الشيوخ المدعون

الشيخ الشعراني

يقول الإمام الشعراني: [ وبعد: فقد دعاني داعي الشّفقة على طائفة من الفقراء في هذا الزمان،سَمّوا أنفسهم بالصوفية ،وادّعوا الولاية الكبرى وهُم أضلّ من الأنعام.فصار كلّ من أذن له شيخه القاصر بأن يستفتح الذكر بجماعة أو أذن له أن يُلقّن الناس أو لم يأذن له، أو سمع في خلوته هاتفاً من جنّي أو شيطان،يظنّ أنه وليّ لله عز وجل،

فيجمع له جماعة من العوام،من أهل الصنائع وغيرهم،فتارة يجلس في بلده وتارة يطوف البلاد ويُكلّف العباد في هذه الأيام الكَدرة النّكدة على الخاص.وهومع هذا يدّعي أنه قائم في الخَلق مكان نبيهم صلى الله عليه وسلم، وكفى بذلك كفراً وجهلاً وسوء أدب. وأين المقام من المقام؟،وأين الملائكة من الشياطين؟غَرّه تَهيئة الناس له ما يأكُل وما يشرب،هو وجماعته ، على السالم من غير غرامة،فكثُر كلامه وصار يقول للناس: لا بدّ لكل إنسان يُريد الطريق إلى الله من أستاذ، فيأكل من لحمهم وخُبزهم بهذه المصيدة الخبيثة.

ولعُمري أن الفلاحين وأهل الصنائع أحسن حالاً وأقرب إلى الله من هؤلاء المدّعين،لأنهم طول عمرهم في أعمال شاقة في نفع الخلق وهؤلاء المُدّعون طول عمرهم ساعون في ضرر الخلق،لأنهم يقصدون بخلوتهم ورياضتهم وذكرهم،في بعض الأوقات،التمييز على الخلق والتمهيد لطريقتهم التي يطلبون أن يكونوا داعين إليها،فيجوع أحدهم جوعاً مُفرطاً حتى ينحرف مزاجُه فينظر شموساً ونجوماً من شدّة الجوع،فيظنّون أن ذلك من علامات الطريق. ولعمري إذا فرضنا أن أحدهم رأى من منتهى العرش إلى منتهى التّخوم،وأحاط علماً بجميع ما بينهما،هل ذلك مُقرّب له إلى الله تعالى؟ وهل يستحقّ على ذلك جزاء من الجنة أو غيرها؟.. وقد أوضحنا حالهم ودعاويهم الباطلة في: “رسالة الأنوار”،فإن أفعالهم تكذّب دعاويهم في جميع ما يتقلّبون فيه.

ولعمري: الكامل في هذا الزمان من وجد وصف الإسلام فقط،من غير زيادة، فإنسَلْب الإسلام قد كثُر في هذا الزمان،وهو سنة ثلاثة وثلاثين وتسعمائة (933هـ). وقد اطّلع أهل الكشف من أولياء هذا الزمان على أنه مات في هذا الزمان من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مائة وخمسين ألفاً،فوجدوا منهم عشرة آلاف نفس ماتوا على الإسلام،والباقي على الكفر نسأل الله العافية.

فإذا كان هذا الحال،وأن رتبة الإسلام عزيزة،فكيف برتبة الإيمان،فكيف برتبة الولاية. فرحم الله امرءاً عرف قدره وأراح الخلق منه ومن تلامذته من بعده، فإن الحيّة لا تَلد إلا حيّة. إذا علمت ذلك،فلنشرُع في مقصود الكتاب في ذكر رسالة جامعة لجميع موازين القاصرين فأمنحُه لهم عند الخلق كما عند الله تعالى،بحسب ما يفتح الله عليّ به حال الكتابة. وأرجو من الله الكريم أن كل من نظر فيها بالأدب،من مشايخ هذا الزمان،عَلم يقيناً أنه لم يشمّ رائحة الولاية،فضلاً عن حصولها،فيستريح من الدّعاوى الكاذبة،لأنه يجد نفسه عارياً عن صفات الأولياء.. ].

كتاب :رَدْع الفُقرا عن دَعوى الولاية الكبرى / موازين القاصرين

لخصه ذ شيد موعشي.

فانتبهوا جزاكم الله خيرا الى كثرة المدعين في زماننا،ولا تساعدوهم على تدمير التصوف من الداخل،ببلدنا ستة اشخاص نصبوا انفسهم شيوخ التصوف،وعارفين بالله،منهم من لم يتجاوز الثلاثين من عمره او تجاوزها بالقليل. التصوف اصبح تجارة مربحة،خصوصا وان كان من نصب نفسه شيخا،عنده البعض من علم الحروف والاوفاق  

اما الخيام فإنها كخيامهم = و آرى نساء الحي غير نسائها 

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد