القيافة العـرفانية ”رسول من الله“
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين.
قال تعالى: ” وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ “[البقرة]
هو صلى الله عليه وسلم ”رسول من عند الله“ عند ظهور جسمه الشريف المرتبط بالمكان {مكة والمدينة} و بالزمان {زمان ظهوره} لأن أداة ”عند“ ظرف مكان ,وظرف زمان تقول رأيته عند المسجد الحرام و لقيته عند طلوع الشمس .أما عندية الحق تعالى فليست بظرف زمان ولا ظرف مكان فهي نسبية, ما هي أمر وجودي، والنسب أمور عدمية ثابتة الحكم معدومة العين. وهذه الصفة المشار اليها “رسول من عند الله” هي المعنية بقوله تعالى ”من يطع الرسول فقد أطاع الله“ ” استجيبوا لله وللرسول“ ” ءامنوا بالله ورسوله “ ”براءة من الله ورسوله“. الى غير ذلك من الآيات…
”رسول من الله“.
قال تعالى ” لمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً“ [ البينة]
” رسول من الله“ إشارة الى النبوة القديمة أول موجود قبل القبل قال تعالى” قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ “ وقال صلى الله عليه وسلم ” كنت نبيا وآدم بين الطين والجسد “.قال تعالى” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً “. ” يا أيها النبي إنا ارسلناك“ أي كان نبيا ثم جاءت الرسالة ولم يقل تعالى يا محمد انا ارسلناك
فله صلى الله عليه وسلم وجهة الى المخلوقات ”رسول من عند الله“ ” يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا“
ومن حيث هذه الوجهة فهو عبد محض مخلوق يسير تحث مقتضيات الاسماء الالهية يجوع ويعطش” قل انما انا بشر مثلكم“
ووجهة حقية موالية للألوهية ” رسول من الله“
فهو نور إلهي” قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين” النور هو نور النبوة والكتاب هو القرءان، “ اني لست كهيئتكم اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقين” كلكم من ادم وادم من تراب“ ولم يقل صلى الله عليه وسلم كلنا من ادم
هذا الموضوع سبق وان ذكرته في احد التنبيهات على علو مرتبة النبوة المحمدية، كررته وبالتكرار يقع الاستقرار
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه
ابن المبارك