حديث الجمعة.
الوجهة الحقية والوجهة الخلقية
وجهته الخلقية( رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ).
قال تعالى:(وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)[البقرة]
“من عند الله“عندية الحق تعالى لاهي ظرف زمان ولاهي ظرف مكان ،لأن الحق تعالى خارج الزمان والمكان،بل هو خالقهما،فهي نسبية،ما هي أمر وجودي، والنسب أمور عدمية ثابتة الحكم معدومة العين. فهذه الظرفية المكانية ,والزمانية متعلقة بالمولود من أم واأب.
هو صلى الله عليه وسلم ”رسول من عند الله“ عند ظهور جسمه الشريف المرتبط بالمكان {مكة والمدينة}و بالزمان{زمان ظهوره}.هي المعنية بقوله تعالى ”من يطع الرسول فقد أطاع الله“” استجيبوا لله وللرسول“ ” ءامنوا بالله ورسوله “ ”براءة من الله ورسوله“. الى غير ذلك من الآيات.
وجهته الحقية (رسول من الله).
قال تعالى( لمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً)[البينة].
(رسول من الله) إشارة الى النبوة القديمة أول موجود قبل القبل قال تعالى( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) وقال صلى الله عليه وسلم ”كنت نبيا وآدم بين الطين والجسد “. قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً). (يا أيها النبي إنا ارسلناك) أي كان نبيا ،ثم جاءت الرسالة،ولم يقل تعالى يا محمد انا ارسلناك
فله صلى الله عليه وسلم وجهة الى المخلوقات (رسول من عند الله) (يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا)ومن حيث هذه الوجهة فهو عبد محض مخلوق مثلنا يسير تحث مقتضيات الاسماء الالهية يجوع ويعطش(قل انما انا بشر مثلكم)
ووجهة حقية موالية للألوهية(رسول من الله) فهو نور إلهي(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)النور هو نور النبوة والكتاب هو القرءان،“اني لست كهيئتكم اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقين” كلكم من ادم وادم من تراب“ ولم يقل صلى الله عليه وسلم كلنا من ادم.
لذا عندما قال تعالى (رسول من عند الله) ذكر الكتاب ” كِتَابَ اللّهِ” وعند ذكر (رسول من الله) تكلم عن الصحف ،فناسب كل معنى بما يليق به.
فهو رسول من عند الله وغيره ( رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) فرسول من عند الله” انتقل الى الرفيق الاعلى، و قبره نعرفه ونزوره و(رسول من الله )مازال يقوم بشهادته( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً) وبمراقبته(قارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين) في الكون حاضر وله ناظر.
يقول ابن عربي في الفتوحات المكية{باب معرفة النفس}:الحقيقة المحمدية برزخ بين الرب والمربوب..و الإنسان الكامل أقامه الحق برزخاً بين الحق والعالم فيظهر بالأسماء الإلهية فيكون حقاً ،ويظهر بحقيقة الإمكان فيكون خلقاً ..انتهى