سؤال من عند أحد الأحبة

سؤال بلغني منذ سويعات قلائل من عند احد اصحابنا الاعزاء بالسودان الاستاذ ابراهيم بركات وطلب من رأيي في هذا الحديث ؟

ورد في الحديث : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت رجال منهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:”هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده” فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع،وعندكم القرآن،حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا،منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر،فلما أكثروا اللغط،والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قوموا عني،ولا ينبغي عندي التنازع.قال عبيد الله: فكان ابن عباس-رضي الله عنه-يقول: إن الرزية كل الرزية،ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم، ولغطهم…(الحديث في الصحيحين).

قلت : لو اعطوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده ابدا” لكتب فيه صلى الله عليه وسلم (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (ال عمران).

عندما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال أبو بكر رضي الله عنه : “أما بعد،فمَن كان منكم يعبد محمدًا صلى الله عليه وسلم،فإنَّ محمدًا قد مات،ومَن كان يعبد الله، فإنَّ الله حيٌّ لايموت،ثم تلا: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّارَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)

فهذه الاية ذكرت الصحابة أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم عبد من عباد الله ،يجري عليه ما يجري عليهم. خصوصا وهم حديثي عهد بالجاهلية وعبادة الاوثان،وتبعد الضلال عن الصحابة وتثبت التوحيد في قلوبهم.

في حين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمل سيفه وقال:“من قال إن محمدا قد مات ضربت عنقه“.

قال تعالى(أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ اَ۪نقَلَبْتُمْ )(ال عمران) ” أفإين مات “ كتبت مخالفة للكتابة الإملائية،بياء زائدة ولم تكتب “أَفَإِن مَّاتَ“.”أفإين مات“..” إن” شرطية تشكيكية.اداة التحقيق في اللغة العربية، اي التي تفيد أن الأمر موثوق منه،واقع لامحالة،هي(إذا) فإذا مات …فلم يرد في القرءان مايفيد ذالك.كما أن حرف (أو)،حرف عطف،يفيد كذلك التشكيك (لَبِثْنَا يَوْمًا أوْ بَعْضَ يَوْمٍ).
والتشكيك يفيد أنه صلى الله عليه وسلم،وإن مات حساً،فلم يمت حقيقة.في سورة مريم قال تعالى(ويقول الانسان أإذا مامت لسوف أخرج حيا) بأداة.(اذا)التي تفيد التحقيق،وان الموت قادم ولم يقل تعالى”أ.ان مت”.

فحقيقة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه ،استمرارية في الوجود،ووساطته دائمة،ولا نهاية لحقيقته،ولا أفول لنوره،لأنه نورمن الله.( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)

فالذي انتقل الى الرفيق الاعلى،هي هذه الوجهة الخلقية المولودة من أم وأب،والتي هي بشر مثلنا تحت مقتضيات الأسماء الإلهية،يجوع ،ويتاجر وتزوج وولد،وسُحر،…وفي الاخير جرى عليه حكم الإسم المميت.

اما الوجهة الحقية التي كانت وءادم منجدل في طينته والتي هي أول نور خلقه الله “اول ما خلق الله نور نبيك يا جاير“.وهي أول العابدين(قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) وهي الرحمة المرسلة للعالمين قال (وما ارسلناك الارحمة للعالمين) والرحمة صفةلا بد لها بالموصوف بها،تتبعه،توجد بوجوده وتفقد بفقدانه،فهي تتبع الموصوف في سائر أحواله  أيموت من حقيقته طرف فعال في التجليات الإلهية؟ وكيف تسير التجليات،وتظهر مقتضياتها إن لم يكن مصاحبا لها؟وأين اللطف الذي يضفيه عليها؟

فهي حاضرة وللكون ناظرة.ترد السلام علينا.لها الاولية والاخرية لأنها من عالم الشأنية (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قراءن).

قال تعالى (ان الله وملائكته يصلون على النبي)أ الله وملائكته يصلون على غائب غير موجود ومن الكون مفقود.!!! أم على حقيقة حاضرة وللكون ناظرة؟؟

كيف يكون ابليس اللعين حيا ينتقل من مشارق الأرض الى مغاربها ،وهوشيطان لعين شقي ضال مضل.والنبوة المحمدية،البرزخ النوراني والعبد الحقاني، نور الله،وأول العابدين.المهدي الهادي.صراط الله المستقيم. قد مات.؟؟…

كيف يكون من ارسل رحمة للعالمين غائب عن العالمين؟ فقدان الكون النبوة مولانا رسول الله،يفتح المجال للجلال المحض.(فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون).

 فكان سيدنا ابو بكر على حق شريعة،ومن كان يعبد الله،فإن الله حي لا يموت،وسيدنا محمد لا من حيث وجهته الخلقية أو الحقية عبد من عباد الله،وافق سيدنا عمر رضي الله عنه(دون علم بها)الحقيقة والوجهة الحقية.

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللهَ جَعَل الحقَّ على لِسان عمر وقَلْبه”وقال ابن عمر:ما نَزَل بالناس أمرٌ قطُّ فقالوا فيه،وقال فيه عمر،إلا نَزَل فيه القرآن على نَحْوِ ما قال عمر(رواه الترمذي وأحمد)

 فكن يا اخي شاربا بكأسين ناظرا بعينين.ولا تنس انني سأضرب عنق كل من قال أن محمدا لا وجود له في الكون الإلهي.

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد