السؤال 11من أسئلة الجن

السؤال الحادي عشر:وسألوني عن مقام المعرفة بالله هل أحد يصل فيه إلى حدّ ،يعرف الله تعالى كما يعرف الله نفسه أم لا يصح ذلك لأحد ؟.

قلت :مستحيل ان يعرف الله احد من خلقه.فالحق تعالى غني عن معرفة من يعرفه.وليس له صورة اذ لو كانت له صورة لكان مقيدا بها،وهو تعالى (ليس كمثله شيء)فالأحدية صفة إلهية ولا أحد يعرفها،ولا أحد أدرك كنهها، فما بالك بالذات ؟.

يقول ابن عربي :الأحدية لا تعرفك ولا تقبلك.

فالصوفية عندما يطلقون اسم الذات،فلا يقصدون بها الذات الالهية،تعالت عن ذالك علوا كبيرا.                                     يقول إبن عربي في (الفتوحات/ ج1ص 4):”…كان الله ولاشيء معه، إنما هي الألوهية لاالذات،وكل حكم يثبت في باب العلم الإلهيّ للذات إنما هوللألوهية …” عارف بما اقتضته مرتبة الألوهية،لا أنه عارف بالذات الإلهية. بل الجاهل بالذات هو العارف،ومن ادّعى المعرفة بالذات فهو الجهل بعينه].                                     وقول ابن عربي [الجاهل بالذات هو العارف]هو ما عبّر عنه سيدنا أبو بكر الصديق في قولته المشهورة : “العجز عن الإدراك إدراك”.                                                                                         يقول الجيلي: …إعلم أن مطلق الذات هوالأمرالذي تستندعليه الأسماء والصفات في تَعيّنها لافي وُجودها،فكل إسم أو صفة،اسْتَند إلى شيء،فذلك الشئ هوالذات.اهـ.

فبالنسبة للجيلي:الأحدية ذات،والألوهية ذات،والقرءآن ذات،والمحمدية ذات(الباب 34من الانسان الكامل) ويُضيف: “…المُتَكلّم في ذات الله صامت،والمتحرك ساكن،والناظرباهت. لأن الشيءإنما يفهم بما يُناسبه فيطابقه أوبما يُنافيه فيُضادّه، وليس لذاته في الوجود مُناسب ولا مطابق ،ولامناف،ولامضاد.وقد مَنَع أهل الله التّجلّي بالأحدية فضلاًعن الذات،أما” ذات الله” فهي عبارةعن نفسه،وهي غيب لا تُدْرك بمفهوم عبارة،ولاُتفْهم بمعلوم إشارة..” (الإنسان الكامل).

فالعارفون لايتكلمون الا على مرتبة الألوهية ،لاعلى الذات الإلهية. 

               سأل شخص الشيخ أبو الفيض الكتاني عن معرفة الذات الإلهية،فأجاب رضي الله عنه السائل قائلاً: “هل تعرف حَوْمتك،والناس الساكنين بها،وأعمارهم ومِهَنهم، وأبناءهم، وأكلهم،وشربهم ووو..)،قال:(لا).فقال:وهل بإستطاعتك معرفة ذلك يوما،ما؟ معرفة كل مايتعلق بهم،قال: (لا)،قال:هذه حومتك لم تُحِط بها،فكيف بالله وأسمائه وصفاته؟.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “تَفَكَّرُوافِي آلَاءِاللَّهِ،وَلَا تَفَكَّرُوافِي ذات للَّهِ”(رواه الطبراني).

فلنتفكر في ءالاء الله،ولانتفكر في ذات الله.

فكيف للمخلوق معرفة الخالق؟. قال تعالى (ولايحيطون بشيء من علمه الابما شاء)” بشيء من علم” وقَلَّلَه،ومن لايحاط بعلمه،وعلمه صفة من صفاته،كيف يحاط بمعرفته كما يعرف نفسه؟؟. هيهات هيهات.

يقول أبوالعباس السبتي دفين مراكش: ...كيف يحيط بك علم وأنت خلقته،أم كيف يدركك بصر،وأنت شققته،أم كيف يدنومنك فكرأنت فتقته،أم كيف يشكرك لسان و أنت انطقته….اهـ.

يحكى ان الشيخ الجزولي كتب في دليله :حتى أعرفك حق معرفتك…وراى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام،وقال له اضف :كما ينبغي أن تعرف به. أي “ حتى اعرفك حق معرفتك كما ينبغي ان تعرف به.”

فالعارف لايصل إلا،الى معرفة اسماء الله وصفاته،وتجلياتها في الكون الإلهي،ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقمة الهرم في الكون الكون الإلهي،هي الأحدية،وسؤالكم الخامس كان : لمَ لا يُدرك الحق تعالى بإقامة الأدلّة ؟فمن لايدرك بإقامة الأدلة،كيف يعرفه ،كما يعرف الله نفسه؟.’كان الله ولا شيء معه”…وهو الآن على ما عليه كان…فمن أين يوجد هذا المخلوق الذي يعرف الله كما يعرف الله نفسه؟؟؟ .

حصل المقال على : 122 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد