بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر
هذا حديث حكم المحدثون بأنه حديث منكر وذهبوا إلى وضعه.
إليكم سند هذا الحديث من القرءان:
قال الله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين).
(نور وكتاب): الواو تقتضي المُغايرة، لهذا ف (النور) المذكور في الآية هو (النبوة) وليس المقصود به (القرءآن)، لأن ذلك يؤدي إلى تكرار لا فائدة منه. ويتبين من خلال هذه الآية الكريمة أن نور الله وكتابه المبين، صفتان لحقيقة واحدة، ولهذا قال تعالى (يهدي به) ولم يقل (يهدي بهما). وذكر النور قبل القرءان لأنه مخلوق ، والقرءان لم يظهر الا مع ظهور الهيكل المحمدي الشريف المولود من ام واب.
قال تعالى”َنحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ “ وإن كنت أنت يا محمد من قبله.
وليس في القرآن وقف واجب، فحيثما وقفت هناك معنى يجب التنقيب عنه.
فانتبه إلى هذه القبلية “هذا القرءان وإن كنت من قبله“.
فهو قبله في الظهور الشهادي لأن النبوة رحمة وجمال، اما القرءان ففيه الجلال والجمال.
والرحمة سبقت الغضب” رحمتي سبقت غضبي”
قال تعالى“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين“هذا يقتضي أنه صلى الله عليه وسلم وجد قبل العالمين.اذ لا فائدة من إرساله رحمة للعالمين،وهو لم يظهر إلامتأخرا عنهم ،وهذا يقتضي انه افضل العالمين وأعظم العالمين ،وأقرب العالمين من رب العالمين.
قال تعالى :إِنْ يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ﴿ سورة ص﴾ و”إذ ” تفيد الضرفية الزمانية والمكانية(حيث لازمان ولامكان) أي كان صلى الله عليه وسلم حاضرا بنبوتة وأوحي إليه أنه نذير مبين حين ” قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين“..
و”إلا أنما “،تفيد الحصر،فهونذير مبين وغيره نائب عنه في التبليغ ولله ذر القائل:
كل النبيين والرسل الكــرام أتــوا● نيابة عنه في تبليغ دعـواه
فهو الرسول إلى كل الخلائق فـي● كل العصور ونابت عنه أفواه
قال تعالى ” قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين“
أي “كُنت أول العابدين ولم يكن معي غيري”،إذ لو كان لله ولد لكنت أعرفه،ولم تكن لي الأوليه. فهو أول العابدين وأول المخلوقين.
قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) .. فهو صلى الله عليه وسلم (أول المسلمين)،
وهو صلى الله عليه وسلم (أول المُخاطَبين)،قال تعالى (اتْلُ عليهم نَبأ) (نَبّئهم أن الماء قسمة بينهم): نَبّئهم أنت يا محمد،وهذا في حق قوم صالح،ولا يُقال للغائب (نبّئهم)،ولايُقسَم بحياة المَيّت (لعمرك)، إذن هو (حضور باطني للنبوة المحمدية)،فكان مُخبراً عن الله بدون وسائط، فهو شاهد على الكون (إنا أرسلناك شاهداً) وحضور الشاهد واجب وإلا رُفِضت شهادته.
قال تعالى (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين): (إرتقب) بمعنى إنتظر وتوقّع حدوثه، ولا يُقال للغائب إرتقب،والقرءان كلام الله الازلي فهو صلى الله عليه وسلم مراقب للكون الالهي ،وبالتالي فحقيقته تقدمت على كل الخلائق.
(رسول من الله)(رسول من عند الله).
فهو (رسول من الله)(سورة البقرة) قبل القبل،
وبمَجيء المَلَك أصبح (رسول من عند الله)( البينة).
هذا نذير من النذر الأولى
اشارة الاشارة يشير الى سيدنا محمد صلة الله عليه وسلم
هو نذير من النذر الاولى
له الأولية في الإنذار والإخبار عن الله ، ولم يُرسل قبله رسول ولا نبي (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي)(باعتبار ما نافية) ، غيره “نُوّاب يُبلّغون عنه”.
قال تعالى “وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال آقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) فسماه رسولاً في تلك البسائط الأولى، لمن تقدّم من الأنبياء، إلى أن آن وقت بعثته. فزيدَ نبياً.
قال تعالى (يا أيها النبي إنا أرسلناك) ولم يقل تعالى (يا محمد إنا أرسلناك). أُخذ له الميثاق في تلك “الأزمنة الغابرة” و(المقامات الأحمدية الباطنة)، فمَجيئه تحقّق، وكل منهم آمن به وصدّق. فبلّغوا شريعته، وأقرّوا بحقيقته (قالوا أقررنا)، وشهدوا بعموم رسالته (قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).
قال الله تعالى ” ولو أن عندنا ذكراً من الأولين لكنا عباد الله المخلصين”: هؤلاء الملائكة لم يكن عندهم ذكراً من الأولين، فمن هم هؤلاء الاولين الذين كانت الملائكة تجهلهم؟
قال الله تعالى (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً): فكما لا تَصحّ الحياة بدون شمس وقمر،كذلك حقيقته هي سراج الكون ومَدَه،هي المُمدّة للوجود يستمد منها كل موجود، هي مصباح دائم النور، يَسْتَنير من الحق ويُنير الخلق، ولا ينقص منه شيئاً، ولذلك قال تعالى عنه ” سراجاً مُنيراً” قبل ظهور الجسم الشريف المولود من أم وأب.
قال تعالى ” هذا ذكر من معي وذكر من قبلي” . هذا، أي القرءان ذكره صلى الله عليه وسلم وذكرالانبياء الذي تقدم ظهورهم فشرائعهم فرع عن شريعته بحُكم الميثاق المأخوذ في عالم الشأنية الذي يقتضي وجود حقيقته المحمدية ، تُمِدّ بَرازيخ الوحي الأولية. وزيادة في التنويه به وإظهار فضله وعُلو قدره، لَم يُناديه إلا بصفاته: (يا أيها النبي) (يا أيها الرسول) (يا أيها المزمل) (يا أيها المدثر). ونادى سائر الأنبياء بأسمائهم: (يا إبراهيم أعرض عن هذا) (يا موسى أقبل ولا تخف) (يا عيسى إني مُتوفيك ورافعك إلي). وأمرنا بمُناداته بصفاته: “لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً” .
فهو السيد الأكبر المشهود له بالكمال، خليفة الرحمن، فلم يتحقق بالنبوة والرسالة إلا الموصوف بهما حقاً وحقيقة، وغيره من الانبياء نُوّابُه، وأوصيّاؤه ، من فَيْض نبوته استمدوا، ومن سراج رسالته إقتبسوا
وهو كائن قبل العالمين، وسيد العالمين. الخلائق كلهم تحت حُكمه: “آدم ومن سواه تحت لِوائي”، “والله لو كان موسى حياً ما وَسعه إلا أن يتّبعني”، “كنت نبياً وآدم بين الماء والطين” ، (كُنْتُ) وما زِلْتُ. فالرحمة صفة لا بد لوجود الموصوف بها، فلا غاية من وجود النبوة إلا بوجود مقتضاها.
أما ما وَرَد في السنة النبوية المطهرة فهو يَصُبّ في هذه المعاني، ويثير انتباه أصحابه وانتباهنا إلى هذه الحقيقة النورانية. قال صلى الله عليه وسلم “كنت نبياً وآدم منجدل في طينته”، والنبي مأخوذ من النّبأ وهو الخبر، فالمعنى أنه كان مُخبراً عن الله تعالى بدون وسائط. فحقيقة النبوة كانت موجودة قبل القبل، والقرآن ظهر ببعثته صلى الله عليه وسلم .
“أولُ ما خلق اللهُ نورُ نبيِّكَ يا جابرُ” (اورده العجلوني). قال قتادة: قال صلى الله عليه وسلم: “كُنْتُ أوَّلَ الأنْبِياءِ فِي الخَلْقِ، وآخِرَهُمْ فِي البَعْثِ” (اخرجه الطبري وابن سعد في الطبقات). قال صلى الله عليه وسلم: “كلكم من آدم، وآدم من تراب”، ولم يقل “كلنا من آدم”.
“إني عبدُ اللهِ في أمِّ الكتابِ وخاتمُ النبيينَ وإنَّ آدمَ منجدلٌ في طينتِه” (أخرجه أحمد)
وأخرج الحميدي في مسنده، وإبن المنذر في تفسيره، والبيهقي، عن مجاهد في قوله تعالى ” الذي يراك حين تقوم وتقلّبك في الساجدين” قال: “كان رسول الله يَرى مَن خَلْفه من الصفوف كما يَرى من بين يَديه”. فهو نور الله الذي يَشِعّ في كل الاتجاهات ولا تَحْجُبه جهةٌ أو ثوب أو حائط أو مسافة.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (بينما أخيط ثوباً في السحر، فوقعت الإبرة مني وانطفأ المصباح، إذ دخل عليّ رسول الله فالتقطت الإبرة من نور وجهه. فقلت: يا رسول الله ما أبهى وجهك، وما أنور طلعتك. فقال: “يا عائشة: الوَيْل لمن لم يَراني يوم القيامة”. فقلت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة؟ فقال: “البَخيلُ الذي إذا ذُكِرْت عنده ولم يُصلِّ عليَّ) (رواه ابو نعيم في الحلية وابن عساكر في مسنده).
“يَرى بالليل كما يَرى في النهار” (أخرج ابن عدي وابن عساكر، والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء”. وهذه الخَصيصة تعني أنه يَرى بنوره وليس بالضوء الحسّي الاعتيادي.
ومن الشواهد كذلك على (عظمة نوره): أنه في إسرائه ومعراجه لما بَلغ (سدرة المنتهى) قال له جبريل عليه السلام: “لا أقْدِرْ ولو خَطوت خطوة لإحْتَرقت”، وهذا يدل أن نوره من نور الله،، وبالتالي فله الأولية والأفضلية . وهذا الحديث وإن ضَعّفه علماء الرّسوم، فالقرءان الكريم يُثبت لنا أن جبريل عليه السلام لم يَتجاوز سدرة المنتهى بدليل قوله تعالى ” ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى” ولم يقُل (فدَنيا) بالمثنى.
وعن أبي بن كعب عن قوله تعالى “وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح”، قال رسول الله: “أنا أولهم، ثم نوح، ثم الأول فالأول” (أخرجه ابن عاصم، وإسناده حسن).
“من رآني فقد رآى الحق” (رواه البخاري)، والحديث يُعَنْون عن أفضليته على جميع الخلائق لأنه ليس ثَمّ من يذكر الله بمجرد نَظر الرّائي إليه إلا من أنزله الله منزلته، وأقامه مقامه، ومدحه بقوله “إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله”.
فالنور المحمدي أول مخلوق: “أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر”، فاسمع هذا الخطاب وكأنه موجه إليك وكُن (جابر) زمانك، ولا تكُن (تًيْمي العقل والفهم)، تُنكر أوّليته وترفُضها، ولا تُقرّ إلا بخَتْميته لأنها ظهرت بالبشرية. قال تعالى (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين): قراءتان: خاتَم (بفَتح التاء)، وخاتِم (بكسرها). والخاتم محيط بالأصبع من جميع الجوانب، وهو صلى الله عليه وسلم (خاتَم النبيئين) أي مُحيط بهم أولاً وآخراً. و(خاتِم) لأنه مُحيط بدائرة الوجود كذلك أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً. ف (خاتم النبيين) بمعنييها الضد: هو أوّلهم الذي فُتحت به النبوة (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)،”كنت نبياً وآدم منجدل في طينته”. وهو آخرهم الذي خُتمَت به النبوة فلا نبيّ بعده، إذ المختوم هو المًغْلَق من أوله وآخره، فالعرب تقول: (خَتَم زرعه يَخْتمُه خَتماً وخَتَم عليه: سَقاه أول سَقْية، وهو الخَتْم / لسان العرب). وهذه الصفة التي وصفه الحق تعالى بها مطلقة ودائمة، أزلاً وأبداً، لأن كلام الله سرمدي أبدي، فهم خاتم النبيين منذ أُخذ الميثاق له (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتاكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) الآية، فمنذ “كنت نبياً وآدم منجدل في طينته” وهو الخاتم، لأن الوجود بَدَأ مرتوقاً بنبوته، وفَتَقته رسالته وأظهرت ما يُريده الله.
فكُن شاربا بكأسين: كأس مملوءة من الوعاء الذي بَـثَّـهُ أبو هريرة، وكأس مملوءة من الوعاء الذي لو بَثّه قُطِعَ منه ذاك البُلْعوم. نَاظِراً بِعَيْنَيْنِ: عَيْنٌ إِلى الحَقِيقَةِ ترى أَنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ، وغير مُحْتاج لا للخلق ولا لعبادتهم، وكل الأمور بيده (إليه يُرجع الأمر كله). وعين إلى الشريعة، تُقِرّ أن لا قوة للخلائق على مُكافحة الجناب الأقدس والتلقي من الله تعالى بدون وساطة، فخَلَق أولاً النّسبة محمداً عبده ورسوله، واسطة بينه وبين خلقه، ثمّ خَلَق باقي الكائنات. أو عين تنظُر إلى بواطن الأمور، وعين إلى ظواهرها.
وليس من الغريب ان تجد وهابيا ينكر أوليته صلى الله عليه وسلم
بل الغريب ان تجد شيخ طريقة صوفية( الرفاعية) ينكر اوليته ويجهل رتبته ولا يقول الا بيتيم قريش وفقيرها ومع ذلك ينسب نفسه للتصوف ويترأس طريقة كان شيخها من الأقطاب من العيار الثقيل بل ينكر حتى تقبيل الرفاعي ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتب التصوف.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه