بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للإسلام والإيمان ويسر لنا معرفة الحقائق ومقام الاحسان،وأكرمنا بالياقوت و اللؤلؤ والمرجان، من خبايا القرءآن، وفتح اقفال قلوبنا وعقولنا ،وقوى ادراكنا ،وأصلح لنا المقال والحال.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و مولانا محمد شمس الوجود وقمره قضاء الله وقدره ،هيولى الظهور ومصدره، بصيرة الكون وبصره وعلى اله وصحبه وسلم.
هذه بعض الاشارات الى نعت (خصيم )الذي ورد في الايات التالية:
– في سورة النحل الآية 4 : قال تعالى” خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ”
– في سورة يس الآية 77: قال تعالى “أولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين “
خصيم على وزن فعيل ،صيغة مبالغة ،وهو الشديد الجحاد والجدال الكثير النقاش ،يخاصم وينكر لا ليصل الى حل، وفهم ،بل لغلبة رأيه ،وتعصبا لمذهبه. يخاصم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والرسل والأنبياء عليهم السلام والأولياء ، في كل زمان و ينكر عليهم ما جاءوا به من الحق.
خصيم للفطرة التي فطر عليها ،خصيم للأسماء الإلهية ومقتضياتها أي يخاصم قضاء الله وقدره ( دون أن يعلم) فهو يخاصم اسم الرزاق اذا قل رزقه ويخاصم الشافي اذا طال مرضه، قال تعالى ” فأما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى اكرمن ،وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى اهانن”
– في سورة يس جاءت خصيم نعت لمن يخاصم والعياذ بالله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بعتته فالاية قبل خصيم ” فلا يحزنك قولهم ” و بعده ” قل يحييها ” خطاب لسيد نا محمد صلى الله عليه وسلم
اما قوله تعالى ” لا تكن للخائنين خصيما ” فهي تنزيه له صلى الله عليه وسلم وتشريعا لنا .وكل خصيم لنبي الله، ولأيات الله ،ولرسل الله ولأولياء الله وللمومنين المحقين ( كأصحاب المذاهب الأربعة أو اصحاب الحديث …فهو من الخائنين
أول خصيم هوابليس اللعين الرجيم الذي ابى السجود ،واستكبر
وأول خصيم من بني آدم هو أول من قتل نفسا بشرية ولم يقبل بقضاء الله
ثم ياتي بعده الكفار والمشركون والدهريون والنافون للبعث والفلاسفة المنكرون علم الله بالجزئيات .وأصحاب وحدة الوجود….
خلق الانسان من نطفة حقيرة،لاترى بالعين المجردة ، وغذاه الحق تعالى، ونماه ، وقوى بدنه ،وعلمه ،”فإذا هوخصيم مبين” ظاهر الخصام ،غير معترف بنعم الله ، فهذه اعظم خيانة.
اللهم اجرنا واهلنا واحبابنا ،والمسلمين والمسلمات،المومنين والمومنات من الخصام وأهله. .
أبـــــــو أســــامة