يقول في تحقيق معنى الولاية وختمها:…وليُعلَم أن المناصب التي تقتضيها السعادات الدينية ، كالنبوءة، والرسالة والخلافة والولاية،والقطبانية،والغوثية العظمى وغيرها،كلها مثبوتة أصالة في الحقيقة الأحمدية،وهي بحسب النيابة لغيره من الأنبياء والرسل والأولياء. فكل اسم من أسمائه تعالى يقتضي حقيقة في العلم، فلكل اسم مظهر،وهذه الحقيقة الأحمدية في عالم الأمرهي مظهر الاسم الجامع،كما أن الحقيقة المحمدية في عالم التفصيل هي مظهرالاسم الجامع أيضاً.
واعلم أن الولاية على مراتب،ولكل مرتبة منها ختم على ما يعطيه الكشف الصحيح.والولاية عبارة عن الجهة الباطنة مع الحق تعالى،وذلك أن الولاية قسمان:
قسم: يُقال له الولاية الوجودية، وهي شاملة لجميع المكونات،إذ لكل موجود مع ربه وجه يُناجيه منه،ولهذه الولاية قال جل جلاله (ورحمتي وسعت كل شيء)،وهذه الولاية لاتنقطع أبداً ما دام المخلوق في الوجود.
وقسم:هو منصب من المناصب له الاختصاص بموجود دون موجود، وهي فضل الله يؤتيه من يشاء. ثم هذه الولاية المنصبية أربعة أنواع:
ولاية عامة: مُحيطة بكل من قال”لا إله إلا الله محمد رسول الله”خالصاً من قلبه. وولاية ثابتة:لذاته المحمدية من حيث ذاته،أي:حقيقته المحمدية من جهة القابلية المحضة وإليه الإيماء بقوله صلى الله عليه وسلم:”لي وقت لايسعني فيه ملَك مقرّب ولانبي مرسل“وهذه الولاية هي باطن الحقيقة المحمدية،وهي البحث الساذج.
وولاية:هي باطن النبوة من حيث هو نبي،أي:تبليغ النواميس الشرعية المقصودة من البعث المخصوص،وصدقُه لايتوقف على ظاهر النبوة ولذلك صحّ خَتمه على المهدي.
وولاية:هي باطن الرسالة من حيث هورسول.
ثمّ إن لكل ولاية من هذه الولايات المحمدية ختماً،وختمها عبارة عن كمال ظهوره في شخص،بحيث لم يظهر بعده أصلاً،ولايقتضي هذا النّفي ألايظهر أصلاً،بل قد يظهرولايكون بذلك الظهور.
فكان الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر ابن العربي الحاتمي”ختم الولاية الذاتية”…
ولما كانت النبوة والرسالة قد خُتمت بالحقيقة المحمدية،وبقي من المناصب ما بقي من “الخلافة والقطبانية والولاية والغوثية”،أراد الله تعالى أن تحظى هذه الأمة بحظ كمال الإرث النبوي،لأن العلماء بالله من هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل.فأول منصب ختم منصب”الخلافة”خُتم بعليّ كرّم الله وجهه.وختم ولاية “الرسالة” هو سيدنا عيسى عليه السلام..
ثمّ تختم”الولاية”على خاتم الأولاد ويكون مولده بالصين،ويسري العقم في الرجال والنساء،وإذا قبضه الله ومؤمني أهل زمانه بَقي من بقي مثل البهائم لا يحلون حلالاً ولا يحرمون حراماً.
__ نعلم ويعلم من له عارضة في العلوم الظاهرة والباطنة،أن كل من جاء بعد الشيخ الأكبر ابن عربي الحاتمي إنما يغرف من بحره،صرح بذلك من صرح وكتم بذلك منكتم.(الشيخ أبي الفيض الكتاني يقول بأن الشيخ الأكبر هو الختم المحمدي).
__ الولاية ستة وأربعون جزءاً،آخرها رتبة الصديقية،وآخر رتبة الصديقية أول النبوة. والنبوة ستة وأربعون جزءاً،آخرها أول الرسالة. والرسالة ستة وأربعون جزءاً،آخرها أولية الحقيقة المحمدية في هذا العالم الشِهادي، فافهم…
الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني كتاب خبيئة الكون
عدد المشاهدات :24
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.