أراك مسلِّما تقليدا،أو صاحب دليل

متابعة الشرح

قال لي :أراك مسلِّما تقليدا،أو صاحب دليل ؟ قلت:لامقلد ،ولاصاحب دليل . قال لي :فأنت لا شيء .قلت له:أنا الشيء بلا مثلية،وأنت الشيء بالمثلية.قال : صدقت .

قلت:لامقلد،ولاصاحب دليل: جواب عارف من العيار الثقيل،فهو رضي الله عنه صاحب مشاهدة،وهو في مشاهدة، لامقلد ولاصاحب دليل،فكيف يكون أثناء المشاهدة وينسب نفسه للتقليد أو الدليل.

قال لي :فأنت لا شيء، قلت له:أنا الشيء بلا مثلية :

مرعلى الانسان زمان حتى الشيئية،كانت منفية عنه قال تعالى(أو لايذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) فلهذا وجوده مقيد وغير واجب،وليس له مثلية،لأن الوحدانية اقتضت التمييز بين الخلائق “ولا مقابل لي“(كما يقول فيما بعد).

سبق وأن قلت أن هذه المشاهد تجليات ربانية في قلب الشيخ الأكبر،وهي خطاب لصفته الختمية،يقول في هذا الكتاب، قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى”ما وسعني ارضي ولاسمائي ووسعني قلب عبدي المومن “.فقلب العارف لا تدرك له نهاية،اذ هو محل نظر الله من العبد،وموضع تجليه وحضرة اسراره ،ومهبط ملائكته وخزانة أنواره ،وبحر علومه،انتهى.

فالمنطق البشري والذوقي، في هذه المشاهد وراء الكلمات.

يقول رضي الله عنه في الباب 558 :

إلاعناية ربي حين أرسلها = إلى فؤادي فنادتني على كثب 

خطاب رباني لصفته الختمية، وعرَّف أهل الله الصفة على أنها حقيقة عقلية،معدومة العين موجودة الحكم،كلية لاتقبل التجزئة.                                                الصفة تدل على معنى في الموصوف،فهي إذا،لا تعطي ماهية الموصوف،ولايمكن الوصول إلى ماهيته من خلالها.الصفة مايبلّغُكَ حالة الموصوف أي ما يوصل إلى معرفة حاله.الصفة تابعة للموصوف بها،توجد بوجوده، وتفقد بانعدامه،فهي تتبع الموصوف في سائر حالاته. كصفة”الشجاعة”،فهي لا تفارق الشخص الشجاع،أرأيت يوما ما الشجاعة تتجول في الشوارع لوحدها؟.

وأنت الشيء بالمثلية :قال تعالى(الله نور السموات والارض مثل نوره)”مثل نوره” فهذه المثلية هي المشار إليها في كلامه،وهذه المثلية تقع على النور المحمدي الاحمدي (لقد جاءكم من الله نــــور وكتاب مبين)أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر.

قال تعالى(ليس كمثله شيء) نَفي المثليّة مع الشيئية، أما النور المحمدي الأحمدي فمحتده من الأحدية ،وهو من عالم الشأنية.

يقول ابن عربي جوابا عن (السؤال 23 من اسئلة الترمذي):” كان الله ولا شيء معه”.اعلم أن الحق تعالى لا تصحبه الشيئية ولاتنطبق عليه،وكذلك: “هو ولا شيء معه” فإنه وَصْف ذاتيّ له:سَلْب الشيئيّة عنه،وسَلب مَعيّة الشيئيّة. لكنه مع الأشياء وليست الأشياء معه،لأن المَعيّة تابعة للعلم:فهو يَعلمنا فهو مَعنا، ونحن لانَعلمه فلسنا معه.اعلم أن لفظة “كان” تُعطي التّقييد الزماني،وليس المُراد هنا به ذلك التقييد،وإنما المراد به الكون الذي هو الوجود. فتحقيق “كان” أنه حرف وجوديّ،لا فعل يطلب الزمان.انتهى.                                                                             فقوله“وانت الشئ بالمثلية ،خطاب للوجهة الخلقية لمرتبة الألوهية من وراء البرزخية المحمدية ،وهناك اسرار أوسع لا يتذوقها ويقبلها الا من عرف حقيقة الاصطحاب  .

قال : صدقت

يتبع :التوسع في شرح الشيئية

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد