النور المحمدي

اعرف نبيك

يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : طافت سقاة القدم على أرواح بعض بني آدم بكؤوس شراب : (أَلَسْتُ) في خلوة مجلس (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ).(أسكرهم الساقي لا الشراب)سكنت تلك النشوات في ذرات تلك الذوات حتى انفلق عمود صبح شرع أحمد صلى الله عليه وسلم ،من مشرق سماء رسالته، وجاءته من جناب الأزل لطائف أسرار الغيب ، فنبه سكارى العشق ، وأيقظ نوام العقول،ليتذكر عهدها معه في خلوة ليلة (أَلَسْتُ)،فطارت إليه بجناح : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى). انتهى

الشيخ صدر الدين القونوي: يقول:«الإنسان الكامل الحقيقي :هو البرزخ بين الوجوب والإمكان ،والمرآة الجامعة بين صفات القدم وأحكامه وبين صفات الحدثان ،وهو الواسطة بين الحق والخلق وبه وبمرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي سبب لقاء ما سوى الحق للعالم كله علواً وسفلاً ،ولولاه من حيث برزخيته التي ل تغاير الطرفين لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط .

وقال الشيخ يوسف بن محمد الفاسي : فكانت الحيرة فيه صلى الله عليه وسلم على حسب معرفته ، وكما يليق بمقامه وعلو منزلته،وحقيقة ذلك لم يدركها أحد بفهمه” ولايحيطون بشيء من علمه إلّا بماشاء ” الله من ظواهر الأمور دون بواطنها ،وجليّها دون خفيّها،فالفهوم كلّت والعقول وقفت ، وتضاءلت عن إدراك خفي سرّه،والوقوف على حقيقة أمره،وما يعلم ذلك إلّا الذي خصه به سبحانه وتعالى .

وقال الامام القسطلاني :إعلم أنّه لاسبيل لأحد إلى الإحاطة بنقطة من بحار معارفه،أو قطرة مما أفاضه الله عليه من سحائب عوارفه ..
وقال الشيخ أبو المواهب الشاذلي:رأيته صلى الله عليه وسلم مرة فقلت له:ياسيدي قول البوصيري: فمبلغ العلم فيه أنّه بشر معناه :منتهى العلم فيك أنّك بشرعند من لا علم له بحقيقتك،وإلّا فأنت من وراء ذلك بالرّوح القدسي ، والقالب النبوي،فقال صلى الله عليه وسلم : ” صدقت ” .

ويقول الشيخ الكتاني: في قوله سبحانه (ورفعنا لك ذكرك) بأن لم يعرفك غيرنا، ولم يكشف ذلك الفص غيرنا.(وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو) (قل الروح من أمر ربي)

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد