اعلم أن مقتضى الإسم الإلهي لايصل إلى أهل الكون مباشرة بل لا بد من الإصطحاب مع الحقيقة المحمدية,لكي يكون اللطف في التجليات الإلهية :”الله معطي وإنما أنا قاسم” (الحديث) اي مع كل تجل،إلهي حضرة محمدية تضفي الرحمة على مقتضى الاسم المتجلي به.
أبرز الله تعالى من نوره هذا البرزخ العظيم،الجامع وأفاض عليه جميع كمالاته،وحلاه بأسمائه وصفاته،فكان حاجزا بين المخلوقات وصدمات التجليات الإلهية،فلولاه لما استطاع الوجود الصمود،ولإضمحل من حينه لإنعدام المجانسة والمناسبة مع الله تعالى فهو الرحمة المهداة ﴿وما أرسلناك إلارحمة للعالمين﴾التي رفعت بها الأستار و صحت الموجودات للوجود وهو معنى قول القائل “لولاه لم تخرج الدنيا من عدم” … و”لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط “ فهو الواسطة في كل شئ،وله على كل ذرة من ذرات الوجود،نعمة الإستمداد من الألوهيه بواسطته.
فلا دخول إلا من بابه ولا شهود إلا فيه ولا تجل إلا منه
لبست هذه الحقيقة المحمدية حلل الأسماء الإلهية:لها الغنى :﴿وما نقموا إلا أنأغناهم الله ورسوله من فضله﴾ (ولم يقل من فضلهما). لها الإستجابة : ﴿إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم﴾(ولم يقل إذا دعوكما ).لها الإنعام أو النعمة: ﴿وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه﴾. لها القضاء﴿ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾(ولم يقل ويسلموا سلاما بل السلام مع تسليم الأمور إليه صلى الله عليه وسلم). لها الرضى :﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾(ولم يقل يرضوهما) وقرن براءته تعالى﴿ببراءته فقال براءة من الله ورسوله﴾ ومحاربة الله بمحاربته فقال تعالى ﴿إن الذين يحاربون الله ورسوله ﴾.
أوجده الله تعالى من نور الأحدية{ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} {كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث}..{ أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر} وتَخَلّق بالأسماء والصفات الإلهية وأُعْطيَ الخلافة الكلية
ومن الواجب أن يظهر الخليفة بصورة المستخلف،
فكان نائبا عنك في الأقوال(إنه لقول رسول كريم) (وأجره حتى يسمع كلام الله) وفي الأفعال(ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى)وخاطبته بقولك (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) وجعلته برزخا نورانيا حجابا عظيما بينك وبين خلقك،حاجزا بين صدمات التجليات الإلهية،والخلائق .
أوتي الخزائن ،وأعطي الموازن،وقلت له(هذا عطاؤنا فأمن أو أمسك بغير حساب). فلا مناسبة إلا بيننا وبينه ولا وصول إلا إليه ولا شهود إلا فيه ,عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله.
اختار له الحق تعالى نوابا قبل ظهور صورته المحمدية في زمان كان الحكم لاسمه الباطن ،هم الأنبياء والرسل يستمدون من حقيقته الأحمدية
فليس في الوجود من له الحل والربط ،والنقض والإبرام، إلامولانا رسول الله فهو برزخ عظيم بين المخلوقات وربها ومن خاصية البرزخ أن لا ينزل شئ إلا عليه ولا يصعد إلا إليه فمعاملة الخلق في الحقيقة كلها معه قال تعالى “ولا يشرك بعبادة ربه أحدا “ولم يقل ولا يشرك بربه أحدا .
عين الوجود وواحد الموجود ●مجلى محاسن حضرة المعبود
وحقيقة الإسم الذي لصفاته●خضعت رقاب معاند وجحود
متوحد في كل فضل باهر●ووحيد فرد حقيقة التوحيد