ابن عربي من الختمية الى المخمس العرشي

 ابن عربي من الختمية الى المخمس العرشي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

قال ابن الفارض :
وروحي للأرواح روح وكل ما == ترى حسنا من فيض طينتي
ولولاي لم يوجد وجود ولم يكن == شهود ولم تعهد عهود بذمتي

البيتان لسلطان العاشقين وبلبل الحضرة وهو كلام على لسان الحقيقة المحمدية فنى فيها فنطق على لسانها.

قال ابن عربي :
لكل عصر واحد يسمو به ==وأنا لباقي العصر ذاك الواحد

هذا كلام الشيخ الأكبر،أورده في الفتوحات المكية الجزء 3 ص41،في الباب الحادي عشر وثلثمائة في معرفة منزل النواشئ الاختصاصية الغيبية من الحضرة المحمدية حيث يقول رضي الله عنه : اعلم أنه ليلة تقييدي هذا الباب رأيت رؤيا سررت بها واستيقظت وأنا أنشد بيتاً كنت قد عملته قبل هذا في نفسي وهو من باب الفخر وهو:


في كل عصر واحد يسمو به ==وأنا لباقي العصر ذاك الواحد

وذلك أني ما أعرف اليوم في علمي من تحقق بمقام العبودية أكثر مني،وإن كان ثم فهو مثلي،فإني بلغت من العبودية غايتها فأنا العبد المحض الخالص لا أعرف للربوبية طعماً ……..انتهى”.  

اذا كان كلام ابن الفارض على لسان الحقيقة المحمدية فهل كلام ابن عربي على لسانها كذلك  ؟  وأنا لباقي العصر ذاك الواحد ؟ أم هي ختمية كبرى على كل الاولياء؟ وعلى مر الازمنة والعصور؟ هذا مستحيل، كما يستحيل على غيره، فلكل زمان ختم لأن التجليات الإلهية في ترق ،فختم زماننا هذا لاشك أنه يفوق السابقين في العلوم وفي المعرفة بمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثير. و” فوق كل ذي علم عليم”.وما كان عطاء ربك محظورا “. فالامر الإلهي لا يقبل التحجير .


الأجوبة  على هذه الأسئلة نجدها  في كلامه :

يقول رضي الله عنه جوابا عن السؤال الثالث عشر من أسئلة الحكيم الترمذي “…. فإن قلت ومن الذي يستحق خاتم الأولياء كما يستحق محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبوة فلنقل في الجواب: الختم ختمان ختم يختم الله به الولاية المحمدية فأما ختم الولاية على الأطلاق فهو عيسى عليه السلام ….. وأما ختم الولاية المحمدية فهي لرجل من العرب من أكرمها أصلاً ويداً وهو في زماننا اليوم موجود عُرِّفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ورأيت العلامة التي له قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة فاس حتى رأيت خاتم الولاية منه وهو خاتم النبوة المطلقة لايعلمها كثير من الناس. وقد إبتلاه الله بأهل الإنكارعليه فيما يتحقق به من الحق،في سره من العلم به .وكما أن الله ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم نبوة الشرائع كذلك ختم الله بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الوارث المحمدي لا التي تحصل من سائر الانبياء…”

و في الباب 24 من ف ح يقول:
“………فيكون عيسى عليه السلام صاحباً وتابعاً من هذا الوجه وهو عليه السلام من هذا الوجه خاتم الأولياء .فكان من شرف النبي أَنَّ خَتْمَ الأولياء في أمّته نبي رسول مكرم هو عيسى عليه السلام ،وهو أفضل هذه الأمة المحمدية وقد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء …. وكلامنا في اللواء الخاص بأمّته وللولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد ختم خاص هو في الرتبة دون عيسى عليه السلام لكونه رسولاً وقد ولد في زماننا ورأيته أيضاً واجتمعت به ورأيت العلامة الختمية التي فيه فلا ولي بعده إلا وهو راجع إليه كما أنه لا نبيّ بعد محمد إلا وهو راجع إليه … “انتهى.

فكما ترى فهو ينسب الختمية المطلقة (كما يسميها ) إلى عيسى وينسب الختمية المحمدية إلى شخص رآه بمدينة فاس وينسبها فيما بعد إلى نفسه مع أنه يقول :”فلا ولي بعده إلا وهو راجع اليه “. و ابن عربي جاء بعد هذا الختم فهو نفسه راجع إليه (حسب منطقه) ؟ و أظن أن هذا إلتباس وقع فيه  ابن عربي(لأنه كان في بداية سيره)عندما اعتقد الختمية في هذا الرجل (الولي من أولياء الله) المجهول لأن هذا الختم لم نعرف عنه شيئا ، لم تصل إلينا عنه صلاة نعتية تتغزل في الحقيقة المحمدية ،تعنون عن مقامه ،وهذا شرط واجب في مقام الختمية وكذا القطبانية .وتجدر الإشارة أن الحاتمي عاصر القطب ابن مشيش ولا نرى أحق من ابن مشيش منها. فصلاته تعنون عن مقامه وعن معرفته، ومريده الوحيد الشاذلي خير دليل عن ذلك.

يقول في ج1 ص 319 ……ولقد رأيت رؤيا لنفسي في هذا النوع وأخذتها بشرى من الله فإنها مطابقة لحديث نبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ضرب لنا مثله في الأنبياء عليهم السلام “فقال مثلي في الأنبياء كمثل رجل بنى حائطا فأكمله إلا لبنة واحدة فكنت أنا تلك اللبنة فلا رسول بعدي ولا نبيّ”. فشبه النبوة بالحائط والأنبياء باللبن التي قام بها هذا الحائط …فكان خاتم النبيين. فكنت بمكة سنة تسع وتسعين وخمسمائة أرى فيما يرى النائم الكعبة مبنية بلبن فضة وذهب، لبنة فضة ولبنة ذهب، وقد كملت بالنباء وما بقي فيها شيء و أنا أنظر إليها وإلى حسنها فألتفت إلى الوجه الذي بين الركن اليماني والشامي هو إلى الركن الشامي أقرب فوجدت موضع لبنتين لبنة فضة ولبنة ذهب ينقص من الحائط في الصفين، في الصف الأعلى ينقص لبنة ذهب، وفي الصف الذي يليه ينقص لبنة فضة، فرأيت نفسي قد انطبعت في موضع تلك اللبنتين فكنت أنا عين تينك اللبنتين وكمل الحائط ولم يبق في الكعبة شيء ينقص وأنا واقف أنظر و أعلم أني واقف و أعلم أني عين تينك اللبنتين لا أشك في ذلك وأنهما عين ذاتي .واستيقظت فشكرت الله تعالى وقلت متأوّلا أني في الإتباع في صنفي كرسول الله في الأنبياء عليهم السلام وعسى أن أكون ممن ختم الله الولاية بي وما ذلك على الله بعزيز وذكرت حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم في ضربه المثل بالحائط وأنه كان تلك اللبنة فقصصت رؤياي على بعض علماء هذا الشأن بمكة من أهل توزر فأخبرني في تأويلها بما وقع لي وما سميت له الرائي من هو .فالله أسأل أن يتمها عليّ بكرمه فإن الأختصاص الإلهي لا يقبل التحجير ،ولا الموازنة، ولا العمل وإن ذلك من فضل الله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم”.انتهى. فبعد أن نسب الختمية لرجل رآه بفاس فهاهو ينسبها لنفسه وهذا يدل على أن لكل زمن ختم.

