الشيخ جابر الجزولي (2)

  1. يقول الشيخ جابر الجزولي.
    (تتمة للفصل الاول)….الوجود بالجسم نوعان:وجود بالجسم الترابى، وهولايكون إلافى مكان واحد، ولا يجوز تعدده.ووجود بالجسم الثانى اللطيف،بمعنى أنالجسم الشريف فى مكانه من الروضة المطهرة،مع تعدد وجوده فى أى مكان بالجسم المثالى. وفى ليلة الإسراء حين أسرى به من مكة المكرمة،قال صلى الله عليه وسلم(مررت على أخى موسى فوجدته قائما يصلى فى قبره)ثم كان النبى موسى مع الأنبياءفى صلاتهم مع محمد صلى الله تعالى عليه وسلم،وهو يؤمهم بالمسجد الأقصى، فهل الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وعلى نبينا محمد كانوا موجودين بكل ملء وجودهم فى أثناء هذه الصلاة؟ إن لم يكن ذلك (وهذا أخطر اجتماع يجتمع فيه النبى صلى الله عليه وسلم، بجميع الأنبياء، ويؤمهم فى صلاتهم)اعترافا منهم له بالإمامة عليهم وتسليمهم له الرسالة، فهل يمكن والأمر كذلك أن يكون هذا الاجتماع بغيروجود؟ولماذا والله سبحانه وتعالى قادر على أن يجمعهم بحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم بكامل وجودهم،وهذا ليس على الله بعسير. رب قائل يقول إنهم حضروا بأرواحهم،فهذا أمر لامعنى له. والحقيقة كمانرى،محمد سيد الأنبياء يصلى بالأنبياء ببيت المقدس،وهو على استعداد للعروج إلى الله.. وقد كانوا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في استقباله فى السموات كما كانوا فى استقباله بيت القدس. وكيف لا يملأ الوجود المحمدى الزمان والمكان،ومحمد أكرم على الله من جميع خلقه.عليك الصلاة والسلام يا سيدى يا رسول الله.
    سيعلم الناس فى يوم من الأيام قدرك ووجودك ومنزلتك عند ربك العلى الأعلى.
    والوجودالمثالى يحصل عليه كل عبد أنس بربه وأحب نبيه واستقام.وقد وصل إليه الابدال فى حياتهم وبعد وفاتهم.فكيف بنبينا وقد بلغ من التكريم والتعظيم مبلغا لم يبلغه عبد قط، وكيف به وهو يقال له من فم كل مسلم فى كل وقت وفى كل صلاة السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته.فماذا تعنى هذه الكلمة إن لم تكن تعنى وجوده بيننا بكامل وجوده.

  وقد نرى إن شاء الله من هذا كله،أنه موجود بجسده الشريف وروحه الكريم، لايخلو منه زمان ولامكان،وقد قرأنا كثيرا لكثير من الأولياء أنهم رأوا ورأينا الحضرة المحمدية،واجتمعوا بها مرات كثيرة فى اليقظة والمنام.
وقد قال السيد المرسى أبو العباس رضى الله عنه،وهو من اتباع السيد الولى الكبير والقطب العظيم سيدى أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه: (لو حُجبتُ عن رؤية النبى صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسى في المسلمين)وكان السيد أحمد الرفاعى رضى الله عنه يقول: (كشف الله عن بصرى فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم ملء السموات والأرض والعرش والكرسى وملء سائر الأقطار)

والبراهين على ذلك كثيرة.وأن جميع الأولياء لاتتم وِلاَيتهم إلابإذنه صلى الله عليه وسلم وبتزكيته،وكانوا يجتمعون بسيدالمرسلين يقظة ومناما،                    وكان أحد العارفين وهو”خليفة بن موسى”كثيراما يجتمع به،وفى ليلة واحدة اجتمع به سبعة عشر مرة وقال له النبى [ياخليفة لاتمل منا فقد مات كثير من الأولياء بحسرة عدم رؤيتنا].

والأبدال من هذه الأمة سُمُّوا كذلك لأن الواحد منهم يتعدد وجوده فى أماكن كثيرة.وأن كثيراً من الصالحين قد اجتمعوا بالحضرة المحمدية عليها صلاة الله وسلامه يقظة،وسألوه عن أشياء فى مصالحهم فأجابهم صلى الله عليه وسلم عنها وأمور كثيرة حذرهم منها.والقرآن الكريم يقول :(ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). وقال تعالى(واعلموا أن فيكم رسول الله) انتهى . (

فالنبوة حاضرة وللكون ناظرة

حصل المقال على : 20 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد