بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحكم البياني في استخدام (إذا) بدلا عن (إن):قال تعالى (وما يغني عنه ماله إن تردى) بدل (وما يغني عنه ماله إذا تردى)؟
إذا في كلام العرب تستعمل:للمقطوع بحصوله كما في الآية: (إذا حضر أحدكم الموت) ولا بد أن يحضر الموت، (فإذا انسلخ الأشهر الحرم) ولا بد للأشهر الحرم من أن تنسلخ، وقوله تعالى: (وترى الشمس إذا طلعت) ولا بد للشمس من أن تطلع وكقوله: (فإذا قضيت الصلاة) ولا بد للصلاة أن تنقضي. وللكثير الحصول كما في قوله تعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة.) و(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)أي تفيد الحدوث الكثير.
وإذا جاءت (إذا) و(إن) في نفس الآية تدل (إذا) على الكثير و(إن) على الأقل كما في قوله تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم ءإذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد.) والآية “ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا)، فإقامة الصلاة أكثر حدوثا من الجنابة لذلك استعملت (إذا) مع إقامة الصلاة و(إن) مع الجنابة. والآية: فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن ما على المحصنات من العذاب).فالمحصنات أكثر من اللواتي يأتين بفاحشة مبينة. (إذا) وردت في القرآن الكريم في 362 موقعاً.
(إن) تستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل أو مشكوك فيه أو نادر أو مستحيل كما في قوله: (أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) الموقف هنا افتراضي، وقوله(وإن يروا كسفا من السماء ساقطا)لم يقع ولكنه احتمال. وقوله تعالى: (انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه) افتراضي واحتمال وقوعه.
منقول للفائدة.
… ذة ام ايمن تخصص علوم إسلامية