوزتهم مجموعة من ظهائر الاحترام والتوقير المنعم بها عليهم من لدن عدد من ملوك الدولة السعدية وخاصة من طرف ملوك الدولة العلوية الشريفة،

ومن اشهر ابنائه سيدي عبد العزيز الدباغ وعبد العزيز بن إدريس،و سيدي علي بن إبراهيم دفين بني اعياط المتوفى في سنة 956 أو 957 للهجرة، قال عنه ابن عسكر صاحب دوحة الناشر”من مشاهير مشايخ الصوفية، اشتهر بالخير والصلاح، وظهرت عليه مخايل الولاية وشواهد الكرامة، وشهد له بالدراية ، وله مناقب مأثورة”

حصل المقال على : 1٬677 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد