علم اليقين ،عين اليقين ،حق اليقين.
اليقين له علم ،وعين، وحق،لأنه اليقين. قال تعالى “ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ “وقال تعالى” إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ “. معرفتك بوجود الكعبة هوعلم اليقين ،إذا يَـسَّر الله لك الحج أو العمرة،ورأيتها ،تحقق عندك عين اليقين.ولكن إذا عرفت حقيقة الكعبة ولِمَا وضعت وما سِرُها تكون قد حزت على حق اليقين.فصورة الكعبة يعرفها المومن والكافر وحقيقتها قَلَّ من يعرفها.قال تعالى” وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً“وقال “جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ” فوصف الله الكعبة بما وصف به المال “قياما لكم”. “قياما للناس“فلا أحد يشك أن المال به قِوام حياتنا ،ولكن ما قيومية الكعبة والتي يشترك فيها المومن والكافر” قياما للناس” ؟.فالمعرفة الحقيقية لاتأتي إلا عن طريق التصوف،وما أحسن ما قال ابن عربي في كتابه التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية : التصوف صافاك الله أمره عجيب،وشأنه غريب،وسره لطيف لا يُمنح لكثيف،بل لصاحب عناية وتصريف،وقول حق،وقدم صدق،له أموروأسرار،غطى عليها إقرار وإنكار.انتهى. فعلم التصوف هوعلم الباطن وعلم الحقائق وعلم اليقين . قال زين العابدين بن الحسن بن علي :
يارب جوهرعلم لو أبوح به●●لقيل لي أنت ممن يعبد الوثن
ولاستحل رجال مسلمون دمي ●●يرون أقبح ماياتونه حسنا
ابن المبارك