شرح طاسين السراج
للشيخ الحسين الحلاج
أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ .اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ. الَّذِي مَعْرِفَتَهُ هِيَ مَعْرِفَةُ اللهِ، وَهِيَ أَطْيَبُ شَىءٍ يُتَذَوَّقُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا،هِيَ الَجنَّةُ فِي الدُّنْيَا،فَلاَحَيَاةَ إِلاَّ لِأَهْلِ اَلمعْرِفَةِ بِاللهِ.فَهُمْ الأَحْيَاءُ بِحَيَاةِ مَعْرُوفِهِمْ،الَّذِي لاَيُعرَفُ إِلاَّ بِالوَارِثِ المُحَمَّدِيِّ، صَاحِبِ الفَيْضِ المُصْطَفَوِي،وَاَلمدَدِ الْمَوْلَوِي. قَالَ سَيِّدُنَا *يَاتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ،فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ الرَّسُولَ،فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ،فَيُقَالُ لَهُمْ، هَلْ فِيكُمْ مَن صَاحَبَ أَصحَابَ الرَّسُولَ، فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ،فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ، مَن صَاحَبَ أَصْحَابَ الرَّسُولِ، فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ*. سِلْسِلَةٌ تَنْتَهِي إِلَى رَسُولِ اللهِ. فَالْفَتْحُ مَنُوطٌ بِصُحْبَتِهِ، أَوْصُحْبَةِ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ أَصْحَابِهِ، فَلاَ يَعْرِفُهُ إلاَّ مَنْ عَرَفَ مَنْ عَرَفَهُ. فَمَنْ أَدْرَكَ هَذِهِ الصُّحْبَةَ ظَفَرَ بِالمَحْبُوبِ وَأَصَابَ المَطْلُوبَ، وَأَصْلَحَ مُضْغَةَ القُلُوبِ، وَأَضَافَ إِلَى الأَبِ الطِّينِي، الأَبُ الرُّوحِي الدِّينِي. وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.(خبيئة الاسرار الأحمدية لصاحبها)
نبذة قصير ة عن الحلاج : هو أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج (858 – 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ) من أعلام التصوف، ومن أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، هناك من اعتبره من الأولياء وهناك من اتهمه بالفسق والزندقة.نشأ في مدينة واسط بالعراق، فهوعراقي المولد والمنشأ بالرغم من ادعاء البعض بفارسيته وصحب أبا القاسم الجنيد وغيره. لم يذكره القشيري في الرسالة .ترك ديوانا له و كتاب الطواسين وكلاما متفرقا هنا وهناك.
طاسين السّراج
قال الشيخ الحسين بن منصور الحلاج رضي الله عنه في كتاب الطواسين: طس، سراج من نور الغيب، بدا وعاد،وجاوز السراج وساد، قمر تجلى من بين الأقمار،بُرجه في فلك الأسرار، سماه الحق (أمياً) لجمع همته،و(حرمياً)لعظم نعمته و(مكياً) لتمكينه عند قربه .شرح صدره،ورفع قدره،وأوجب أمره، فأظهر بدره،أضاء سراجه من معدن الكرامة يشير الحلاج في هذه الأشارات الرقيقة والكلمات الدقيقة الى الحقيقة المحمدية وبدأ كلامه ب”طس”من (الحروف المقطعة) والحروف المقطعة افتتحت بها 14 سورة قرءانية ،وهذه الحروف عددها 14 وهي حروف نورانية ، لها علاقة بمرتبة من مراتب النور المحمدي والذي محتده الصفة الأحدية .
قال تعالى في سورة النمل” طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ” وفي سورة الحجر قال جل شأنه “الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابٍ وقُرْآنِ مُّبِينٍ” .قدم ذكر الكتاب وعرَّفه وأَخَّر القرءان ونَكَّره .وهذا يشير الى ان بساط”طس”اعلى من بساط”الر “فالقرءان مقدم على الكتاب ومعرف بالألف واللام والكتاب نكرة وتبث رسم ألف القرءان وحذف ألف كتاب في الايتين اثنتين .
كما ان “الر “توجد بها 3 قراءات منها واحدة بالامالة ( الف لام ري) ووردت واو العطف بين القرءان والكتاب،وبين الكتاب والقرءان والعطف يقتضي المغايرة
وتبع وصف القرءان ب(مبين) وكذا وصف الكتاب ،فلا شك ان الاية الاولى تشير الى ان “طس” بساط القرءان قبل القبل أما “الر” فعالم الظهور لذا قدم الكتاب ولذا قرئت “ألري” بالامالة.
ورسمت” طس” الطاء ملازمة للسين كتابة ولكن النطق يفرق بينهما فنقول طا سين ( ك ألم(البقرة) الف لام ميم وفي سورة الشرح ألم)والعرب كانت عندما تضم الحروف الى بعضها وتصبح كلمة ،تنطق كاملة ولم تعرِف هذا الكلام
واذا “الر” و”طس”تحت مجهر حساب الجمل ،حساب أهل الأسرار الكسر يعطي الظاهر والبسط والكسر يعطيا معلومات حول الباطن(1).
اما في سورة القصص قال تعالى “طسم تلك ايات الكتاب المبين”ولم يرد ذكر القرءان،ووردت كلمة الكتاب معرفة وكذلك مبين ودخلت الميم على طس، فأصبحت “طسم”الميم بأربعين ،عدد الدوائر الكونية فكانت اشارة الى بداية الظهوروانطلاق الازمنة والعصور، لذا تلاها قوله تعالى”نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون”,فظاهر هذه الحروف لا يفيد شيئا ولكن للقرءان ظاهر و باطن ولباطنه سبعة أبطن.فأسرار هذه الحروف من السبعة أبطن التي لاتعرف بالعلوم النقلية بل بالعلوم اللدنية،والفتوحات الربانية،وصحبة العارفين جزى الله عنا من عرفنا ما لم نكن نعرف.
قال الحسين بن منصور(سراج من نور الغيب :وصف النور المحمدي بالسراج اشارة الى قوله تعالى “ياايها النبي اناارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً”(الاحزاب),كما وصف الحق تعالى الشمس بالسراج” تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً ” (الفرقان) (وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُور وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجا)(نوح)…محذوفتا الالف وورد معها الجعل “جعل”والتي وردت في حق سيدنا محمد وردت ثابتة الالف وورد معها الارسال فسراح الشمس يغيب ليلا ويصيبه الكسوف والخسوف،أما نور سيدنا محمد فدائم الوجود لا يغيب نحن الذي لا نراه.فكما لاتصح الحياة بدون الشمس كذلك الوجود لا يستقر دون وساطة برزخيته لأنه سراج مرسل من الله تعالى فلولاه لما استطاع الوجود الصمود أمام التجليات الالهية لإنعدام المجانسة والمناسبة ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.من نور الغيب لأن حقيقته صلى الله عليه وسلم كانت قبل القبل “كنت نبيا وادم منجدل في طينته” ولأنها غيب لا يدرك، لاتبلغ معرفتنا حقيقته،ولا نصل الا لما اراد الحق اظهاره ،وحسب تجليات كل زمان ما عرفني “حقيقة غير ربي “وما خفي عن اهل أي زمان فهو رحمة بهم.
بدا وعاد،وجاوز السراج وساد، بدا قبل القبل وعاد عند ظهور جسمه الشريف المولود من أم و أب .جاوز السراج إذ هو سراج نوري لا ناري وجميع السرج اتقدت منه واقتسبت منه واستمدت من حقيقته.
قمر تجلى من بين الأقمار،برجه في فلك الأسرار،بل هو نور تجلى فظهر من تجلياته الاقمار :سواء برازيخ الوحي الاولية أي الانبياء والرسل او الابراج السماوية ،و هو فلك الاسرار الذي من حقيقته ظهرت كل المظاهر والاسرار.اما سيادته فعامة شاملة للكون الالهي ملكا وملكوتا،ظاهرا وباطنا،أولا وآخرا حسا ومعنى،إذ هو نور من الله” لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين”.
قال(سماه الحق أميا لجمع همته):اشارة الى مقام الجمع وهذا المقام اشار اليه الشيخ الكتاني بقوله” المتاحد في عين الكثرة” والأمي تعني الاصل فهو أصل الوجود من حيث حقيقته لا من حيث صورته.وكل المقامات تنتهي عند سدرة منتهى اميته.ولجمع همته لما خلقه الله من اجله،أي الخلافة الكلية والنيابة عن الله “ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله”ارسل رحمة للعالمين أجمعين.
قال (وحرميا لعظم نعمته) حرميا لقدسية نبوته،وعظيم مكانته، فكل النعم تمر لأصحابها عبر جسر حقيقته “وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ” . “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ “” فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا “…اذا قضى الله ورسوله أمرا…..مما قضيت,,,,,الله المعطي وانما أنا قاسم”الحديث.
و(مكياً) لتمكينه عند قربه ): اشارة الى المعراج حيث كان “قاب قوسين أو أدنى” ومن تمكينه “ما زاغ البصر وما طغى” تمكين ظاهر وباطن كأن الامور بالنسبة له عادية ومألوفة .
(شرح صدره) :” ألم نشرح لك صدرك »
(ورفع قدره) : ” ورفعنا لك ذكرك »
(وأوجب أمره ): “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول »
(وأظهر أمره ) :” ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا”
(أضاءسراجه من معدن الكرامة ) معدن الكرامة هو القرءان ” إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ” ” إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ” .أضاء سراجه من معدن الكرامة لأن لاشئ إلا وهو من مقتضى القرءان .والانبياء والرسل السابقون اقتبسوا شريعتهم من القرءان “هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ” من معي من المومنين ومن قبلي من الرسل والانبياء . قال الشيخ الحسين بن منصور : ما أخبر إلا عن بصيرته،ولا أمر بسنته إلا عن حق سيرته،حضر فأحضر وأبصر ،فخبر واندل، فحدد، ما أبصره أحد على التحقيق سوى الصديق، لأنه وافقه ثم رافقه، لئلا يبقى بينهما فريق،ما عرفه عارف إلا جهل وصفه ( الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونهم كما يعرفون ابناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) ,
بعد أن وصفه بالسراج الذي أضاء الكون فأزال ظلمة الجهل وظلام الجاهلية ورسخ كلمة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”،يقول أنه يدعوا الى الله على بصيرة ” وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” والصديق أبو بكر ، صدقه في كل ما أخبر عنه ورافقه في هجرته، فقال في حقه”ما فاتكم ابوبكر بكثرة صلاة ولا صيام إنما بشئ وقر في صدره “قال تعالى : إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ” لأن من كان ثاني اثنين لزم أن يكون غير الاثنين. ولم يقل ثالث اثنين، فتدبر لأنهما صفتان: النبوة والرسالة، صفتان جُمعتا في شخص واحد. قال تعالى “اطيعوا الله واطيعوا الرسول “اطيعوا الله في فرائضه واطيعوا الرسول في سننه واقتدوا بسيرته.
(ما عرفه عارف الاجهل وصفه)قال تعالى”وتراهم ينظرون إليك وهم لايبصرون” بالمضارع الذي يفيد التجدد والاستمرار،ومقتضى هذه الاية سار مند زمن الصحابة وسيبقى ساريا على العارفين الى اخر الدهر”ما عرفني حقيقة غير ربي »
(حضر فأحضر):حضر ظاهرا وباطنا ،ألم يقل تعالى في حقه “ياأيها الرسول إنا أرسلناك شاهدا”وحضور الشاهد ضروري وإلا فليس بشاهد.فأحضر .أسرار ا وأنوارا .اقتبس الأنبياء والرسل ثم الأولياء “الكل به منوط” وعامة المومنين .
(وأبصر فخبر) :ربما يشير الشيخ رضي الله عنه إلى ما ابصره مولانا رسول الله في معراجه فأخبر به، لذا أتبعه ماأبصره على التحقيق إلا الصديق الذي صدقه في كل ماجاء به.
من معاني اندل اهتُدي إليه لذا أَتبعها فحدد ،لأن ما كل من سمع به صدقه”فريق في الجنة وفريق في السعير”.”اعملوا فكل ميسر لما خلق له .فحدد.
أما قوله : ماأبصره أحد على التحقيق سوى الصديق . فهذا نظره قال أويس القرني للصحابة : ما أدركتم من محمد إلا كالسيف في غمده .قالوا ولا ابن ابي قحافة ،قال ولا ابن ابي قحافة. كما ان سيدتنا الزهراء رضي الله عنها وسيدنا علي كرم الله وجهه كانا على علم باسرار النبوة قال “انا مدينة العلم وعلي بابها”
قالت مولاتنا الوهراء في صلاة نسبها الشيخ الدباغ لها ولم ينكر احد من العارفين ذلك،وهذا يعني انهم وافقوه: اللهم صل على من روحه محراب الملائكة والكون. اللهم صل على من هو إمام الأنبياء والمرسلين .اللهم صل على من هو إمام أهل الجنة عباد الله المخلصين.
قال الشيخ الحسين بن منصور :أنوار النبوة من نوره برزت، وأنوارهم من نوره ظهرت، قال تعالى”لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ” النور هو سيدنا محمد والكتاب المبين القرءان ولم يقل تعالى يهدي بــــهــــمـــا الله ،فكل الا نوار من نوره …أنوار الانبياء والرسل والاولياء من نوره ظهرت.منه انشقت الاسرار وانفلقت الانوار، وفيه ارتقت الحقائق . فالقمر خليفة الشمس ويستمد نوره منها، كذلك الانبياء والرسل السابقون والاقطاب .هم شعرة في جسده الشريف وقطرة من بحره. الرسالات السابقة كانت امانة أدوها وانتهى الامر،لهذا كان بعض الرسل في زمن واحد.
(وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم من القدم سوى نور صاحب الكرم ): لأن نوره من الله و الكل يستمد من نور صاحب الكرم وقد قال في أول كلامه (أضاء سراجه من معدن الكرامة)أي القرءان.والقرءان صفته،والصفة ملازمة للموصوف فكرمه عمَّ الوجود ظاهرا وباطنا، أولا و آخرا،غيبا وشهادة ” إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ”” إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ”. فهو الظاهر في عين بطونه والباطن في عين ظهور “فأينما تولوا فثم وجه الله “
ومااحتجبت إلا برفع حجابـها ♣ ومن عجب أن الظهور تستر.
قال الشيخ الحسين بن منصور: همته سبقت الهمم ووجوده سبق العدم واسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم ،ما كان في الآفاق ووراء الآفاق ودون الآفاق أظرف وأشرف وأعرف وأنصف وأرأف وأخوف وأعطف من صاحب هذه القضية وهو سيد البرية،الذي اسمه (أحمد) ونعته أوحد، وأمره أوكد وذاته أوجد،وصفته أمجد وهمته أفرد،
همته سبقت الهمم ،وكيف لا وهو” أول العابدين ” و من همته استمدت الهمم ،لأن الهمم العالية هي التي تسعى الى معرفة الله،أما الجري وراء المناصب الدنيوية والشهوات الفانية فهو هَـــمٌّ لا همة. والعدم متعلق بالخلائق لأن الحقيقة المحمدية محتدها الصفة الاحدية وهي بساط سحق ومحق لا تقبل أحدا إذ لو كان للغير سبيلا لبساطها لكانت واحدية .فهو غير مسبوق بالعدم وان كان بعض العارفين اشار الى ذلك (2).فإنما هو اشارة الى الاحدية لأن لا حضور للاسماء الالهية في بساطها ولا تجل بها بإجماع العارفين فالعدم المذكور إنما هو اشارة الى الاحدية. وبطبيعة الحال اسمه سبق القلم أي سبق ماهو مسطر في لوح التقديرات الاولية ومحمد هو من يحمد حمدا بعد حمد فكان محمودا في الأزل في البسائط الأولية و القلم مرتبة من مراتب الحقيقة المحمدية اقتضت الظهور، والجزء لايتقدم على الكل:.اول ما خلق الله نور نبيك ياجابر:رحمتي سبقت غضبي، فهو رحمة الله . قال سلطان العارفين على لسان الحقيقة المحمدية :
وروحي للأرواح روح،وكل ما ♣ترى حسنا من فيض طينتي.
ولولاي لم
يوجد وجود ولم يكن♣شهود ولم تعهد عهود بذمتي.
وباقي الصفات كلها مذكورة في السيرة النبوية.
الذي اسمه (أحمد) ونعته أوحد، وأمره أوكد وذاته أوجد،وصفته أمجد وهمته أفرد، قال تعالى “ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد”وسماه احمدا قبل وجود جسمه الشريف. وكلمة الذات في القاموس الصوفي تطلق على كل امر تستند اليه الاسماء والصفات في ظهورها(نظر الانسان الكامل للجيلي) فهذه الذات المحمدية كانت موجودة قبل القبل ـوالجسم الشريف المولود من ام واب ظهر متأخرا،ونعته أوحد فصفاته عظيمة وغير مشتركة مع غيره من الخلائق. ونعته أوكد لأنه صلى الله عليه وسلم لانبي بعده .وهمته افرد كيف لا وهو المكلف بالخلافة حقيقة و أول من ظهر على صورتها هو ادم .
قال الشيخ الحسين بن منصور ياعجباً ما أظهره وأنظره وأكبره وأشهره وأنوره وأقدره وأبصره لم يزل كان، كان مشهوراً قبل الحواديث والكواين والاكوان ولم يزل كان، مذكوراً قبل القبل وبعد البعد والجواهر والألوان،جوهره صفوي ، كلامه نبوي، علمه علوي، عبارته عربي، قبيلته (لا مشرقي ولا مغربي) جنسه أبوي،رفيه رفوي،صاحبه أمي، بإشارته أبصرت العيون،به عُرفت السرائر والضمائر ،والحق أنطقه،والدليل صدقه، والحق أطلقه،هو الدليل وهو المدلول ،هو الذي جلا الصدأ عن الصدر المغلول هو الذي أتي بكلام قديم،لا محدث ولا مقول ولا مفعول بالحق موصول غير مفصول،الخارج عن المعقول هو الذي أخبر عن النهاية والنهايات ونهايات النهاية.
أوصاف تعنون عن معرفة بالحقيقة المحمدية التي أول من سماها النور
المحمدي هو الحلاج. وأنه اشرق قبل أن يكون الخلق ومنه استمد الانبياء هديهم
والاولياء فتوحاتهم .. في سورة (ص)أوحى إليه الله تعالى أنه هو النذير المبين قبل
خلق آدم ،قال تعالى”إن يوحى إلي إلاأنما أنا النذير المبين
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشر من طين “فهذا وحي قبل القبل وأداة “إلا
أنما” تفيد الحصر فلا نذيرا مبينا
غيره ،وأداة “إذ” تفيد الظرفية الزمنية،أي نبوته كانت حاضرة حين خاطب الله الملائكة ،فعلم أنه هو النذير
الظاهر قبل اخبار الملائكة بخلق آدم .قال تعالى ” الرحمن
علم القرءان خلق الانسان” لمن
علم القرءان قبل خلق الانسان ؟
قال
” كنت نبيا
وآدم منجدل في طينته “قوله ما أنظره كتبت في النسخة بالظاء و أظن انها بالضاد
ماأنضره أي نضارة الوجه وحسن الصورة “وجوه
يومئد ناضرة الى ربها ناظرة”
كان مشهوراً قبل الحواديث والكواين والاكوان ولم يزل كان مذكوراً قبل القبل وبعد البعد والجواهر والألوان،جوهره صفوي،صفات تعنون عن اقدمية النبوة قال تعالى “قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين”فإن كان للرحمان ولد لكان عنده(أي محمد) علم به ولما صحت له الاولية،فهو أول العابدين يعلم ان الحق تعالى منزه عن الصاحبة والولد لذااتبعها تعالى التنزيه”سبحان رب السموات والارض رب العرش عما يصفون”
(كلامه نبوي) : “ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ».
(علمه علوي) : “وعلمك ما لم تكن تعلم ” .
(عبارته عربي):فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً(مريم 97) ” فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (الدخان : 58)،
(قبيلته لا مشرقي ولا مغربي):من حيث حقيقته المحمدية فهي لا تدخل تحت ثأتير الاسماء الالهية “لاشرقية ولاغربية” هي من مقتضى الاحدية .أما من حيث الهيكل الشريف المولود من أم وأب فهو من مقتضى الاسماء الالهية.” ياكل الطعام ويمشي في الأسواق”فالشرق والغرب يتبعان شروق الشمس وغروبها الشمس ووجوده كان قبل خلق الشمس.كما ان الرسالة هي للخلائق اجمعين”يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا”
(جنسه أبوي)، لانه الروح الكلية أصل الارواح ،أب الأرواح.فهو آدم لآدم.كان وآدم منجدل في طينته ولم يكن لا من ماء ولا من طين.
(رَفِــيُّه رفوي) :رف رفيفاً ورفاً: أي برق وتلألأ،وفي حديث عبد الله بن زِمْل الجُهَنِّي –رضي الله عنه-: على مرجٍ لم تَرَ عيني مثله يرف رفيفاً،ويقال ما أحسن رفَّتَه: أي بَريقه. يشير الى بريق وجهه الشريف ووضاءة طلعته .رفيه رفوي : أي أن نوره ذاتي له لا يستمد من غيره، بل هو الممد ونوره اصل الانوار.
(صاحبه أمي) :سبق وأن قال ما أبصره على التحقيق سوى الصديق ويعود للكلام عنه فهو الصاحب بشهادة الله” إذ يقول لصاحبه لاتحزن “صاحبه أمي أي ممد لكل من وصل مقام الصديقية،فكل من بلغ مقام الابراهيمي فالثدي الذي يرضع ويرتشف منه مقام الصديق قال : مثلك يا ابا بكر كمثل ابراهيم …..” الحديث فالمقام الابراهيمي وهو مقام اصحاب الختمية الكبرى.
(بإشارته أبصرت العيون، به عُرفت السرائر والضمائر) لا شئ الا وهو به منوط
سماه الله تعالى “سراجا منيرا “كما قال في الشمس”وجعل الشمس سراجا “فكما لا تصح الحياة بدون شمس كذلك حقيقته صلى الله عليه هي الممدة للوجود يستمد منها كل موجود ،هي ماء الوجود الذي لولاه لما ثبت الوجود وكما ترى الابصار بنور الشمس فالابصار والبصائر ترى بنوره ” ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى و أضل سبيلا «
(والحق أنطقه) “فأجره حتى يسمع كلام الله” فالكلام كلام الله والمتكلم به هو سيدنا محمد “إنه لقول رسول كريم” أي القرءان قول هذا النبي الكريم،
(والدليل صدقه )كتاب الله أكبر معجزة ،وأكبر دليل على صدقه.
(والحق أطلقه): النبوة مطلقة محتدها الاحدية ” ولون الماء لون إناءه »فهي نور مطلق وحق مطلق.
(هو الدليل وهو المدلول) “فأينما تولوا فثم وجه الله ” سواء وليت وجهك للدليل أو للمدلول،الى العلم أم الى المعلوم،الى الظاهر ام الى الباطن، فثم وجه الله وماقال لنا تعالى هذا الا لعلمه بوجود من يصل الى هذا الشهود.
(هو الذي جلا الصدأ عن الصدر المغلول هو الذي أتي بكلام قديم، لا محدث ولا مقول ولا مفعول بالحق موصول غير مفصول) : كلام واضح،الصدر المغلول المعلول بظلام الشرك وظلمات الجاهلية .كلام الله الازلي الابدي بالحق موصول غير مفصول هو حبل الله المتين.
(الخارج عن المعقول ): خارج عن ما أَلْـفَــتِ عقولنا،فرسمه مختلف،الحروف المقطعة في أوائل بعض السور،انتقاله من الحاضر للغائب ومن الماضي للمضارع ،القراءات السبع …..
(هو الذي أخبر عن النهاية والنهايات ونهايات النهاية) . لكل بداية نهاية ومن عرف النهايات عرف نهاية النهايات اذ هو سدرة منتهى المقامات ،والهوية مشتركة “هو الذي “فكما تعود على سيدنا محمد تعود على القرءان ” بكلام قديم لا محدث ….الخارج عن المعقول …هو الذي اخبر عن النهاية والنهايات ونهايات النهايات.
والقرءان صفته والصفة ملازمة للموصوف والقرءان اخبر عن كل شئ “مافرطنا في الكتاب من شئ” والشئ انكر النكرات وما تم من يطلق عليه اسم الشيئية الا وهو في القرءان.قال ابوذر : لقْدَ تَرَكَنَا رسولُ اللهِ وما يُحَرِّكُ طائِرٌ جَنَاحَيْهِ في السماءِ إلا ذَكَّرَنا مِنْهُ عِلْمًا.
قال الشيخ الحسين بن منصور :رفع الغمام، أشار إلى بيت الحرام، هو التمام، هو الهمام ،هو الذي أمر بكسر الأصنام الذي أرسل إلى الأنام،والأجرام، فوقه غمامة برقت وتحته برقة لمعت، أشرقت، وأمطرت،وأثمرت،العلوم كلها قطرة من بحره،الحكم كلها غرفة من نهره،الأزمان كلها ساعة من دهره،الحق به ،وبه الحقيقة،
(رفع الغمام) : غم يغم أي ستر وسمي الغمام غماما لأنه يستر وجه السماء وغُمَّ علي الخَبَرُ،أي اسْتَعجم مثال أُغْمِيَ. وغُمَّ الهِلال على الناس غَمّاً: سَترَه الغَيمُ وغيره فلم يُرَ. والغَمُّ والغُمَّةُ: الكَرْبُ؛وفي التنزيل العزيز:”ثم لا يكن أمركم عليكم غُمَّةً” قال أَبو عبيد: مجازها ظُلْمة وضيقٌ وهَمٌّ، وقيل: أي مُغَطّىً مستوراً. رفع الغمام أي ازال ما يستر التوحيد الحق ويغمه.واشار الى البيت الحرام أي جعله قبلة للناس يتوجهون اليه في حجهم وفي صلواتهم.
والأجرام جرم : تطلق على كل شيء له كتلة اذاً الاجرام تشمل الكواكب. النجوم الشهب . الاقمار .المجرات بشكل عام . ارسل الى الانام والى الاجرام. .
وتحته بُرقة لمعت والبُرْقةُ المِقْدار من البَرْق،وقرئ: “يكاد سنَا بَـرقه “بالفتح وبالضم بُـــرَقِه،والغمام محذوفة الألف في القرءان كله ،والسحاب كتبت بالالف الثابتة.
انظر الى هذاالعارف المقتول كيف يتكلم كلاما رقيقا ينم عن معرفة كبيرة رحمه الله.غزل رقيق في الحقيقة المحمدية فهي التي عَرَّفت الكون بخالقه وهي التي أرسلت الى الخلائق كلهم ناطقين وصامتين ( إني أعرف حجرا بمكة كان يسلم علي… الحديث) علوية او سفلية وأظهرت الحقيقة وبينت للعالمين الشريعة ( اشار الى البيت الحرام هو التمام هو الهمام هو الــكــمــال).
