القطب ابو العباس السبتي
بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
الولي الصالح القطب ابو العباس السبتي
هو الولي الصالح ابو العباس السبتي المشهور ب : سيدي بلعباس : احمد بن جعفر الخزرجي. مولده بسبتة عام اربعة و عشرين و خمسمائة, نزل مراكش و بها دفن عام احد و ستمائة و ذلك يوم الاثنين الثالث من جمادى الاخرة و دفن بباب تاغزوت. و شيخه هو ابو عبد الله صاحب الشيخ الفقيه ابي الفضل عياض بن موسى اليحصبي.
وكان ابو العباس جميل الصورة ابيض اللون و حسن الثياب , فصيح اللسان و قديرا على الكلام, حليما و صبورا , يُحسن لمن يُؤديه و يحلم عمن يسفه عليه , رحيما عطوفا على الفقراء المساكين المحتاجين و الارامل, يجلس حيث امكنه الجلوس من الاسواق و الطرق و يحض دائما على الصدقة فتنثال عليه الصدقات فيفرقها على المساكين ثم ينصرف.
و بالجملة كما ذكره احمد توفيق في تحقيقه لكتاب التشوف إلى رجال التصوف هو رجل لا كالرجال هو من أهل التصوف , قطب من الاقطاب و شانه من عجائب الزمان فقد اعطي علما خاصا و اتقنه كل الاتقان لا يناظره احد إلا افحمه و سانقل بعون الله من اخباره المعروفة بالكتب و غيرها ما تقضي به العجب و بالله استعين :
جاء بعض السلاطين لابي العباس و هو راكب فقال له كلاما مفاده : إلى متى تشير و لا تصرح لنا عن الطريق. فقال له : هو الاحسان . فقال له : بين لنا . فقال له سيدي ابو العباس السبتي : كل ما أردت أن يفعله معك , فافعله مع
عبيده
حزب ابو العباس السبتي:
اللهم افضلت فعم إفضالك, وانعمت فتم نوالك, وغفرت الذنوب فتكامل احسانك,وسترت العيوب فتواصل غفرانك. اللهم لك الحمد على عقل ثقفته ,ولك الحمد على فهم وفقته,ولك الحمد
على توفيق هديته,جل جلالك وتعالى ,وانهل جودك وتوالى وجرى رزقك حلالا,سبحانك اكراما وإجلالا ,وتعاليت في
دنوك, وتقربت في علوك ,فلا يدركك وهم, ولا يحيط بك فهم ,وتنزهت في أحديتك عن بداية ,وتعاظمت في ألوهيتك
عن نهاية,انت الواحد لا من عدد, الباقي بعد الابد,لك خضع من ركع, كما ذل من سجد” بسم الله الرحمان الرحيم قل هو الله أحد, الله الصمد,لم يلد ولم يولد,ولم يكن له كفؤا أحد” . اللهم كيف يحيط بك علم وانت خلقته,ام كيف يدركك بصر
وانت شققته,ام كيف يدنو منك فكر وفقته,ام كيف يشكرك لسان وانت انطقته. اذا تلمحت البصائر عادت بقدرة سلطانك كليلة,وإذا تجمعت عظائم الجرائم كانت في جانب غفرانك قليلة,سبقت السبق فانت الاول, وخلقت الخلق فعليك المعول, ووعدت اذ جدت يا خير من تطول. عجبا للقلوب كيف استمرت على الانس بسواك,والارواح كيف شكرت من لا يقدر على شيء لولاك, والانفس سكرت عن شراب جدواك, والاكف كيف جمعت وقد استقرضتها ,هلا جادت بذاك. كيف يناجيك في الصلوات من يعصيك في الخلوات , ام كيف يدعوك للملمات, من ينساك عند الشهوات. الاهي كيف خاطبت
الانسان وقد قلت هل من سائل ,وكيف كفت الاكف وسيلان الجود سائل,وكيف سها عن خطابك من لا تعظه ا
وكيف يباع ما يبقى بما يفنى و إنما هي أيام قلائل, يا روح القلوب أين طلابك؟ يا رب الارباب أين أحبابك ؟ يا نور السماوات والارض أين قصادك؟ يا مسبب الآسباب اين عبادك؟ من الذي عاملك بلبه فلم يربح, ومن الذي جاءك بكرب فلم يفرح, اي صدرعن بابك الكريم لم يشرح,ومن الذي لاذ بجنابك العالي فاشتهى أن يبرح , وإذا القلوب مالت الى غيرك كما ارادت , ونفوس تحب الراحة هلآ طلبت منك واستفادت, وزعماء سعت إلى مرضاتك من الذي ردها فعادت,هلآ تنقصت أموال استقرضتها لآ وحقك بل زادت, سبقت اقدارك فبطلت الحيل, وجرى مقدارك فلم ينفع الآمل بل العمل,وتقدمت محبتك لآقوام قبل خلقهم في الآزل, وغضبت عن أقوام فلم ينفع مطيعهم ما فعل,فلا حول عن عصيانك إلا بارادتك ولا قوة عن طاعتك إلا باعانتك ,ولا منجى ولا ملجأ منك إلا اليك, ولا خير يرجى الا في يديك. يا من بيده القلوب اصلح قلوبنا, يامن في حلمه الذنوب اغفر ذنوبنا, يا مصلح الاسرار عف اسرارنا, يا مزيح الاكدار صف اكدارنا. قد اتيناك طالبين,فلا تردنا خائبين,وجئناك تائبين فاجعلنا برضاك امنين, وحضرنا ببابك سائلين فلا تجعلنا الى غيرك مائلين,واصلح كل قلب قسي منا فعسى ان يلين,واسلك بنا منهاج المتقين ولا تجعلنا ممن يعاهد على التوبة ويكذب ويمين,وانقلنا من اهل الشمال الى اهل اليمين, برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما