خاتمة المشهد الأول

خاتمة المشهد الأول

انتهى شرح هذا المشهد الاول.نسخة  ب. د .ف،منه على تلغرام

 وهذا المشهد الأول تنزيه للذات الإلهية حتى عن التنزيه،فلا معرفة لنا بها إطلاقا،وهو كذلك توحيد للأحدية.فيه محو واثبات،فناء وبقاء.هو مقام القرب،مقام النبوة اللاتشريعية. فالحق تعالى هو الواجب الوجود، غيره ممكن الوجود ،عدم ظاهر. 

 يقول ابن العربي في (الباب 514)… فلا يُقال فيك موجود، فإن ظلّ العدم فيكَ يَمنع من هذا الإطلاق أن تستحقّه،استحقاق من لا يقبل العدم.ولا يُقال فيك: معدوم،لأن ضوءَ الوجود الذي فيك يمنع من هذا الإطلاق أن تستحقّه،استحقاق من لا يقبل الوجود.فأنت جامع الطرفين، ومظهر الصورتين،وحامل الحُكمين،لولاك لأثّر المُحال في الواجب وأثّر الواجب في المُحال، فأنت السدّ الذي لاينخرم ولا ينفصم.فلو كان للعدم لسان لقال: “إنّك على صورته’انتهى.

قالت اليهود لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى عليه سورة الإخلاص.(قُلْ هُوَ الله)فأثبت الوجود،وحجبه بالهوية لأن وجود الذات الإلهية لامعرفتنا لنا بها،وإن كنا لا نشك فيه..(أَحَدٌ) فنفى العدد وأثبت الأحدية لله سبحانه وتعالى ونفى المماثلة، هذه الصفة الأحدية هي أعلا مرتبة وجودية ،ولا أتفق مع من صعد بمراتب الوجود الى الذات الألهية(؟)..(الله الصَّمَدُ)فنفى الجسم ،ونَفْيُ الجسم ينفي الجهة،وينفي الصورة، ويثبت الاطلاقية.( لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ) فنفى الوالد والولد. ”لم يلد” فيكون مقدمة،”ولَمْ يُولَدْ” فيكون نتيجة(ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) فنفى الصاحبة كما نفى الشريك ،ولم يقِم لهم من أدلة النظر دليلا واحدا على ذاته تعالى.

وهذه المشاهد صعبة وليس بالسهل شرحها،وهناك من تطفل عليها،فلم يفهم منها شيئا ،ولم يوصل للقاريء شيئا ،تطفل عليها ،وفي تطفله،يتهرب من الشرح، وكأن الامور بسيطة لاتحتاج الى شرح ؟ لأنه ليس له ذوق في كلام ابن عربي، فتراه في كل مسألة يقول بسرعة جملة أوجملتين أوثلاث (كشرح)،ثم يخفي رأسه تحت جناحي جهله،ويمر للتالي، يقنع نفسه بهذا القليل،ويظن أنه قد استوفى شرح الكلام الأكبري المطلسم،وبهذا فشرحه لا علاقة له بباطن المشاهد(وليس لها ظاهر)،أراد أن يُقال هو يفهم في كلام ابن عربي،وفعلا قد قيل…..وفي أرض العميان من له عين واحدة هو ملك…
au pays des aveugles les borgnes sont rois
لا يدري ولا يدري أنه لا يدري
فما دفعني لمحاولة شرحها،الا هذا التطفل المسيئ لباطن المشاهد، ولكلام الشيخ الاكبر، وكأنها ليست مشاهد بين مشهود رباني(دائرة الألوهية والحقيقة المحمدية) وشاهد بشري، ختم،في حالة فناء،رائد في التصوف العرفاني ،ولا دخل للذات الالهية في هذه المشاهد

فابن عربي ما هو الا ظل رداء النبوة المحمدية. فكونها(اي المشاهد)بين دائرتين باطنتين ،يجعل إدراكها صعبا،وتبيسطها أكثر صعوبة،وما تجرأت عليها حتى أخذت الاذن من صاحبها ،فكانت مساعدته لي في شرحها ظاهرة،فعندما أقرأ المشهد لا أفهم فيه شيئا.فهمه ياتي تدريجيا، وكأنني أمام صاحبها يأخذ بيدي حتى أكتب ما يريد كتابته، فشرحها يأخذ وقتا،وتصحيح ما شرحته يأخذ وقتا أكثر،ولا أدعي أنني أحطت بكل الأسرار، والحقائق التي وردت في باطن كلام ابن عربي،وفهمت كل شئ، فالكلام،كلام ختم من العيار الثقيل، فلولاغيرتي على كلام الشيخ الأكبرما اقتربت منها. فصاحبه جلس  أزيد من أربعين سنة على كرسي الختمية،

فهي مشاهد صاحبها في حالة فناء،فنى ثم فنى،فكان فناؤه عين بقائه،ويجب أن لا يفنى عن فنائه، لأن في بقائه عبوديته،وهي أكبر صفة له،في هذه المشاهد، لذا قال في أولها “أنا العدم الظاهر”.

يقول ابن عربي(كتاب المشاهد القدسية)قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى“ما وسعني أرضي ولاسمائي ووسعني قلب عبدي ” فقلب العارف لا تدرك له نهاية،اذ هو محل نظر الله من العبد ،وموضع تجليه،وحضرة اسراره ،ومهبط ملائكته ،وخزانة انواره ،وبحر علومه،انتهى.

فهذه المشاهد تجليات،تحل بقلب ابن عربي، لادخل له في خطابها، وأسلوبها،و أسرارها، ولافي عددها ،هي تُلقى على قلبه بوساطة النور المحمدي الاحمدي،فابن عربي ظل رداء النبوة المحمدية كما اخبره صلى الله عليه وسلم بذلك ،حين تعينيه في مقام الختمية الكبرى( وبين الختمية الكبرى والختمية الصغرى ثلاثة درجات).وهو في حالة فناء، والفاني لا يفكرفي غير المشهود.

قال ابن عربي رحمه الله،في كتاب المشاهد:.. إن”الحق”،صفة من صفات اللّه تعالى،فلا يظن السامع أن هذا الكلام محمول على ظاهره..انتهى”.

فما ظنك بمن أراد شرح هذه التجليات بفكره،ونظره، ونفسه، وعلى ظاهرها…؟

هذا المشهد يشير الى البسائط الأزلية،قبل القبل،فله الأولية والبطون،حيث لا مكان ولا زمان،ولا أين ولا آن،ولا أكوان، فنورالوجود هو الذي آل بالوجود الى العيان أي الظهور (فالأسماء الإلهية تطلب صورها)بعد الاصطحاب مع الأسماء الإلهية ومع نور الفيضة القرءانية، وبطبيعة الحال الكل من مقتضى القرءان.

فللقرءان ظاهر وباطن،ولباطنه سبعة أبطن،وهذه المشاهد من من احدى الابطن السبعة،وليست من ظاهر القرءان .ظاهر القرءان أحكام وباطنه حِكم..وللإطلاع على إحدى هذه البطون السبعة، يجب أن تنيخ راحلتك في مقام الختمية.واذا كنت قد ادركت هذا المقام،فلا تحتاج الى شرح هذه المشاهد التي تتبع تجليات القرن السابع.فختم هذا الزمان عنده فتوحات تساير تجليات عصرنا. لحم طري لا قديد كما قال ابو مدين الغوث.

هذه المشاهد قدسية باطنية،لا تدرك الا بالفتح الرباني،مجموعها 14 مشهدا،فلا يصح نسبة هذا العدد الى الحروف الهجائية،أوإلى أي شيء يرجع بها الى عالم الظهور.

 14 هو كسر اسمه تعالى”وهاب”(وهاب= 14)لأن “الوهاب”هو كذلك من دائرة التقديس ومطلع من مطالع الأنوار،فهذه الأسرار من دائرة الوهب والعطاء الإلهي.

ورحم الله من عرف قدره ووقف عنده.فالتطفل على كلام العارفين يخرج صاحبه من دائرة اهل الله، ومن دائرة التصوف.

واكرر لولا الغيرة على كلام ابن عربي خصوصا،وكلام العارفين عموما،ما تناولت شرحها لأنها تتعبني…

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بضعة رسول الله.

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (4)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد