سر إفتتاح سورالقرءان بحرف الباء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه.
اشار السلف الصالح من فضلاء الصوفية،على أن سر القرءان في الفاتحة ، وسرهما في البسملة ،وسرهم في الباء،وسر الجميع في نقطة الباء. وكان الشيخ أبو مدين رحمه الله يقول: ما رأيت شيئا إلا رأيت الباء عليه مكتوبة ،وقال الشيخ الشبلي : أنا النقطة التي تحت الباء. الباء بحساب الجمل يساوي 2 ،وهو حرف ظلماني، وله وجهة الى الاعلى ” ب” (الوجهة الحقية) ووجهة الى الاسفل (حيث النقطة، الوجهة الخلقية) فوجهته الحقية تشير إلى تخلق،وتحقق نور النبوة ، بجميع الأسماء والصفات الإلهية، “ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله” فقل فيها إن شئت أنها اصبحت ربا ولم تنفك عنها العبودية ،ووجهتها الخلقية تشير الى إتصافها بصفات العبودية. ظهر بالوجهتين ليبلغ أنباء الطراف الحقي الى المخلوقات.
أما بسطا وكسرا فيساوي 13 وهوعدد جمل الصفة ” أحد” أحد= 13 ،
وهذا هو سر ابتداء جميع سورالقرءان بحرف الباء، حتى سورة براءة و التى لم تبدأ بالبسملة ،اول كلمة فيها بدأت بالباء”بـــــراءة” حرف الباء يبطن فيه سرالأحدية ،والاحدية هي اول مرتبة وجودية،فالوجود حسا ومعنى بدايته من هذا البساط السحقي المحقي،الذي لا تجلي به،وما “فوقه” الا الغيب المطمطم الخاص بالله .
اما الالف فيمثل الاحدية ظاهرا لهذا حذفت الالف من “بسم الله الرحمن الرحيم “لأن الباء نابت مناب الأحدية ولذا رسمت قائمة كالألف
والألف له من الاعداد الواحد وكما ان الواحد سار في جميع الاعداد فكذلك الالف سار في جميع الحروف والالف في اسم الجلالة الله يشير الى الاحدية
الباء هي ثاني الحروف الأبجدية ،وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،هوثاني موجود بعد الألوهية.
نزل القرءان غير منقوط،ولو بقي كذلك لما استطاع أحد أن يقرأه على الوجه المطلوب.فَنُقِّط بإلهام رباني ،وهذا من أسرار حذف ألف” لحافظون” ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” حذفت لينتقل الحفظ الى الانسان أي هذا من أسرار الخلافة التي أعطيت للإنسان” إني جاعل في الارض خليفة” فبالنقطة يُسِّر القرءان للتلاوة ،والذكر،والحفظ ” فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بهِ ٱلۡمُتَّقِينَ” ” فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ“الاولى للمومنين والثانية عامة للخلائق اجمعين
فالنبوة المحمدية واسطة بين الرب والمربوب، خليفة الله ظاهرا وباطنا ،أولا وآخرا. حسا ومعنى
يقول ابن عربي في الباب446 : فكان القرءآن خلقه فمن أراد أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم يدركه من أمته فلينظرإلى القرءآن، فلا فرق بين النظر إليه وبين النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأن القرءآن أنشأ صورة جسدية يقال لها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. والقرءآن كلام الله ،والكلام صفة المتكلم : فكان محمد صفة الحق تعالى بجملته…فكأن محمدا صلى الله عليه وسلم ما فُقد من الدارالدنيا لأنه صورة القرءآن العظيم انتهى.
وحقيقته صلى الله عليه وسلم والتي هي الروح الكلية ما تزال حاضرة في الكون الإلهي. قال تعالى “يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّرا وَنَذِيراً“وحضور الشاهد واجب. قال المرسي قدس الله سره :مند أربعين سنة ما حجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين، ولو حجب عني ما عددت نفسي من المسلمين.
وهذه الخصوصية ليست حكرا على المرسي انفرد بها لوحده، إنما هي للقطب الغوث في كل زمان ،مند جلوسه على كرسي القطبانية، لا تقع بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حجابية قطعا ،فأينما انتقلت النبوة من حضرة الغيب ،ومن حضرة الشهادة ،إلا وبصيرة القطب لا تفارقها،لا يحتجب عنه لحظة من اللحظات.
وخلاصة القول أن سورالقرءان، افتتحت بحرف الباء، لبطون الصفة الأحدية فيه، وسورة براءة هي الوحيدة التي لم تبدأ بالبسملة .فالباء نابت مناب البسملة (في باطن الأمور): لقد تبرأ الله ورسوله من المشركين ولو وردت البسملة في أول السورة لكانت بمثابة الرحمة، وهذا لايتطابق مع بداية السورة.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه
محمد بن المبارك