السؤال التاسع من اسئلة الجن

السؤال : ما الذي شيّب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سورة هود وأخواتها،وكيف صحّ له صلى الله عليه وسلم هذا الخوف مع عصمته وتحقّقه أن الحق تعالى لا يمكُر به؟.

الجواب: الذي شيّبه من سورة هود هو قوله تعالى:(فاستقم كما أمرت)وأخوات هود هي كل سورة فيها ذكر الاستقامة،لأن المُقرّب لو استقام في نفسه حدّ الاستقامة الكاملة،يمنعه الأدب أن يشهد في نفسه أنه وفّى بالأمر بحيث لا يبقى بعده درجة يصحّ أن يرقى إليها،بل المقرّب نفسه أولى بالخوف من المحبوب، لأن من خصائص حضرات القُرب شدّة خوف أهلها كأهل حضرة المَلك المتجلّي بالهيبة.

قلت: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:شيبتني هود وأخواتها(رواه الطبراني)

وعند الترمذي:شيبتني هود،والواقعة ،والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت.اهـ.

قال المناوي في فيض القدير شيبتني هود أي سورة هود،وأخواتها أي وما أشبهها مما فيه من أهوال القيامة ،وشدائدها وأحوال الأنبياء،وما جرى لهم. أي لما فيها من أحوال يوم القيامة والحوادث النازلة بالأمم الماضية،أخذت منه صلى الله عليه ولم مأخذا، حتى شاب قبل أوان. كقوله تعالى (يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً) .

وقيل إن الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم،من سورة هود،هو قوله تعالى( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) ذكر ذلك القرطبي في تفسيره.

وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية،هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه.فالهموم تسرع بظهور الشيب على الجسم اهـ.
وهناك من اصحاب الحديث من لم يجزم بصحة هذا الحديث ،فزاد الطبراني على السور الخمس،سورة الحاقة، وزاد ابن مردويه سورة الغاشية ،وزاد ابن سعد، سأل سائل، واقتربت الساعة.

وسورة هود مكية،أي عندما نزلت كان النبي الله صلى الله عليه وسلم،لا يتجاوزمن العمر 53 سنة .                روى الترمذي عن أنس قال ماعددت في رأس رسول الله ﷺ ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء “.

وعدد الشعرالذي بوجه الإنسان و رأسه ،يكون ما بين 80000 و 100.000 شعرة. 14 شعرة بيضاء فهذه نسبة ضئيلة،أي أقل من واحد في المئة (0,014 في المئة) فلايلاحظ من اول نظرة.ليس كحال زكريا عليه السلام (واشتعل الراس شيبا)(أي لم يبق برأسه عليه السلام الا قليل من الشعيرات السوداء).

فقوله صلى الله عليه وسلم”شيبتني هود واخواتها”.أرى أنه شيب معنوي، أكثر منه حسي منظور،أي اهوال يوم القيامة، والعذاب،وهلاك الامم،و قصص الأنبياء، وحالهم مع أقوامهم،ومن ذلك قصة نوح وقصة هود ،وصالح ،وإبراهيم ،وشعيب عليهم الصلاة والسلام…جعله يفكر في مصير أمته ،ومصير امته صلى الله عليه وسلم يهمه كثيرا بشفقته العظيمة عليها، كما ورد في صحيح مسلم: ” لِكُلِّ نَبِىٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِىٍّ دَعْوَتَهُ”وهو صلى الله عليه قال”وَإِنِّى اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ” فأي شفقة أكبر من هذه الشفقة؟! وكل نبي يقول نفسي نفسي،وهو صلى الله عليه يقول :أمتي أمتي.فهو حزن على لأمته وليس خوفا على نفسه،وقد غفر الله ما تقدم وما تأخر من ذنبه.

وهو صلى الله عليه وسلم لا يخاف إلا من الله. فهو حزن وليس خوفا.ألا ترى حين كان هو وابوبكر بالغار لم يقل لابي بكر لا تخف،بل قال له ” لا تحزن إن الله معنا”. مع أن المقام ،مقام خوف، فأقدام الكفار على رؤوسهما وهما في الغار.

الهموم والأحزان اذا تفاقمت على الانسان ،اسرع إليه الشيب في غير أوانه.

قال المتنبي

والهمُّ يخترم الجسم نحافة = ويشيب ناصية الصبيّ ويهرم 

والناس تقول في مشكل ما ؟ شيبني. أو على ابن مشاغب شيبني. دون أن يكون قد ظهر شيب عليه  

قال الله سبحانه وتعالى في سورة هود(ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ) (الاية 100) (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَك)(الاية 120)،فهي قصص للثتبيت،وليست للتخويف، أو التهويل.

لرسول الله وجهة أحدية حقية،اصلها من الاحدية، لا تأثير للأسماء الإلهية عليها ،هي الشاب الأمرد” أحمد”. التي رآى في معراجه في معراجه.

الأمرد في اللغة ،من المرد،وهو نقاء الخدين من الشعر، يقال:مرد الغلام مردا :إذا طر شاربه ولم تنبت لحيته. وفي اصطلاح الفقهاء هو :من لم تنبت لحيته .

ووجهة خلقية بشر مثلنا( ياكل الطعام ويمشي في الاسواق) تحت تأثير الاسماء الالهية،(قل إنما أنا بشر مثلكم) يصيبه ما يصيب البشر يجوع ،يشيب،يبكي،…..

========
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – يرفعه:” لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نورٌ يوم القيامة، ومن شاب شيبة في الإسلام، كُتب له بها حسنة، وحُطّ عنه بها خطيئة، ورُفِع له بها درجة”. قالت العرب قديما لمن بدا الشيب ينتشر في رأسه ” اقمر ليله”
ويروى في كتب الثرات ان أول من شاب هو سيدنا إبراهيم،عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام،فقال : يا رب ما هذا ؟ فقال تعالى : هذا وقارك ، فقال إبراهيم عليه السلام : رب زدني وقارا، فما برح حتى ابيضت كل لحيته.

حصل المقال على : 90 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد