خاتم النبيئين هوأولهم،وآخرهم.

 خاتم النبيئين هو أولهم،وآخرهم.

قال تعالى “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين“. ف”خاتم النبيئين” بمعنييّها الضد،أي آخر النبيئين وأول النبيئين،إذ المختوم هو المغلق من أوله وآخر. “خاتم النبيئين”هو أولهم  الذي فتحت به النبوة “قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين “.”كنت نبيا وآدم  منجدل في طينته”.” أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر”. كما تعني آخرهم ،أي أنه النبي الذي ختمت به النبوات،فلا نبي بعده. ؟. ورد في لسان العرب : خَتَم زَرْعَهُ يَخْتِمُه خَتْماً وخَتَم عليه: سقاه أَولَ سَقْيَةٍ، وهو الخَتْم.      يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي : سمي صلى الله عليه وسلم بالخاتم : لأنه خاتمه على خزانة كنـز الوجود .وسمي بالفاتح لأن مفتاح الكنـز الأزلي به فتح وبه ختم ،ولايعرف ما في الكنز،إلا بالخاتم الذي هو المفتاح، فحصل العرفان بالفيض الخفي على لسان الحبيب ، ولذلك سمي الخاتِم حبيب الله ، لأن أثر الختم على كنز الملك ،صورة الحب لما في الكنز.انتهى.

فخاتمه على خزانة كنز الوجود،أولا وأخرا،ظاهرا وباطنا،به فتح وبه ختم. والخاتم محيط بالأصبع من جميع الجوانب ،وهو صلى الله عليه  خاتم النبئين ،أي محيط  بهم أولا وأخرا ومحيط  بدائرة الوجود كذلك، أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. فهو الخاتم لأن الوجود كان مرتوقا بنبوته،ففتق برسالته،وهو ما عبر عنه الشيخ الكتاني رحمه الله ( المتأحد في عين الكثرة والمتكثر في عين الوحدة). فكانت للحقيقة المحمدية الختمية في مقام الوحدة،والختمية في مقام الكثرة .فظن بعضهم أنها وحدة الوجود ،وقال العارفون بل شهود سريان حقيقته في الوجود ،من أول الوجود.

يقول الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني أن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد نبيا ” …ومن حين خرج صلى الله عليه الى عالم الشهادة، خرج مع ثبوت النبوة له ،مع كمون الرسالة في حقيقته، إلى أن يأتي وقت الظهور بها، وإلا لم يبلغ مع كونه عالما بها وبكل ما تحتوي عليه … بل النبوة والرسالة كانتا حاصلتين له في تلك المدة أعني قبل نزول الملك …فإن القرءان كان مقرؤا وثابتا عنده في مدة الأربعين كما كان قبلها بشاهد “وإنك لتلقى القرءان من لدن حكيم عليم”…فالوحي، من لوح أحمديته يقرأ،وعلى محمديته يتلى .أما النبوة فلقوله “كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد “وأما الرسالة فلقول التنزيل “وإذ أخد الله ميثاق النبئين لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول …”فسماه رسولا في تلك القرون والأزمنة .تأمل فلنفسه، ولمن تقدم من الأنبياء والرسل، الى أن آن وقت ظهوره …”انتهى{ كتاب الديوانة بالتصرف}.

حصل المقال على : 1٬958 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد