فَتْق العماء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
قال الشيخ الأكبر: (الرحيم) صفة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )،قال تعالى” بالمومنين رءوف رحيم”،وبه كمال الوجود، وبالرحيم تمت البسملة، وبتمامها تم العالم خلقاً وإبداعاً،وكان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مبتدأ وجود العالم عقلاً ونفساً..و(بسم) هو أبونا آدم (عليه السلام)..وذلك أن آدم (عليه السلام) هو حامل الأسماء،وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حامل معاني تلك الأسماء التي حملها آدم (عليه السلام)،وهي الكلم،قال (صلى الله عليه وسلم) “أوتيت جوامع الكلم”. فظهرت الثلاثة: (حق،ورجل،وإمرأة) إشارة أخرى إلى الأسماء الثلاثة في البسملة: (الله) للحق،و(الرحمن) للرجل لأن الله خلق آدم على صورة الرحمن،و(الرحيم) للمرأة صاحبة الرحم..
__ قال إبن عربي (أول ما خلق الله الهباء وأول ما ظهر فيه حقيقة محمد (صلى الله عليه وسلم) قبل سائر الحقائق. وإيضاح ذلك أن الله تبارك وتعالى لما أراد بدء ظهور العالم على حد ما سبق في علمه إنفعل العالم عن تلك الإرادة المقدسة بضرب من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية،فحدث الهباء وهو بمنزلة طرح البناء الجص ليفتتح فيه من الأشكال والصور ما شاء،وهذا هو أول موجود في العالم. ثم إنه تعالى تجلى بنوره إلى ذلك الهباء،والعالم كله فيه بالقوة،فقبل منه كل شيء في ذلك الهباء على حسب قربه من النور كقبول زوايا البيت نور السراج،فعلى حسب قربه من ذلك النور يشتد ضوؤه وقبوله،ولم يكن أحد أقرب إليه من حقيقة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)..فكان (صلى الله عليه وسلم) مبدأ ظهور العالم وأول موجود..)
__ قال سيدي علي الخواص: [ أول موجود ظهر في العماء حين الفتق هو الرحمة التي مظهرها الصورة المحمدية، والرحمة التي صدر الوجود عنها كما تستمد أيضاً من وجود سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)،فهو يستمد منها،وهي تُمدّه للسَبق عليه،فالوجود على الحقيقة من الله بوجود محمد (صلى الله عليه وسلم)،وإستمداد جميع العارفين من حقيقة محمد (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا والآخرة..ولا يخفى أن الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي هو الرحمة المذكورة،فكان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أول موجود ظهر بعد الماء،فكأنه (فَتَق العماء)..ومن حين وجوده مال مجموع الوجود إلى الظهور لأجل ظهوره بالرحمة،فبواسطته (صلى الله عليه وسلم) كان كون الوجود..]..
ذ رشيد موعشي