عدم تكرار نفس التجلّي:
يقول الشيخ الأكبر: يقول أبو طالب المكي: إن الله سبحانه ما تجلّى قط في صورة واحدة لشخصين،ولا في صورة واحدة مرتين،ولهذا اختلفت الآثار في العالم اهـ.
اعلم أن التجليات لو كانت في صورة واحدة من جميع الوجود،لم يصح لها سوى قصد واحد،وقد ثبت اختلاف القصد،فلا بد أن يكون لكل قصد تجل خاص ما هو عين التجلي للآخر،فإن الاتّساع الإلهي يعطي أن لا يتكرر شيء في الوجود،وهو الذي عوّلت عليه الطائفة،والناس في لبس من خلق جديد،وإنما الأمثال والأشباه توهم الرائي والسامع للتشابه الذي يعسر فصله إلا على أهل الكشف،والقائلين من المتكلمين إن العرض لا يبقى زمانين انتهى..
قــــلــــت:
قال تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله أن الله واسع عليم)ولهذا الوسع الالهي لا تكرار في الوجود وإن ظهر في الشهود فالتجليات الالهية هي غذاء الكون ومدده ،وسر استمراريته لاغنى للوجود عنها، ولو تكرر التجلي لكان الوجود في التجلي الثاني، المتكرر ،مستغنيا عن الله ،ولهذا كان الحق تعالى( كل يوم هو في شأن) واليوم هو هنيهة التجلي الإلهي(وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) واحدة لا ثاني لها ،ولا تكرا لها ،وكلمح بالبصر،
حصل المقال على : 12 مشاهدة