قال تعالى في سورة الاسراء: لَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَ فَأَبَىٰۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُور
وفي سورة الكهف: وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلࣲۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَكۡثَرَ شَیۡء جَدَلا﴾
في الإسراء قدم (للناس) وآخر (في هذا القرءان) وفي الكهف … قدم في هذا القرءان وآخر للناس
ما السر قي ذلك؟
مدارسة لابناء المعهد الفاطمي لهذا السؤال …
ونذكر المداخلات حسب ترتيبها
==================
ابن المبارك
ربما بجب التنقيب على الفرق بين ضربنا وصرفنا
وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَل وَلَىِٕن جِئۡتَهُم بِـَٔایَةࣲ لَّیَقُولَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ سورة الروم
وفي سورة الزمر:وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَل لَّعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ
تدخل سي سعد عبد الرفيع
إذا سمحتم سيدي ، بخصوص التقديم في سورة الإسراء هو يخص الحياة الدنيا (تدعوهم الآية) لإقتداء بسيد الأولين و الآخرين صلى الله عليه وسلم ( لقد كان في رسول الله إسوة لمن كان يرجو الله) فأبى أكثر الناس (أعرضو) إلا كفور (معنى الجحود) و قالو لن نومن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا .
أما بخصوص الآية في سورة الكهف فهي تخص الآخرة (و راءا المجرمون النار) و قد الجاءهم القرآن فيه من كل مثل. و كان الإنسان أكثر شيئ جدلا (المراء) يحاولون إيجاد تفاسير لعملهم في الحياة الدنيا. هذا ما فهمت و منكم نتزود سيدي
================
سي المهدي :
في الاسراء : ولقد صرفنا للناس في هدا القران … من موعظة وتخويف ووعد ووعيد وتشريع واحكام وبيان للدين وسلوك للعيش بأمان وضمان للاخرة …..وما زاد اكثرهم ذلك الا كفورا.
في الكهف : ولقد صرفنا في هدا القرأن للناس….. من حكمة واعجاز علمي وحجة وبرهان ومعجزة وعلم يدرك واخر لايدرك وتوحيد ……. ومازاد الناس الا كثرة الجدال والجحود في هدا القرأن وهم لا معرفة لهم…..
الاولى تتكلم على الرحمة والهدى واللطف وسبل العيش المطمئن الدي من به الله على الانسان ولم ينتبه له الانسان لانه قليل العلم وقليل العفة… والثانية تتكلم على الحجج والبراهين والعلم والقدرة في الخلق الخارقة لله تعالى ومعجزات وبرزخية ووساطة رسوله .. وما كان من الانسان الا الجدال والجحود لانه قليل المعرفة
==================
مداخلة سي اسامة
في سورة الإسراء (ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل) قدم للناس في هذه الآية كون الخطاب موجه للناس جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم اذ الآية تابعة لما سبقها ( قل لئن اجتمعت الانس والجن )
جاءت الآية في سياق ضرب المثل من النبي صلى الله عليه للناس حين بعث بينهم وضرب لهم الامثال وهم سألوه عن الروح و أجاب لذا اقترنت الآية بالكفر كما جاء بعدها( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) فقد سمعوا من الرسول حين ناقشوه و خالفوه وأصروا وزادوا في جحادهم ونقاشهم له بل واشترطوا ( قالوا لن نومن لك حتى)
– في سورة الكهف ( ولقد صرفنا في هذا القرءآن للناس من كل مثل) تقدم القرآن لأن الآية مثل في سياق الآيات التي قبلها والخطاب موجه من الله عز وجل من قوله تعالى(قلنا للملئكة اسجدوا ) ضربا للمثل للناس بما سبق من آيات وبالناس ( كان الانسن أكثر شيء جدلا) لعلهم يهتدون ويتبعون الرسل
صرفنا معنى شامل للظاهرالأمثال وقصص الأولين و الاحكام الشرعية وغيرها وشامل للباطن العلوم اللدنية ففي الآيتين اقترن ب( من كل مثل)
منكم نتعلم جزاكم الله خيرا
===========================
سي امين :
اظن ان ذلك راجع الى الحقبة التي نزلت فيها كل اية منهما
في سورة الكهف التي نزلت بعد سورة الاسراء اصبح الاسلام و الدعوة اليه اكتر اقامة و تحقق ( القران من وسائل و رموز و معجزة الدعوة المحمدية) لذلك تصدر الناس في الاية و مايدل على ذلك والله اعلم كلمة جدال لان الجدال الذي يكون مع الغير في مسالة ما
على عكس الكفر اي الجحود و العناد الذي عاشته الدعوةً في اولها من كفار قريش
….============================
سي عبد الكريم
ساسوق خلاصة ما توصلتُ اليه…مع التذكير ان هذا الصنف من الأسئلة الغارقة في الرقة ،يلزمها وقت ليكتمل الفهم و يتحقق الفتح او حتى استجماع التعبير عنها بالعبارة …ما شي سهل..و إذا كان السؤال من استاذنا مولاي ابن المبارك فهنا تصير الرقة أعمق و الجواب اصعب..لكن ما لا يترك كله لا يترك جله ..نتلاقح بما يفتح الله تعالى و نبيه مولانا محمد صلى الله عليه و سلم
…..
*قُل لَّىِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰۤ أَن یَأۡتُوا۟ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا یَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡض ظَهِیر ا﴾ وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَل فَأَبَىٰۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورا*.. الاسراء..
-تقدم الناس على القرآن : السياق في الآية و التي قبلها سياق محاججة اي إقامة للحجة على الناس..على انس و و الجن ..خاصة منهم الكفار (فَأَبَىٰۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورا)…و من ابلغ اساليب الحوار العقائدي في المناظرات تقديم : المُحاجِج في الخطاب قبل ذكر الحُجة وهي هنا القران ..وفيه نوع افساح مجال للمحاجج ليرجع لتقييم لنفسه ان اراد الرجوع أو الإمعان في اثبات تهافته ان اختار المضي ،نظير ذلك ما جرى بين سيدنا موسى و السحرة ( فَلَمَّا جَاۤءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰۤ أَلۡقُوا۟ مَاۤ أَنتُم مُّلۡقُونَ فَلَمَّاۤ أَلۡقَوۡا۟ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَیُبۡطِلُهُۥۤ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ﴾. [يونس 80-81….افسح لهم المجال بتقديم ما لديهم ثم ابطل ذلك كله.
—-
*وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَل وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَكۡثَرَ شَیۡء جَدَلا﴾*[الكهف ٥٤]..
تقديم القرآن على الناس لامرين : 1 تقديم اقتضاه عموم كون *الجدل* جبلة و تكوينا فطريا في الإنسان ..الناس مختلفون ..هذا انسان طبعه الجدال ليفهم و هذا مجادل لا يريد الحق بل يشاغب و يعاند..فتقدم ذكر القرآن ليشمل كلا و طبيعته من هؤلاء الناس..
2اشارة تنبيه و تعظيم للقران ليكون محلا للرجوع اليه من قبل الناس
=========================
سي سعد
اساهم في الإجابة.
الأولى سبق الناس القران والثانية سبق القران الناس.
الاولى تتكلم عن القران الكتاب المنزل. نزل في زمن البعثة. نزل للناس فكان منهم مؤمن وكافر.
الثانية تتكلم عن القرآن الدستور الكوني كان قبل القبل سطر الله فيه كل ما كان ويكون من الأقدار وكله مسطر في القران ولكن البشر يحبون الجدال في الاقدار.
========================
ابن المبارك
في سورة الاسراء ” لَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلࣲ فَأَبَىٰۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُور ا
سبقت كلمة الناس تشير إلى كل ما وجده الشخص من آيات الله في الكون كدوران الشمس ودوران الأرض والدقة المحكمة في سير الكون الإلهي منذ الآلاف السنين دون أي خلل ومع ذلك فالإنسان ينسبه للطبيعة ولا يومن بخالق واحد لهذا الكون
وكذلك الأنبياء والرسل السابقين ارسله الله بالمعجزات وكفر الناس بهم
قال تعالى : ان مثل عيسى ابن مريم…
وعبر عنه بالمثل
وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى في حقه
فلياتوا بمثله
فهي أمثلة واضحة في الكون الإلهي تعنون عن الخالق.
أمثلة كونية و نبوية
لذا قال صرفنا للناس…فابى أكثر الناس..
وليس كل الناس كافرين بهذه الامثلة
وفي سورة الكهف” وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَل وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَكۡثَرَ شَیۡءجَدَلا﴾
قدم القرءان إذ في القرءان آيات ظهرت وآيات لم تظهر .
ففي زمن ما.. قال كوبرنيك بدوران الأرض وجادلته الكنيسة واتهمته بالكفر
وقوله تعالى :مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان.
هي مثل صرف للناس لم يعرف إلا مؤخرا حقيقته ..راجع شراح القرءان وكيف كان جدلهم وتدبرهم للاية..
وقوله تعالى.ثم نكسوى العظام لحما. هذه كذلك صرفت في القرءان للناس ولم يعثر على حقيقتها إلا قبل قرن.
لذا في هذه الآية لم تختم بالكفر بل بالجدل وعمت كل البشر فقال تعالى وكان الانسان أكثر شيء جدلا.
الانسان عامة.وفي الأولى فأبى أكثر الناس.
فتقدم ذكر الناس في ما وجده من أدلة أمامه
وتأخر ذكرهم في كل ما هو مخبوء عنه.
فالايتان شملتا الماضي والمستقبل ما ظهر وما بطن
والله اعلم.
مثال : مرج البحرين….
كأن مضمونة في تقديم القرءان “صرفنا في هذا القرءان”… كانت باطنة
بعد معرفتها اصبحت معروفة ونتقلت الى” صرفنا للناس في هذا القرءان
=================
سي رشيد
فعلا سيدي، فعندما طرحتم السؤال أخذت أقلب في رأسي عدة أجوبة وتخريجات وتأويلات، فلم ترضي قلبي، فتوقفت عن الإدلاء بما لا أرتاح له..
غير أن جوابا واحدا كان أقرب عندي من الجميع وهو:
_ في آية (الإسراء) تقدم ذكر الناس، لأن سبب رفضهم للقرآن وأمثاله هو ما جبلوا عليه من الإنكار لعدم الإستعداد والتوفيق والعناية الأزليين..فهي مرتبطة ب(الماضي)
_ وفي آية (الكهف) تأخر ذكر الناس، لأن سبب الإنكار هو ما إكتسبوه من أفكار ومعارف وحجج، وظفوها لإثارة الإشكالات والفتن في فهم آيات الله وأمثاله.. فهي مرتبطة ب(الحاضر والمستقبل)..
جزاكم الله عنا سيدي خير الجزاء
==================
الرجراجي
قال تعالى في سورة الاسراء
لَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلࣲ
وفي سورة الكهف
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَل وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَكۡثَرَ شَیۡءجَدَلا﴾
في سورة الإسراء قدم (للناس) وآخر (في هذا القرءان)
أما في سورة الكهف فقدم (في هذا القرءان) وآخر(للناس)
ترى ما هي الأسرار التى وراء هذا التقديم والتأخير ؟؟؟
هل لذلك علاقة بالتزامن
فقدم للناس أخر القرآن لعدم ظهورالقران كاملا للناس فلم يتقبل و أكثرهم كفر و اتمم الاية ب فَأَبَىٰۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورࣰا و قال اكثر الناس == يمكن من كانوا حاضرين سماعه و نزوله
و أخر للناس و قدم القرآن لأنه اكتمل و أصبح موضع جدل حيث اتمم الآية بالإنسان(محذوفة الالف) و ليس الناس بمعنى البشرية جمعاء منذ اتمام النبي القران و الرسالة الى يوم الدين
و الله اعلم