تساؤل :
لما لم تكن اللبنتان بين الركن اليمني وركن الحجر الاسعد وكانتا بين الركن الشامي واليماني؟رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت للبنة واحدة، ورؤيا ابن عربي للبنتين ذهب وفضة كل واحدة في صف ؟

يقول ابن عربي ف ح ج3 صفحة 323 “……ولقد آمنا بالله وبرسوله وبما جاء به مجملاً ومفصلاً مما وصل إلينا من تفصيله وما لم يصل إلينا أو لم يثبت عندنا فنحن بكل ما جاء به في نفس الأمر أخذت ذلك عن أبوي أخذ تقليد ولم يخطر لي ما حكم النظر العقلي فيه من جواز وإحالة ووجوب، فعملت على إيماني بذلك حتى علمت من أين آمنت وبماذا آمنت وكشف الله عن بصري وبصيرتي وخيالي فرأيت بعين البصر ما لا يدرك إلا به ورأيت بعين الخيال ما لا يدرك إلا به ورأيت بعين البصيرة مالا يدرك إلا بها، فصار الأمر لي مشهوداً والحكم المتخيل المتوهم بالتقليد موجوداً فعلمت قدر من اتبعته وهو الرسول المبعوث إلي محمد صلى الله عليه وسلم وشاهدت جميع الأنبياء كلهم من آدم إلى محمد عليهم السلام وأشهدني الله تعالى المؤمنين بهم كلهم حتى ما بقي منهم من أحد ممن كان ويكون إلى يوم القيامة خاصهم وعامهم ورأيت مراتب الجماعة كلها فعلمت أقدارهم واطلعت على جميع ما آمنت به مجملاً مما هو في العالم العلوي وشهدت ذلك كله فما زحزحني علم ما رأيته وعاينته عن إيماني فلم أزل أقول وأعلم ما أقوله وأعمله لقول النبي صلى الله عليه وسلم ،لا لعلمي ولا لعيني ولا لشهودي فواخيت بين الإيمان والعيان وهذا عزيز الوجود في الاتباع فإن مزلة الأقدام للأكابر إنما تكون هنا إذا وقعت المعاينة لما وقع به الإيمان فتعمل على عين لا على إيمان فلم يجمع بينهما ففاته من الكمال أن يعرف قدره ومنزلته فهو وإن كان من أهل الكشف فما كشف الله له عن قدره ومنزلته فجهل نفسه فعمل على المشاهدة والكامل من عمل على الإيمان مع ذوق العيان وما انتقل ولا أثر فيه العيان وما رأيت لهذا المقام ذائقاً بالحال وإن كنت أعلم أن له رجالاً في العالم لكن ما جمع الله بيني وبينهم في رؤية أعيانهم وأشخاصهم وأسمائهم فقد يمكن أن أكون رأيت منهم ،وما جمعت بين عينه واسمه، وكان سبب ذلك أني ما علقت نفسي قط إلى جانب الحق أن يطلعني على كون من الأكوان ولا حادثة من الحوادث وإنما علقت نفسي مع الله أن يستعملني فيما يرضيه ولا يستعملني فيما يباعدني عنه وإن يخصني بمقام لا يكون لمتبع اعلى منه ولو أشركني فيه جميع من في العالم لم أتأثر لذلك فإني عبد محض لا أطلب التفوق على عباده بل جعل الله في نفسي من الفرح أني أتمنى أن يكون العالم كله على قدم واحدة في أعلى المراتب فخصني الله بخاتمة أمر لم يخطر لي ببال فشكرت الله تعالى بالعجز عن شكره مع توفيتي في الشكر حقه وما ذكرت ما ذكرته من حالي للفخر لا والله، وإنما ذكرته لأمرين الأمر الواحد لقوله تعالى و أما بنعمة ربك فحدث وأيةُ نعمةٍ أعظم من هذه ،والأمر الآخر ليسمع صاحب همة فتحدث فيه همة لاستعمال نفسه فيما استعملتها فينال مثل هذا فيكون معي وفي درجتي فإنه لا ضيق ولا حرج …..”انتهى.

الشيخ الاكبر يحكي لنا عن وصوله الى اعلا مقامات الاحسان : المشاهدة .فواخى بين الايمان والعيان وهذا عزيز الوجود في الإتباع كما يقول ، وطلب من الله أن يخصه بمقام لايكون أعلا منه . والظاهر ان الله تعالى استجاب لدعاء ابن عربي وأراه مراتب الاولياء ومكانه ومكانته بينهم .

والمخمس العرشي هو جدول من خمسة وعشرون خانة يحتل فيه  ابن عربي مكان العرش. الخانة الوسطى هي للغوث ذلك الزمان وباقي الخانات 24 للعرش. الكرسي. القلم … الاقطاب الاربعة …. )    :

الخانة الوسطى هي للغوث واذا مات حل محله غيره وانتقل هو الى خانة الحمالة او الكرسي او …حسب معرفته برسول الله وهذا المخمس اشار اليه احد العارفين السابقين وهو الشيخ رحال الكوشي الملقب بالبدالي في ابيات شعرية مرموزة،  قال :


رمزت لأوتادٍ بأبياتِ أهْسَذٍ === واقطابٍ جضكْصَثٍ وقلبٌ لغوثها
ملائكةٌ زطفَقٍ حَلْنَضٍ لعرشها===بدوي ٍّ عَرْتَخٍ حمالةُ عرشها
فأقسمْ بعقلٍ ما قد جُمع عندك=== من أية أو اسم لاتكرر عددها
نَقِّلْ بيوت الحمَّال في الوِفْق كله=== واعلم بأن الورع يخص سرها

وبه تتميز مقامات الأولياء مند زمن الصحابة والتابعين الى أن يرث الله الأرض ومن عليها .فابن عربي ما زال يتصدر خانة العرش وسيبقى فيها(حسب نظري والله اعلم إلى أن تقوم الساعة).وهو الظاهر فيها يعني أنه لو كان ولي في مقام ابن عربي وأعطي مرتبة خانة العرش يبقى محجوبا بابن عربي: “…..فينال مثل هذا فيكون معي وفي درجتي فإنه لا ضيق ولا حرج …..” واظن ان الذي كان فيها قبل ابن عربي :أبو يزيد البزطامي.

وفي رؤياه رآى ابن عربي لبنتان :  فلبنة الذهب تشير الى مقامه في المخمس العرشي ولبنة الفضة تشير الى مقام الختمية الذي اقيم فيه الى نهاية حياته ؟

وتسميته بالمخمس العرشي نسبة الى خانة العرش وهذا المخمس له تصاريف عند علماء خواص الاسماء والحروف وقد ذكره غير واحد ،.. والى هذا يشير في الرؤيا وفي الكشف وعبرعن ذلك في البيت الوارد آنفا .

و ابن عربي الذي جمع بين التصوف وعلم السيمياء أورد البيت الشعري في الباب 311 الذي تطرق فيه الى الكلام على علم السمياء .

وابن عربي كان على معرفة بأسماء جميع الاقطاب الذين سيبلغون مقام الغوثية و الجلوس بالخانة الوسطى ،وأشار إلى هذا في الباب 555 “في معرفة السبب الذي منعني أن أذكر فيه بقية الأقطاب”من زماننا هذا إلى يوم القيامة :يقول  اعلم وفقنا الله وإياك أن الكتب الموضوعة لا تبرح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وفي كل زمان لا بد من وقوف أهل ذلك الزمان عليها ولا بد في كل زمان من وجود قطب عليه يكون مدار ذلك الزمان فإذا سميناه وعيناه قد يكون أهل زمانه يعرفونه بالاسم والعين ولا يعرفون رتبته فإن الولاية أخفاها الله في خلقه وربما لا يكون عندهم في نفوسهم ذلك القطب بتلك المنزلة التي هو عليها في نفس الأمر فإذا سمعوا في كتابي هذا بذكره أداهم إلى الوقوع فيه فينزع الله نور الإيمان من قلوبهم كما قال رويم وأكون أنا السبب في مقت الله إياهم فتركت ذلك شفقة مني على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما أنا في قلوب الناس ولا في نفس الأمر ولا عند نفسي بمنزلة الرسول يجب الإيمان بي عليهم وبما جئت به ولا كلفني الله إظهار مثل هذا فأكون عاصياً بتركه ولا هذه المسألة بمنزلة قوله تعالى ” وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”  وبسط الرحمة على الكافة الأولى من اختصاصها في حقنا ….. “.

وخلاصة القول :
الختمية أعلا مقام  في درجات الولاية ،ولكل زمن ختمه ،حتى نزول  سيدنا عيسى عليه السلام فيختم الله به الولاية المحمدية .والختمية هي القطبانية الكبرى والقطب الاكبر هو المعبر عليه عند القوم بالغوث ومن الممكن أن يكون في زمن واحد حتى 10 أقطاب ولكن الغوث واحد ،ولا بد للقطب ان تكون له علوم لدنية ،وفتوحات ربانية ،حديثة العهد  بالنبوة المحمدية ،وأن تكون له صلوات أو صلاة راقية في الثناء على المحمدية بالاحمدية نعوتها مأخوذة من القرءان مسايرة للتجليات الالهية الحالية.وهذا هو الفصل والدليل المطلوب من كل من ادعى الختمية ،و ما اكثرهم في زمننا هذا.؟


والشيخ الاكبر غوث وختم زمانه وفي الترتيب العام للأولياء له خانة “العرش” وهي مرتبة الأولياء أصحاب المقامات الكبرى، وكل من كان في درجته (ولا ضيق ولا حرج كما يقول) يكون محجوبا به (بابن عربي )وهذا هو المقام الذي ليس لمتبع كما عبر عن ذلك في قوله:” وإن يخصني بمقام لا يكون لمتبع أعلى منه ولو أشركني فيه جميع من في العالم لم أتأثر لذلك” والاختصاص الالهي لا يقبل التحجير “.

والشئ بالشئ يذكر :الإختصاص الإلهي لا يقبل التحجير: البعض من العارفين الذين بلغوا مقام الختمية نَسب إليهم اصحابهم وأتباعهم قولهم :أنه ختم على جميع الأولياء الى آخر الدهر”؟ وهذا محض زور وافتراء ،وتحجير لعطاء الله، وحصر للنفحات الربانية ،وتقييد للتجليات الإلهية ،ولا يعقل ان من وصل الى هذا المقام لايعرف أنه نقطة في بحر الحقيقة المحمدية ،فالتجليات الالهية في ترق دائم فلا تاتي إلا بمن هو أكبر وأعرف ممن سبقه وقد أشارت الى هذا صلاة جوهرة الكمال التجانية ب” سراطك التام الاسقم” ولكن كما يقول ابن الجوزي في تلبيسه : الفهم عزيز” أي صعب الإدراك.

ولنعد إلى البيت الشعري فهو لايمكن أن يكون على لسان الحقيقة المحمدية لأن الشطر الاول من البيت :لكل عصر واحد يسمو به ينفي ذلك. هذا الشطر يقصد به ابن عربي غوث ذلك العصر، يسمو به عصره، لأن تغزلاته في الحقيقة المحمدية وكشفه النقاب على خبايا الاحمدية يتبعها التقدم العلمي والتكنولوجي و … لهذا قال “يسمو به عصره ” فمند وفاة ابن عربي10  أغواث او أكثر تعاقبوا على خانة الوسط وانتقلوا منها الى غيرها بعد موتهم .أما الشطر الثاني فهو يشير به الى مقامه في الترتيب العام لدرجات الاولياء: خانة العرش.            ” هم درجات عند ربهم””ولكل درجات مما عملوا.”..”فاؤلئك لهم الدرجات العلى.”.”نرفع درجات من نشاء”.
فهو لباقي العصر ذاك الواحد الذي في خانة العرش يقول رضي الله عنه “ورأيت مراتب الجماعة كلها فعلمت أقدارها”……

ويقول لمن لم ير مرتبته: … “ففاته من الكمال أن يعرف قدره ومنزلته فهو وإن كان من أهل الكشف فما كشف الله له عن قدره ومنزلته “
ولو كان البيت على لسان الحقيقة المحمدية لقال :
في كل عصر واحد يسمو بنا ===ونحن لباقي العصور ذاك الواحد
بنا = 53= أحمد
وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد.
محمد بن المبارك 2003 كتب منذ 17 سنة ونشر في وقته بمنتديات التصوف.     

حصل المقال على : 2٬569 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد