الصابرين – صابرا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صاحب الشرائع الاحمدية والشريعة المحمدية وعلى اله وصحبه
وردت كلمة (الصابرين) اربع عشرة مرة في القرءان الكريم كلها محذوفة الألف فالصابرون كثيرون ومتفاوتون في الصبر هذا صبره اقوي من هذا وهذا اقل …. لأن سبب صبرهم ودرجته إختلفت وتباينت من هذا للآخر،لذا كتبت الصابرين بالالف المحذوفة.وكذلك لوجود المعية الإلهية معهم كل على قدر مقامه في الصبر، وعلى قدر قامته في الايمان.
ففي القران الكريم لا تجد الصابرين إلا والمعية الالهية في صحبتهم : “واصبروا ان الله مع الصابرين” ” والله مع الصابرين”, ” والله يحب الصابرين“.
وعند الإمتحان ،سيدنا إسماعيل ،طلب معية الصابرين: قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين”: فأثنى عليه الحق تعالى:” “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا”.
أما صيغة اسم الفاعل صابرا كتبت بالألف الثابتة لأنها تقتضي الخصوصية(صابرا) ، ولم ترد الا مرتين:
في حق سيدنا ايوب :” إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” وما يدلك على الخصوصية ما جرى له من مرضه وقتل بناته،وقوله تعالى” إنا وجدناه صابرا” …ثم مدحه : ” نــــعــم العبد “.
والثانية في حق سيدنا موسى”ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا ” باسم الفاعل “صابرا”،واسم الفاعل يقتضي الخصوصية فالمسألة تخصه
فاللقاء مع الخضر لم يحصل لغيره.
قالَ تعالى مخبرنا عن موسى عليه السلام” سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرا “والصبر لايكون الاعلى ما يشق عليه.ولم يصبر.فلو قدم الصبر على المشيئة كما هو دأب الامة المحمدية ربما صبر ولم يعترض” ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا” .
قال تعالى ” وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدا إلا أن يشاء الله” فأخر الاستثناء، وموسى قدم الاستثناءً ، لم يدخل نفسه مع زمرة الصابرين فالله مع الصابرين وهو السر في ثباتهم عند البلاء والمحن .
والله اعلم
ابن المبارك : من اسرار القرءانن(الجزء الثاني).