بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى ءاله وصحبه.
يقول الشيخ أحمد السرهندي :
الحقيقة المحمّدية:هي التّعين الإمكاني النّوري .
الحقيقة المحمّدية :هي التّعين الأوّل الذي هو حضرة الإجمال ، والمسمى بالوحدة .
الحقيقة المحمّدية :هي الجامعة لجميع الحقائق ، ويقال لها : حقيقة الحقائق،وحقائق الآخرين كالأجزاء لها .اهـــ.
قلت : قال الشيخ الحقيقة المحمدية هي التعين الأول ،أي اول موجود اوجده الله تعالى وسماه الإمكاني لكي يشير الى أنها مخلوقة ،والواجب الوجود هو الله تعالى.وقال النوري لقوله صلى الله عليه وسلم “أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر” ،وهي حضرة الإجمال ، فالكون كان مرتوقا في محمديته اي في وجود علمي ،وهو ما أشار إليه الشيخ الكتاني في صلا ة المتردي بقوله :المتأحد في عين الكثرة والمتكثر في عين الوحدة”. وباصطحاب النبوة والرسالة، ظهرالفتق التفصيلي التدريجي، الذي ربما ينتهي بدخول أهل الجنة، الجنة ،وأهل النار ،النار.وبطبيعة الحال فهي الجامعة لجميع الحقائق ،و أول من سماها حقيقة الحقائق الكلية. ابن عربي في فتوحاته:
أما قوله : “وحقيقة الآخرين كالأجزاء لها” وبكاف التشبيه، ولم يقل جزء منها، اذ هذه الحقيقة لا تجزأ. فحقيقة الاخرين فرع عنها .
قال الشيخ أحمد السرهندي :
اعلم أن الشريعة والحقيقة متحدتان في الحقيقة، ولا تغاير بينهما ولا فرق إلا بالإجمال والتـفصيل ،فالـشريعة إجـمال والحـقيقة تـفصيل،وبالإستـدلال والكـشف. فالشريعة استـدلال والحـقيقة كـشف وبالغيب والشهادة ،فالشريعة شهادة والحقيقة غيب ،وبالتعمل وعدم التعمل ،فالشريعة تعمل وتكلفة، والحقيقة لا تعـمّل فـيها ولا تكلّف فالأحكام والعـلوم التي ثـبتت وتبينت بموجب الشريعة الغـراء التي تبين بعينها بعد التحقق بحقيقة حق اليقين وتكشف بالتفصيل وتظهر من الغيب إلى الشهادة ويرتـفع تمحل العمل من البيـن .اهـــ.
قلــــت: الشريعة بنت الحقيقة ،والشريعة من جملة الحقائق ،فالشريعة إجمال عند المحققين ، وكذلك عند أصحاب الظاهر،أي علماء الرسوم قال تعالى:” اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا”.والتفصيل هو ما جاءت به السنة وجاء به اجتهاد العلماء.
ولا تناقض بين الشريعة والحقيقة” سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا”.
والحقيقة إجمال،عند أصحاب مقام الإحسان،وتفصيل كذلك،لأن كل عارف يأخذ نصيبه من الحقائق حسب مراد الله ،وحسب تجليات عصره، ولايأخذ كل الحقائق “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”وجاءت (من) التبعيضية، وتبعها التقليل.وكلمة علم تشمل جميع العلوم الدينية،والدنيوية،واللدنية.فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي عنده إجمال الحقائق ،وهو الذي يقسمها على العارفين ،كل وقامته المعرفية،ومقامه العرفاني.” الله المعطي وأنا قاسم”.
والشريعة شهادة ،اذ هي للجميع،والحقيقة غيب ،وهي للخاصة،والوصول إلى بواطن الامور يتطلب الاستعداد والاجتهاد “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا” والبحث عن شيخ الاستمداد ،فلا وصول لمن ليس معه محصول .شيخ عارف يأخذ بيدك ويزقك المعارف تدريجيا،شيخ مأذون له ،ومن لا إذن له لا وصول له ،وإن قضيت معه عمرك كله. فحذار ان تتبع دابة بدون رأس، أي مدع المعرفة ومتطفل على المقامات.
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه.
ابن المبارك
// ترجمة الشيخ://
هو الإمام أحمد بن عبد الواحد السرهندي، الفاروقي والذي تنتهي سلسلة نسبه إلى أمير المؤمنين عمر الفاروق، وينسب إليه أحياناً فيقال: الإمام أحمد الفاروقي. والإمام السرهندي من أئمة القرن العاشر الهجري، ولد في مدينة (سرهند) بالهند سنة 971هـ، وتوفي سنة 1034هـ، وكانت له جهود دؤوبة في نشر السنة وقمع البدعة.
نشأته: نشأ في حجر والده فتعلم منه مبادى كتب العرب وحفظ القرآن الكريم في صغره وحفظ عدة من المتون في أنواع العلوم. ثم رحل إلى سيالكوت وقرأ هناك على كمال الدين الكشميري وهو أستاذ عبد الحكيم السيالكوتي بعض كتب المعقولات. وأخذ الحديث عن يعقوب الكشميري الصرفي وأيضا تعلم الحديث في الحرمين الشريفين عن ابن حجر المكي وعبد الرحمن بن فهد المكي، وحصل على إجازة في كتب الحديث والتفسير وبعض كتب الأصول. ولم يبلغ من العمر سبعة عشرة سنه إلا وقد فرغ من تحصيل علوم الدراسية وتحقيقها وتدقيقها. أخذ الطريقة القادرية والجشتية من والده فأجازه في هاتين الطريقتين. فاشتغل في حياة والده بتدريس علوم الظاهرية للطالبين وتعليم الطريقة للسالكين وصنف في تلك الفترة بعض الرسائل مثل رسالة التهليلية ورسالة رد الروافض ورسالة إثبات النبوة. وكان له علم بالعلوم الأدبية والفصاحة والبلاغة.
لما توفي والده خرج لأداء فريضة الحج، ولما دخل بلدة دهلى كرسي سلطنة بلاد الهند، ذهب إلى محمد الباقى بالله، فبايعه بعد يومين من ملاقاته، واخذ عنده الطريقة النقشبندية. وبعد مضى شهر وعدة أيام أجازه محمد الباقى بالله في الطريقة النقشبندية، ورجع إلى وطنه وبدأ ينشر الطريقة.
مؤلفاته
• المكتوبات الربانية، في ثلاثة مجلدات.
· آداب المريد
· أثبات النبوة
· أثبات الواجب
· تعليقات العوارض
· المبدأوالمعاد
· المعارف اللدنية
· المكاشفات الغيبية