العلوم كلهاقطرة من بحره “وعلمك مالم تكن تعلم”أوتيت علوم الاولين والاخرين” الحكم غَرفة من نهره” أوتيت جوامع الكلم” الأزمنة كلها ساعة من دهره لأنه كان قبل القبل وما زال بعد البعد “بعثت أنا والساعة كهاتين”والازمنة متحدة في حق النبوة.
قال الشيخ الحسين بن منصور: هو الأول في الوصلة،هو الآخر في النبوة والباطن بالحقيقة والظاهر بالمعرفة، ما وصل إلى علمه عالم، ولا اطلع على فهمه حاكم الحق ما اسلمه إلى خلقه، لأنه هو، وأنّى هو،وهو هو،ما خرج عن ميم (محمد) وما دخل في حائه أحد،حاؤه ميم ثانية،والدال ميم أوله،داله دوامه،ميمه محله ،حاؤه حاله،حاله ميم ثانية،أظهر مقاله،أبرز أعلامه،أشاع برهانه،أنزل فرقانه، أطلق لسانه،أشرق جنانه،أعجز أقرانه،أثبت بنياته،رفع شأنه. إن هربت من ميادينه فأين السبيل ؟فلا دليل، يا أيها العليل، وحكم الحكماء عند حكمته ككثيب مهيل.
( الاول في الوصلة)” كنت نبيا وآدم بين الماء والطين “الوصلة أي خلق الله النسبة ثم خلق الخلائق بعد ذلك وقال الوصلة من الوصال لأن الوجود المقصود به الظهور .فله نسبة مع الحق ولنا نسبة معه صلى الله عليه وسلم.
(هوالاخر في النبوة) ” خاتم النبئيين” .
(والباطن بالحقيقة) “ماعرفني حقيقة غير ربي”.
(ما وصل الى علمه عالم ولا اطلع على فهمه حاكم ما أَسلمه الى خلقه
” فإن تولوا “عن معرفتك فقل حسبي الله “عرفني وأحاط بجملي وتفاصيلي ولم يكلني الى من لا يعرفني فتختلف آراهم ومفاهيمهم في حقيقتي.لأنه مخلوق من مقتضى الأحدية ونور من الله .”ماعرفني حقيقة غير ربي”
(والظاهر بالمعرفة) معرفة العارفين هي التي نقبت عن هذه الاسرار وأظهرتها للوجود في صلواتهم الاحمدية وتغزلاتهم المحمدية” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا “واتقوا الله ويعلمكم الله “أعطى الحلاج حياته في سبيلها .
(ماخرج عين ميم محمد أحد) الميم إشارة الى الدوائر الكونية الاربعين،فكسرها يساوي 40 .الوجود كله متراص ومصطف في الدوائر الكونية .كل دائرة لها اسم الهي يدبر شأنها بعد الاصطحاب مع حقيقة سيدنا محمد لكي يكون اللطف في الكون الالهي ” وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين “.
(ما دخل في حائه أحد) ربما يشير بها الى الحواميم التي تخصه.ويمكن القول بأن الحواميم الستة والطواسين الثلاثة هي مراتب برزخية وجودية قبل الظهور. تعلقت بالقرءان اجمالا و تفصيلا وقلت “ربما ” لأنني أستغرب أن كان الحلاج يعرف حقيقة الحواميم وهذا ليس للتنقيص منه لا.لا..وإنما لأن التجليات الالهية لم تظهر حقيقة الحواميم للعارفين إلا في زمننا هذا وكان شيخنا رضي الله عنه رائد هذه الاسرار ،ومن مشربه ارتشفت ومن يم فتوحاته اغترفت .ولم يظهر الحق تعالى إلا القليل من مكنونها. ربما شم رائحة علاقتها مع الحقيقة المحمدية دون التمييز. وربما أشار الى حاء (أحــــــد) الأحدية التي تخصه.
(إن هربت من ميدانه فأين السبيل ): “فأينما تولوا فثم وجه الله”..ولله الغنى المطلق..”فأين تذهبون”.وباقي الصفات من السيرة النبوية العطرة.
خلاصة :كلام معرفي رقيق وتنقيب عن الحقائق دقيق لم اقرأ لمعاصريه مثل هذه النفحات . رحم الله هذا الشيخ الجليل الذي وهب حياته ثمنا لهذه العلوم اللدنية فلم يستصغها فقهاء زمانه ( ومن حقهم ) غيرة على الاسلام فحكموا عليه بالقتل
قال الحلاج وهو مصلوب : هؤلاء عبادك اجتمعوا لقتلي تعصبا لدينك وتقربا اليك فاغفر لهم لو كشفت لهم ما كشفت لي ما فعلوا ( وفيات الاعيان))
يقول الحلاج:
عجبت منك ومني ♣يا منية المتمني
ادنيتني منك حتى♣ظننت انك أني
وغبت في الوجد حتى♣أفنيتني بك عني
فالحلاج من الشطاحين،والشطح عند اصحابه يأتي بصيغة المتكلم من غير شعور منه ،فنى عن ذاته فنطق بلسان الحق وعندما يرجع الى صحوه يقول :ما انفصلت البشرية عنه ولا اتصلت به ( طبقات الصوفية للسلمي ص31)ونقل الطوسي في اللمع ان الحلاج عندما اخرج من الحبس للقتل كان اخر كلامه:حسب الواحد افراد الواحد” وكلام العشاق يطوى ولايروى.
انا من اهوى ومن اهوى انا ♣نحن روحان حللنا جسدا
فلما ردوا الى سلطان الوعي عرفوا ان ذلك مجرد سراب”حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله “.
هذه ليلى وقفت على قيس فقال لها اليك عني فإن حبك شغلني عنك. عن إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال : سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كله نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا ُقلت: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه .انتهى.
قال
الحسين بن منصور: إن القدم له، فالذي بالجسم ظهوره فالعرض
يلزمه، والذي بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه،والذي يؤلفه وقت يفرقه وقت، والذي
يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذي يظفر به الخيال فالتصور يرتقي إليه، ومن آواه محل
أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه مكيِّف ،إنه سبحانه لا يظله فوق،ولا
يقله تحت،ولا يقابله حد، ولا يزاحمه عند، ولا يأخذه خلف،ولا يحده أمام،ولم يظهره
قبل،ولم ينفه بعد، ولم يجمعه كل،ولم يوجده كان،ولم يفقده ليس،وصفه لا صفة له،وفعله
لا علة له،وكونه لا أمد له،تنره عن أحوال خلقه،ليس له من خلقه مزاج، ولا في فعله
علاج. باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم. إن قلت: مضى فقد سبق الوقت كونه، وإن قلت هو) فالهاء والواو خلقه، وإن قلت: أين؟ فقد
تقدم المكان وجوده. فالحروف آياته، ووجوده إثباته،ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه
من خلقه،ما تصور في الخيال فهو بخلافه،كيف يحل به ما منه بدأه؟أو يعود إليه ما هو
أنشأه؟لا نماقة العيون.لا تقابله الظنون، قربه كرامته،وبعده إهانته.عفوه من غير توقل، ومجيئه
من غير تنقل، هو الأول والآخر،والظاهر والباطن، والقريب والبعيد،الذي” لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ “(الرسالة القشيرية) .
وهذا توحيد رقيق دقيق ،توحيد من لا يرى في الكون إلا أحد أحمد
وليس بكلام من يدعي الحلول او الاتحاد او الوحدة.
(1) هذا الحساب أخذته عن شيخي رحمه الله تعالى ورضي عنه. “الر “كسرها هو 213 = 7×11× 3. فكما ترى يظهر الرقم 7 وهو أس الكون و3 : النبوة والرسالة والأمية اذ مدد الكون منهم و11 اشارة الى الهوية الإلهية و “الر” بسطا وكسرا 641 أي 354 + 287، والعدد 287 هو عدد كسر اسمه تعالى النور ،و354 هو بسط وكسر اسم محمد ،فظهرت المحمدية في البسائط الأولية حيث كانت نورا ,” لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين”اما “طس”فكسرها هو 309 يشير الى مراتب الحقيقة المحمدية الرئيسية اذ هو مجموع19+ 13 132+92+53+ الأحدية (13) طلسم النبوة (19) أحمد(53) محمد(92) محممد بفك الإذغام( 132).
أمابسطا وكسرا فيساوي 698 = 354+334+ 10،فظهرت في باطنيتها النبوة المحمدية (354) والأحمدية (334) اذ هذا العدد هو بسط وكسر اسم أحمد وهو عدد تكرار كلمة “قل” في القرءان و10ربما يشير الى التضعيف الذي جاءت به الرسالة ( الحسنة بعشر أمثالها) .أما كسر كلمة ابليس فهو = 343 = 7 ×7 ×7 ( وسبعة هو أس الكون).ولا علاقة بنور النبوة . (2) الحمد لله الذي اوجد من♣عدم المحض صفي الانوار
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد , كتب سنة 2015 .